تقرير أمريكي يؤشر صعوبة تراجع إيران بالعراق رغم الاستياء المؤثر على ميليشياتها

1

يواجه النفوذ المتمدد لـ إيران في الشرق الأوسط، والذي يتعرض أصلا لضغوط أميركية، مقاومة متزايدة داخل العراق وسوريا.

ورد ذلك في تقرير نشرته اليوم الجمعة صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أوضحت فيه أن استياء في العراق من التدخل الإيراني حتى وسط الشيعة هناك ينعكس في فوز رجل الدين العراقي مقتدى الصدر في الانتخابات الأخيرة.

وكانت الحملة الانتخابية للتحالف الذي يدعمه الصدر تقوم على الدعوة لمكافحة الفساد والتدخل الأجنبي في الشؤون العراقية، وكان الفوز الواضح لهذا التحالف قد عكس التغيّر المتزايد في المزاج الشعبي والذي أثر حتى على المليشيات التي تدعمها إيران حيث لم تعد تتجرأ للإعلان على الملأ عن ولائها للمرشد الإيراني علي خامنئي.

تحد جديد

وتمثل هذه المقاومة تحديا آخر لطهران التي تحاول الحفاظ على مكاسبها في المنطقة وتفادي عزلة دولية عقب القرار الأميركي بالانسحاب من اتفاق النووي.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن مايكل ستيفنس إن السمة الثابتة في المشهد السياسي العراقي هي أن لإيران مصادر عديدة للدعم داخل العراق والنظام العراقي الذي يأخذ خياراتها بجدية، لكن المزاج العراقي حاليا يسير عكس ذلك.

وفي سوريا، حتى في العاصمة دمشق، بدأ غالبية السكان يتهمون إيران بإثارة التوترات الدينية، كما أن روسيا، وهي الشريك الأجنبي الرئيسي للرئيس بشار الأسد، أظهرت تململا من الوجود العسكري الإيراني المتنامي هناك والذي دفع بإسرائيل إلى احتوائه بالعديد من الغارات مؤخرا.

ومع إصرار إسرائيل على عدم السماح للوجود الإيراني بالاستمرار في سوريا، فإن هذا الوجود قد أصبح عبئا متزايدا على الأسد الذي يسعى حاليا لتعزيز مكاسبه.

تلميح قاس

وفي الأسبوع الماضي صدرت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر التلميحات قسوة ضد إيران، إذ قال إن طهران استنفدت فترة استضافتها في سوريا في إطار تصريح له عن أن القوات الأجنبية ستبدأ مغادرة سوريا قريبا.

وردت إيران على تلميح بوتين بلسان المتحدث باسم خارجيتها بهرام قاسمي الذي رفض تصريح الرئيس الروسي قائلا للصحفيين إن بلاده ستبقى في سوريا ما استمر وجود “الإرهاب”.

وظلت الحكومة السورية تسعى خلال الأشهر الأخيرة إلى التقليل من اعتمادها على إيران، فقد أعلنت وسائل الإعلام الحكومية السورية هذا الأسبوع أن القوات الأجنبية انسحبت قبل بدء الهجوم الحكومي على المعارضين المسلحين في منطقة درعا القريبة من إسرائيل.

تملص حكومي

كذلك سعت دمشق إلى تقييد الوجود الإيراني خارج النطاق العسكري، إذ حاولت التملص من الاتفاقات الأولية التي تمنح إيران حقوقا للتنقيب عن الفوسفات وللعمل في شبكات الهواتف النقالة.

لكن الخبير في العلاقات السورية-الإيرانية الأستاذ بجامعة ويبستر بسانت لويس بأميركا جوبين غودارزي يستبعد تنازل إيران عن مكتسباتها الغالية في سوريا، قائلا إن لدى إيران إحساسا بأنها مالكة حق في سوريا، لأنها أنفقت كثيرا من المال والطاقة والأرواح وتتطلع حاليا للحصول على عوائد تلك النفقات.

ويستدرك غودارزي بأنه إذا زادت الضغوط على إيران، فربما تبدأ في التفكير في الخروج بأقل خسائر ممكنة، ومن المرجح أن تبدأ بتقديم تنازلات بسوريا، لكن من الصعب التراجع عن مكتسباتها في العراق.

التعليقات معطلة.