فكر وتمرّد كي ينجو دماغك
أظهرت دراسات عدة سابقة أن اتّباع عادات سليمة يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وخفض خطر الإصابة بآلزهايمر وأنواع اخرى من الخرف وتدهور الذاكرة. وهناك سلوكيات معينة بات من شبه المؤكد أنها تؤدي دوراً مهماً في ذلك، من بينها الانتظام في النوم واتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة وممارسة النشاط الجسدي يومياً وغيرها.
في المقابل، أظهرت الدراسة المشار إليها آنفاً أن تغيير الروتين يؤدي الدور الأساسي في الحفاظ على صحة الدماغ وتحسين الذاكرة. وعلى الرغم من أهمية اتباع نمط حياة صحي، من المهم كسر الروتين وتبديل العادات اليومية من وقت إلى آخر.
وبحسب باحثين استقى المقال آراءهم، من المهم تغيير الروتين اليومي، سواء لجهة النظام الغذائي أو النشاط الجسدي. وقد اعتبروا أن ذلك التغيير يشبه إعادة برمجة للدماغ، مما يساعد على تعزيز الصحة العقلية والنفسية، خصوصاً في الذاكرة والحفاظ على المعارف وتجديدها. وضرب الباحثون أمثلة على التغيير المطلوب، تُبَيِّن أنه قد لا يتجاوز تعلُّم مهارة جديدة أو تجربة طرق مختلفة في أداء المهات اليومية، بل حتى تجربة وصفات جديدة في الطبخ وغيرها.
واستكمالاً، لم لا نجرب أن ننصح أصحاب الشعور البيضاء من أهالينا، بالانتقال من حل الكلمات المتقاطعة إلى لعب الـ”سودوكو”، أو تعلَّم بعض طُرُق الحساب الذهني Mental Mathematics، أو حتى (ولم لا؟) تعلّم لغة جديدة؟
وبالتالي، إذا طغى نمط معين من الروتين على سلوكياتكم وصرتم كأنكم تكرّرون الأنشطة والعادات نفسها؛ جرّبوا أن تضعوا أدمغتكم أمام تحديات غير مألوفة لديكم. وتذكروا أن ذلك يحرّك الدماغ كي يواجه تحدي التفكير بحلول لمسائل لم يتعامل معها من قبل، والتفكير بطرق لأداء نشاطات مبتكرة.
واستطراداً، يساعد ذلك التمرد والخروج عن المألوف، على تحفيز ميزة المرونة Plasticity في أعصاب الدماغ، ويعيد تنظيم شبكات الاتصالات بين مليارات الأعصاب التي يحتويها.
وقد ينظر البعض إلى مسائل التمرّد والمرونة والتنوّع، كأنها صوَر آتية من مجال آخر غير الصحة. لكن، من يدري؟ ربما أن ما ينطبق على مجالات بعيدة عن الطب، يصح أيضاً فيه. ألا يتعلق الأمر بأدمغتنا في الحالات كلها؟