شهم محمد
قالت شبكة “سي إن إن” إن إسرائيل تبدو وكأنها تتراجع عن سياسة المساعدات المثيرة للجدل في غزة، والتي أثارت موجة من الغضب الدولي، بسبب ما تسببت به من وفيات، كان من الممكن تفاديها، نتيجة المجاعة المنتشرة في القطاع الفلسطيني.
وذكرت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدّعي أن خطة توزيع المساعدات الجديدة لا تمثّل تراجعاً، لكن هذا التصريح يزيد من التكهنات بأنها تراجع فعلي، خصوصاً أنه بات محاصراً في أزمة “صنعها بيديه”.
وأفادت الشبكة أن محادثات وقف إطلاق النار انهارت، يوم الجمعة، عندما قرر نتانياهو سحب الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب، في الوقت ذاته الذي بلغ فيه الغضب الدولي ذروته بسبب وفيات ناجمة عن سوء التغذية في غزة.
وأضافت “سي إن إن” أن نتانياهو أضاع فرصة لتحقيق توازن بين تحسين توزيع المساعدات في غزة من جهة، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس من جهة أخرى، وربما تقديم تنازلات بشأن منطقة عازلة على حدود غزة، أو حتى تمهيد الطريق نحو وقف إطلاق نار دائم.
وقالت الشبكة إن ما تبقّى لنتانياهو هو الضغط الدولي المتزايد لمعالجة نقص الغذاء في غزة، وهو ضغط نسف آماله بالحصول على تنازلات من حماس، التي – من وجهة نظر إسرائيل – تستمتع بمشاهد إحراج إسرائيل، وتستغل سردية المجاعة لتحقيق مكاسب سياسية.
نتانياهو: “لا أعذار بعد اليوم” في غزة – موقع 24
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان الجيش فتح طرقاًَ آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن الطريقة الوحيدة لتغيير هذا الواقع، وإخراج قصة المجاعة من العناوين الرئيسية، كانت بالتراجع عن شهور من الحصار، ورفع جزء من القيود على غزة.
لكن الشبكة لفتت إلى أن كمية المساعدات لن تكون كافية لإنقاذ من باتوا قريبين من الموت بسبب الجوع، كما أن الغضب الدولي لن يتراجع بسرعة، وقد ترى حماس في هذا الوضع فرصة لتعزيز موقفها التفاوضي، والسعي إلى شروط أفضل في محادثات التهدئة.
وذكرت الشبكة أن قبل ما يبدو أنه تراجع من نتانياهو، كان هناك شعور بأنه اقترب من دفع حماس لتقليص مطالبها مجدداً. لكن الآن، ومع استبعاد ورقة تحسين المساعدات من طاولة التفاوض، قد لا يتمكن نتانياهو من استعادة التوازن لصالحه بسرعة، وفقاً لما تراه “سي إن إن”.