تقرير.. الخوف من “السقوط” دفع خامنئي للتفاوض مع ترامب

4

24 – شهم محمد
   

قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وافق على استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بعد ضغوط غير مسبوقة من كبار المسؤولين الإيرانيين، الذين حذروا من أن خطر الحرب والأزمة الاقتصادية المتفاقمة قد يؤديان إلى سقوط النظام.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الإيراني ورئيسا البرلمان والسلطة القضائية اجتمعوا الشهر الماضي مع خامنئي، وطرحوا رسالة صريحة مفادها أن رفض التفاوض، حتى بشكل مباشر، سيقود إلى نتائج كارثية على النظام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين، أن المجتمعين حذروا خامنئي من أن عدم الاستجابة لرسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيدفع الولايات المتحدة إلى شن هجمات على منشأتي “نطنز” و”فوردو” النوويتين، ما سيُجبر إيران على الرد ويدخلها في حرب واسعة قد تتسبب باضطرابات داخلية وانهيار اقتصادي شامل.

 

وأضافت الصحيفة أن الاجتماع استمر لساعات، وفي نهايته وافق خامنئي على إطلاق مفاوضات تبدأ بوساطة غير مباشرة، ثم تنتقل إلى محادثات مباشرة إذا سارت الأمور بشكل إيجابي.
ذكرت “نيويورك تايمز” أنه في 28 مارس (أذار)، بعثت إيران برد رسمي على رسالة ترامب، تُظهر فيه استعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات. 
ومن المرتقب أن تبدأ أولى جولات المحادثات بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان السبت، وسط خلاف علني حول ما إذا كانت ستكون مباشرة أم عبر وسطاء عمانيين.

خامنئي يضع الخطوط الحمراء

وبحسب الصحيفة، فإن خامنئي وضع شروطاً للمفاوضات، بينها السماح بمناقشة البرنامج النووي مع آليات رقابة صارمة وتخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم، لكنه رفض مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية، معتبراً إياه جزءاً من الدفاع الوطني.

أشارت الصحيفة إلى أن روسيا والصين شجعتا إيران على الانخراط في مفاوضات جادة، خاصة مع التغيرات الإقليمية، ومنها سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وخسائر الميليشيات الحليفة لطهران في غزة ولبنان. 
وأوضحت أن الإدارة الأمريكية، بالتوازي، زادت الضغط على الصين لوقف شراء النفط الإيراني.

حسابات اقتصادية 

قالت “نيويورك تايمز” إن الاقتصاد الإيراني يحتضر، ما دفع رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إلى تحذير خامنئي من أن أي تصعيد عسكري سيفاقم الوضع الداخلي، وهو ما أكد عليه أيضاً الرئيس مسعود بَزشكيان، خاصة في ظل انقطاعات الكهرباء وشح المياه وتهديد خطوط الإنتاج الصناعي.
وأشارت إلى أن إعلان المفاوضات عزز سعر صرف الريال الإيراني ورفع من أداء البورصة، في مؤشر على ترقب داخلي لتحسن اقتصادي محتمل.
ونقلت الصحيفة أن خامنئي كلّف ثلاثة من مستشاريه المقربين – كمال خرازي، علي لاريجاني، ومحمد فروزنده – بالإشراف على الملف، بالتنسيق مع وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي سيقود الوفد الإيراني في المفاوضات.
وفي إشارة إلى تغيير في النبرة، قال الرئيس بزشكيان علناً إن خامنئي منفتح على دخول الاستثمارات الأمريكية إلى السوق الإيرانية.

 

وقال المحلل علي واعظ من “مجموعة الأزمات الدولية” للصحيفة، إن وجود ترامب على رأس الإدارة الأمريكية يفتح فرصة نادرة لإبرام اتفاق دائم مع واشنطن، في ظل قدرته على التأثير في إسرائيل والحزب الجمهوري المعارض تقليدياً للاتفاق النووي.
وختمت “نيويورك تايمز” بأن الطرفين أمام لحظة حاسمة، تتمثل بالزمن قصير، والمخاطر مرتفعة، والمفاوضات لن تنجح دون حوار مباشر بين واشنطن وطهران.

التعليقات معطلة.