بعثت الحكومة الأوكرانية، الثلاثاء، برسالة إلى إسرائيل تطلب فيها أنظمة دفاع جوي تساعدها في التعامل مع الهجمات التي تشنها روسيا باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إيرانية الصنع.
وذكر موقع “واللا” الإسرائيلي، أن الحكومة الأوكرانية تأمل أن يؤدي تعميق التعاون العسكري بين روسيا وإيران إلى تغيير السياسة في تل أبيب فيما يتعلق بتزويدها بالسلاح.
تفاصيل الرسالة
وجاء في الرسالة التي وجهتها السفارة الأوكرانية في إسرائيل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه في ضوء المساعدة الإيرانية لروسيا ومن أجل حماية مواطنيها، تريد أوكرانيا بدء التعاون مع إسرائيل في مجالات الدفاع الصاروخي والطائرات بدون طيار.
كما جاء في الرسالة: “أوكرانيا مهتمة جداً بتلقي أنظمة دفاعية من إسرائيل في أقرب وقت ممكن، ولا سيما نظام الدفاع بالليزر المعروف باسم الشعاع الحديدي، وبرق 8، وباتريوت، والقبة الحديدية، ومقلاع داوود وحيتس أو السهم، كما نطلب مساعدة إسرائيل في تدريب المشغلين الأوكرانيين”.
وأضاف “واللا” أن بعض أنظمة الدفاع الجوي المذكورة في الرسالة لا تعمل على الإطلاق ولا تزال قيد التطوير مثل نظام الليزر، أما عن الأنظمة الأخرى، مثل باتريوت، فهي ليست إسرائيلية على الإطلاق وإنما أمريكية.
وأكدت الرسالة كذلك أن طلب أوكرانيا يستند إلى حقيقة أنه إذا اكتسبت إيران خبرة إيجابية في تشغيل أنظمة أسلحتها في الحرب في أوكرانيا، فسيؤدي ذلك إلى تحسين أنظمة أسلحتها وتعزيز قدرتها على إنتاج أنظمة أسلحة هجومية، وسيشكل ذلك تهديداً لإسرائيل والشرق الأوسط بأكمله. كما أكدت الرسالة أن “الجانب الأوكراني يتوقع رداً إسرائيلياً إيجابياً على الطلب”.
تهديد روسي
وكان وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي، أصدر هذا الأسبوع، في أعقاب ما نشرته وسائل إعلام أمريكية عن أن إيران ستزود روسيا صواريخ باليستية، بياناً دعا فيه إلى إمداد أوكرانيا بالسلاح الإسرائيلي. ورداً على ذلك، هدد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بأن مثل هذه الخطوة ستدمر العلاقات بين إسرائيل وروسيا.
وقال الموقع إن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية تبرؤوا من كلام الوزير شاي وقالوا إنهم لا يمثلون سياسة الحكومة الإسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في لقاء مع سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، صباح أمس الأربعاء، إن إسرائيل عرضت على أوكرانيا المساعدة في بناء “نظام إنذار ذكي” للسكان المدنيين يحذر مسبقاً من إطلاق صواريخ أو تهديدات جوية أخرى، مثل الأنظمة التي تديرها قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وأضاف غانتس: “إسرائيل تدعم وتقف إلى جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والغرب، وهذا شيء قلناه ونقوله مرارا وتكرارا”، مضيفاً أن إسرائيل تنتهج سياسة دعم أوكرانيا من خلال الدعم الإنساني وتزويدها بأنظمة إنقاذ الأرواح ومعدات دفاعية، وتابع: “في هذه الأيام، أعتزم الموافقة على حزمة أخرى، كما فعلنا في الماضي، ومع ذلك، أود أن أؤكد أن إسرائيل لن تنقل أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا لمجموعة متنوعة من الاعتبارات التشغيلية، وسنواصل دعم أوكرانيا في ظل قيودنا، كما فعلنا حتى الآن”.
وأشار غانتس إلى أنه كجزء من توسيع المساعدات وتزويد أوكرانيا بالمعدات المنقذة للحياة، طلبت وزارة الدفاع من كييف بيانات ستسمح لها بالمساعدة في بناء وتزويد نظام الإنذار، مضيفاً: “سيكون لهذا النظام مزايا في إنقاذ أرواح المدنيين. نحن على استعداد للنظر في أي طلب، بما في ذلك ما يتعلق بموضوع الصادرات، مع مراعاة السياسة التي قمت بتفصيلها والمعروفة أيضًا”.
ومع ذلك، صرح المسؤولون الأوكرانيون أن هذا كان طلباً قدمته أوكرانيا لإسرائيل حتى قبل الحرب ولم يتم الرد عليه في ذلك الوقت، موضحين أن أوكرانيا قد تم تجهيزها بالفعل بنظام إنذار وليس من المؤكد أنها بحاجة إلى ما تقدمه إسرائيل.
محادثة مُنتظرة
ويقول الموقع الإسرائيلي إنه من المتوقع أن يتحدث رئيس الوزراء يائير لابيد عبر الهاتف، اليوم، مع وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كولبا، وستكون هذه هي المحادثة الثانية فقط بين البلدين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي.
وفقاً للموقع، من المتوقع أن يوضح لابيد لكوليبا أن إسرائيل لن تزود أوكرانيا بالسلاح، مشيراً إلى أن مسؤولين إسرائيليين كباراً صرحوا أنه من غير المتوقع حدوث تغيير في السياسة بشأن هذه القضية على الأقل حتى الانتخابات وحتى تشكيل حكومة جديدة تعيد النظر في القضية، وأضاف “واللا”: “من المتوقع إجراء محادثة بين غانتس ووزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف غداً”.