اقتصادي

تمديد السعودية وروسيا «الخفض الطوعي» يرفع أسعار النفط

الأمين العام لـ«أوبك»: القطاع يمكن أن يلعب دوراً مركزياً في معالجة التغير المناخي

جهاز حفر في حقل الحصباة النفطي على مسافة 150 كيلومتراً شمال مدينة الجبيل الصناعية على ساحل الخليج العربي (موقع شركة أرامكو)

جهاز حفر في حقل الحصباة النفطي على مسافة 150 كيلومتراً شمال مدينة الجبيل الصناعية على ساحل الخليج العربي (موقع شركة أرامكو)

  • لندن: «الشرق الأوسط»

ارتفعت أسعار النفط خلال جلسة الثلاثاء، بدعم من إعلان السعودية تمديد الخفض الطوعي للإنتاج بمليون برميل يوميا لشهر أغسطس (آب)، الذي تلاه إعلان روسيا أيضاً تمديد الخفض بـ500 ألف برميل يومياً.

وكان الخفض الطوعي للسعودية البالغ مليون برميل يومياً، بدأ تطبيقه في شهر يوليو (تموز) الحالي، وبذلك يكون إنتاج المملكة في أغسطس 2023 ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً. وهذا الخفض يضاف إلى الخفض الطوعي الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة أبريل (نيسان) 2023 والممتد حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.9 في المائة إلى 75.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:19 بتوقيت غرينيتش. كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعاً بنسبة 1.3 في المائة إلى 70.71 دولار للبرميل.

وأرجع المحلل ريكاردو إيفانجليستا في شركة «ActivTrades» للوساطة المالية، ارتفاع أسعار النفط خلال جلسة الثلاثاء إلى تفاؤل المتعاملين في السوق بإعلان السعودية تمديد قرار خفض معدلات إنتاج النفط حتى أغسطس، بالإضافة إلى التخفيضات الروسية.

لكن إيفانجليستا قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «النظرة المستقبلية لمعدلات الطلب على النفط ضبابية، يشوبها عدم اليقين المتعلق بتعافي الاقتصاد العالمي، مما يؤثر على تكوين رؤية واضحة لاتجاه أسعار النفط».

وأضاف «يظل الرهان على ارتفاع أسعار النفط مخاطرة حقيقية، في ظل تهاوي الأمل في تعافي الاقتصادات الرئيسية في العالم – وبالتالي ارتفاع احتياجاتها للنفط – مما سيحد من مكاسب البرميل، ويولد مقاومة قوية لارتفاع الأسعار».

وكانت المملكة أعلنت الاثنين أنها ستمدد خفضها الطوعي للإنتاج البالغ مليون برميل يومياً إلى أغسطس.

كما قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن روسيا ستخفض صادراتها النفطية 500 ألف برميل يوميا في أغسطس.

وأعلنت الجزائر خفض إنتاج النفط بمقدار 20 ألف برميل يومياً إضافية في شهر أغسطس، في إطار جهود «دعم استقرار أسواق النفط». وبذلك سيصبح إنتاج الجزائر في أغسطس 940 ألف برميل يومياً.

وتصل التخفيضات إلى 1.5 في المائة من الإمدادات العالمية.

والأسواق الأميركية مغلقة الثلاثاء بسبب عطلة في البلاد، مما قلل من حجم التداولات.

ومن المتوقع أن تكون مخزونات الخام الأميركية انخفضت بنحو 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 يونيو (حزيران) للأسبوع الثالث على التوالي. وستنشر بيانات حول المخزونات الأربعاء وبيانات رسمية يوم الخميس، وتأجل النشر ليوم واحد بسبب العطلة في الولايات المتحدة.

وبشكل عام، جاءت توقعات المحللين المستقبلية متباينة بعد أن أظهرت عمليات مسح تباطؤ نشاط المصانع على المستوى العالمي بسبب تباطؤ الطلب في الصين وأوروبا، كما تراجع التصنيع في الولايات المتحدة بشكل أكبر في يونيو ليصل إلى مستويات سجلت آخر مرة أثناء الموجة الأولى لوباء «كورونا».

وفي هذا الوقت، أكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) هيثم فيصل الغيص الثلاثاء، أن المنظمة وأعضاءها ملتزمون تحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وقال الغيص في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات عشية انعقاد فعاليات مؤتمر «أوبك» الدولي في فيينا، إن صناعة النفط والغاز يمكن أن تلعب دوراً مركزياً في معالجة التغير المناخي من خلال تعزيز الاستثمار لتحسين كفاءة الطاقة والابتكار التكنولوجي. وشدد على أن المنظمة تؤمن بوجوب توجيه الاستثمارات المرتبطة بخفض الانبعاثات إلى تقنيات مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه وتوظيف اقتصاد الكربون الدائري وغيرها.

وأشار إلى أن كثيرا من الدول المنتجة للنفط تخطو خطوات «كبيرة» في تبني الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة وخفض الانبعاثات الكربونية، مؤكداً أهمية تنفيذ الالتزامات المالية التي تم التعهد بها على المستوى الدولي، مثل التزام الدول المتقدمة بتوفير دعم قيمته 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول النامية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ لتمويل العمل المناخي، ومشيراً إلى أن هذا الالتزام يلعب دوراً مهماً في تعزيز الانتقال العالمي نحو أنظمة طاقة أكثر استدامة.

وأضاف الغيص أن المنظمة والدول الأعضاء تلتزم كذلك بأهداف ومبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «وستلعب دوراً مهماً في تنفيذها بوصفهم شركاء فاعلين للتوصل إلى حلول عادلة وواقعية من خلال الدور المركزي الذي يمكن أن تؤديه صناعة النفط والغاز في معالجة التغير المناخي، بما في ذلك من خلال تعزيز الاستثمار لتحسين كفاءة الطاقة والابتكار التكنولوجي مثل تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه».