تقرير فرنسي: على أوروبا إعادة النظر بعلاقاتها مع أفريقيا

1


post-image

أكّد مراقبون ضرورة إعادة القارة الأوروبية النظر في علاقاتها بالقارة الأفريقية، و وضع تصورات جديدة تأخذ بالاعتبار المتغيرات الحالية، وحقيقة المنافسة الصينية والأمريكية والروسية تجاه القارة الأفريقية، وفق ما ذكرته مجلة “لوبوان” الفرنسية.

و جاء في تقرير للمجلة أنه “بعد 30 عامًا من إطلاق المؤتمر الأوروبي الأفريقي لمعهد أسبن الفرنسي، يرى كبار المراقبين أنه من المناسب التفكير في الوضع الحالي للعلاقة بين القارتين”.

وقال التقرير إن “هذه الدعوة تأتي مع القلق الأوروبي إزاء الزيارات الأخيرة لوزير الخارجية الصيني وانغ يي أو وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القارة الأفريقية”.

وأضاف أن “هذا يؤكد ضرورة قيام أوروبا بإعادة النظر في علاقاتها مع أفريقيا، سواء على المستوى الجيوإستراتيجي أو الاقتصادي، والقيام بإصلاح جذري للشراكة، وأن جوهر هذا التحول يجب أن يكمن في زيادة مشاركة القطاع الخاص”.

ونقل التقرير عن مراقبين قولهم إنه “يجب أن تصبح الاستثمارات والشراكات بين القطاعين العام والخاص الركائز الأساسية لنموذج جديد للتعاون، وفي غياب مثل هذا الالتزام، ودون اتحاد قوي بين الدول الأوروبية، تستطيع الدول الأفريقية أن تواصل تقاربها مع الصين وروسيا”.

وأفاد أنه “من بين التحديات الرئيسة، يأتي التصور المبالغ فيه للمخاطر في أفريقيا على رأس القائمة، وتؤثر هذه المبالغة بشكل كبير على جاذبية البلدان الأفريقية، الأمر الذي يجعل تكلفة رأس المال باهظة بالنسبة إلى المستثمرين، مع أسعار فائدة أعلى كثيرًا من نظيراتها في أوروبا أو الولايات المتحدة”.

وأوضح التقرير أن “هذا المناخ غير الملائم يؤدي إلى خلق حالة من الشلل بين الجهات الفاعلة في القطاع الخاص، ما يؤدي إلى تباطؤ الاستثمارات الأساسية في أفريقيا، حيث توجد رغم ذلك قيمة مضافة كبيرة”.

وأشار أنّه “في مواجهة هذه الملاحظة، هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر لتقييم المخاطر في أفريقيا، ونحن ندعو وكالات التصنيف، وهي الجهات الفاعلة الرئيسة في هذه العملية، إلى اعتماد نهج أكثر دقة وتوازنًا، والأخذ بالاعتبار المخاطر المالية لحماية رأس مال سمعتها، وكذلك الأساسيات الاقتصادية المتوسطة والطويلة الأجل للقارة”.

وتابع أنّه “في مواجهة هذه الصعوبات، يتعين على الجهات الفاعلة في القطاع الخاص أن تلعب أيضًا دورًا قياديًا، ومن خلال الاستثمارات المباشرة بمشاريع مختلفة في القارة، يمكن للشركات إظهار ثقة قوية في الإمكانات الاقتصادية الأفريقية، ولكن أيضًا بدء حلقة جديدة من خلال تشجيع الشركات الأخرى على خلق قيمة مضافة في القارة.”

وأنهت المجلة تقريرها بالقول إن “ثروة أفريقيا الأساسية هي رأسمالها البشري، حيث إنّ أكثر من نصف سكانها دون سن العشرين، وهذه الحيوية الديموغرافية، لا تشكل عائقًا أمام التنمية، بل توفر فرصة فريدة للمستثمرين”.

وأكّد أنّ “أوروبا باعتبارها فاعلاً تاريخيًا وجارة جغرافية متميزة، فإنّها شريك طبيعي لأفريقيا، حيث يتيح التعاون المعزز بين القارتين فرصة فريدة لتحفيز التنمية الإيجابية لهاتين المنطقتين المتكاملتين، ومن الممكن أن تصبح الاستثمارات الأوروبية، إذا تم توجيهها بحكمة، أدوات قوية لتشجيع الابتكار، وتعزيز البنية التحتية، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في أفريقيا”.

التعليقات معطلة.