تقرير: نتانياهو يحول إسرائيل إلى دولة معزولة بلا حلفاء

2

تضيق دائرة حلفاء إسرائيل التقليديين تدريجياً مع كل يوم تواصل فيه حربها المدمرة وغير المبررة على قطاع غزة، وتحرم سكانه من المساعدات الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، في ظل تحكمها المطلق بالمعابر الحدودية، ورفضها الأدلة الصارخة على تفشي المجاعة رغم التقارير المتعددة الحاملة لبمصات أهم المنظمات الدولية والإنسانية.
ويرى الخبراء، أن أقرب حلفاء إسرائيل بدؤوا بتغيير مواقفهم من الدولة العبرية، ومراجعة شراكتهم معها، والتفكير في إخضاعها للعقوبات، لثنيها عن ما تقوم به في قطاع غزة، وفي مقدمتهم دول الاتحاد الأوروبي.
ويقول تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي، إن حكومة نتانياهو العنيدة والرافضة لدعوات وقف الحرب، لا تزال توسع الفجوة بين إسرائيل وحلفائها باستمرار، بسبب القصف المتواصل على غزة وتجميد المساعدات الإنسانية الضرورية جداً.
ويقول التقرير الذي أعده مراسل الموقع باراك رافيد، “كان لدى نتانياهو شرعية دولية غير مسبوقة للرد على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن الدعم بدأ يتراجع تدريجياً مع استمرار الحرب، وتحول الآن إلى تسونامي دبلوماسي”.
وخلال الشهرين الماضيين، خسر نتانياهو العديد من أصدقائه المتبقين في الغرب باستثناء الولايات المتحدة، بعد إنهائه لوقف إطلاق النار في مارس (آذار) وقيامه بمنع جميع شحنات الغذاء والماء والدواء إلى غزة.
وتصاعد الضغط بشكل حاد في وقت سابق من هذا الشهر عندما أطلق عملية لإعادة احتلال غزة وتسويتها بالأرض، بدلًا من قبول صفقة لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب.
وواصل نتانياهو إصراره على مواصلة الحرب رغم طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مساعديه بضرورة إنهائها والسماح بدخول المساعدات، مع تسرب تقارير عن توتر في العلاقات بين الطرفين، وتوجيه ترامب انتقادات خاصة لنتانياهو بعيداً عن وسائل الإعلام، في حين أن قادة آخرون فقد عبّروا عن مواقفهم علناً.
غضب أوروبي
وسبق أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء كندا مارك كارني، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في بيان مشترك صدر في 19 مايو (أيار)، “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتانياهو هذه الأفعال الفاضحة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود عن المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة إضافية رداً على ذلك”.
تقرير: الجيش الإسرائيلي استخدم مدنيين دروعاً بشرية في غزة – موقع 24
كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن الجيش الإسرائيلي استخدم مراراً مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية، خلال عملياته البرية الواسعة في قطاع غزة.
ورد نتانياهو بغضب، متهماً القادة الثلاثة في بيان مصور بأنهم يخدمون مصلحة حماس. وقال، “يريدون من إسرائيل أن تتراجع وتقبل ببقاء جيش حماس من القتلة الجماعيين ليعيد بناء نفسه ويكرر مجزرة 7 أكتوبر مراراً وتكراراً، لأن هذا ما تعهدت به حماس”.
عزلة دولية
تلك التصريحات ترجمت حقيقة الوضع الحالي في إسرائيل، التي بدأت تدخل تدريجياً في عزلة دولية، وباتت تحت تهديد العقوبات الجدية.
وأعلنت المملكة المتحدة يوم الخميس الماضي تعليق مفاوضات التجارة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين إسرائيليين متورطين في هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين.
ومن المتوقع أن تشارك فرنسا في استضافة مؤتمر مع السعودية الشهر المقبل للدفع باتجاه حل الدولتين، كما يُتوقع أن تعترف رسمياً بدولة فلسطين.
أما إسبانيا فقد اعترفت بدولة فلسطين بالفعل العام الماضي، إلى جانب النرويج وإيرلندا، وقال رئيس وزرائها بيدرو سانشيز الأسبوع الماضي، إن إسرائيل “دولة ترتكب إبادة جماعية”، ودعا إلى حظر مشاركتها في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن).
ودعم 17 من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 يوم الثلاثاء اقتراحاً من هولندا – وهي من أقرب حلفاء إسرائيل – لإعادة النظر في اتفاقية التجارة والتعاون مع إسرائيل.
وعلى الجانب الآخر، ردت حكومة نتانياهو على الانتقادات باتهام القادة الأوروبيين بمعاداة السامية، وادعت أنهم يخضعون لضغوط من الأقليات المسلمة في بلدانهم. ومع ذلك، وافقت إسرائيل أيضاً على السماح بدخول بعض المساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس (آذار).
خسارة الحلفاء
وكشفت تسريبات من سلسلة اجتماعات لمجلس الأمن الإسرائيلي المصغر عقدت في مارس (آذار)، عن تحذير وزير الخارجية جدعون ساعر لنتانياهو من أن تعليق المساعدات الإنسانية لن يُضعف حماس، بل سيؤدي إلى فقدان الدعم من حلفاء إسرائيل.
وقال ساعر، وفقاً لمسؤول إسرائيلي رفيع، إن إسرائيل ستضطر في النهاية إلى الرضوخ واستئناف المساعدات تحت الضغط.
وأضاف المسؤول، “هذا بالضبط ما حدث. لقد كان خطأً فادحاً، واتُخذ في الغالب لأسباب سياسية داخلية”.
ويقول رافيد، رغم تراجع ترامب عن خطته الأصلية بطرد جميع الفلسطينيين البالغ عددهم 2 مليون من غزة لبناء “ريفييرا جديدة”، قال نتانياهو الأسبوع الماضي للمرة الأولى إن “الحرب لن تنتهي حتى يتم تنفيذ هذه الخطة”، في إصرار غير مفهوم على تنفيذ خطة “الهجرة الطوعية”.
وختم تقريره بالقول، “إذا نفذت إسرائيل هذه الخطة، التي تتطلب تسوية جميع مناطق غزة بالأرض تقريباً، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من العزلة الدولية”.

التعليقات معطلة.