{تمخض الجبل فولد فأراً}

1

حسن فليح / محلل سياسي

دولة عظيمة مثل الولايات المتحدة يجب عليها التحدث قليلا وتعمل وتنجز كثيرا ، كنا نعتقد ونترقب ان الضربة والاستهداف ستكون ذات معني وتغير من المعادلة الحالية وتقضي على عناوين مهمة واهداف كبيرة لها اثرها وفعلها ، ولكن الذي حصل كان استهداف لمعسكرات فارغة وجملونات لاتحتوي على اهداف ذات معنى ولاتساوي الضجيج الاعلامي والكلام الفارغ باستخدام الطائرات الاستراتيجية مثل بي 1 لانسر وغيرها من الطائرات المتطورة والقادرة على حمل قنابل نووية وغيرها من القنابل الفتاكة بالنتيجة ذهب ضحية تلك الغارات والهجوم المراهق مواطنين مدنيين عراقيين لاناقة لهم ولا جمل بما يحصل!!! الولايات المتحدة لديها مشروع عالمي من خلال الشرق الاوسط وايران لديها مشروعها الخاص بها لكي تثبت انها لاعب اقليمي لاتسمح والاتريد تجاوزها وتخطيها على المستوى الدولي ، وعليكم انتم الاثنين معا ان تجدو ملعبا وساحة اخرى غير العراق للتباري ولوي الاذرع،ايران موجودة ومعلومة جغرافيا وامريكا موجودة ومنتشرة في عموم الشرق الاوسط بريا وبحريا وأين تكمن قواعدها وأين توجد مصالحها ، فماذا العراق هدفكم ؟ ولماذا نحن الهدف للسلاح الايراني وفصائلها ولماذا نحن الهدف للامريكان واسلحتهم المدمرة ، عليكم ان توجهوا سلاحكم لبعضكم وكفاكم استهتاراً بدماء الشعوب والضحك على عقولهم ، العراق لم يهدد احد ويعيش منذُ عشرون عما بين احتلالين الاحتلال الامريكي بالسماء والاحتلال الايراني على الارض، ونحن كشعب يريد ان يعيش بسلام وامان ويكفي جدا ماقدمه من تضحيات على مدى عقود خلت ، الا يحق لنا العيش بكرامة وامان!! امر طبيعي ضعف العراق ادى الى استهتاركم هذا ، ولكن شعبهُ مدرك تماما حجم المؤامرة ودواعيها ، امريكا تريد بقاء الفصائل المسلحة المولية لطهران وتريد التدخل الايراني بالعراق لينمحها الحجة بالبقاء اضافة الى موضوع داعش ، ايران من جهتها تريد النفوذ والهيمنة على العراق ومهمة وجود الفصائل هو لتوفير الحماية النظام السياسي الموالي لها ، من جهة اخرى الفصائل تريد استمرار حضوتها على الدولة تحقيقا لمصالحها الشخصية والفئوية ، جميع قوى الصراع المفبرك قابض على مصالحه بالعراق ، والخاسر الوحيد بالمعادلة هو الشعب العراقي وكل القوى انفة الذكر تقف صفا واحدا امام العراقيين وتعمل بشتى السبل ضدهم ، كلمة اخيرة نقولها للسيد بايدن طائراتكم وصواريخكم البعيدة والقريبة تعرف طريقها الى طهران اما في العراق فكل الاهداف لاجدوى لها ، وقصة نجاحك التي تبحث عنها لمواجهة خصومك بالانتخابات المقبلة تبدأ من شرق العراق وليس من غربه ، كما فعلت طائراتكم ليلة السبت حين استهدفت المدنيين العزل ، هناك تكون لقصتك معنى وبدون ذلك لامعنى لكم .

التعليقات معطلة.