قد يعاني أيّ فردٍ منّا بسبب تعبٍ في خلال نشاطه اليومي، وذلك عارض طبيعي في أغلب الأحيان، ولا يدعو إلى القلق. لكن هنالك نوعاً آخر من التعب لا يُصنّف صحيّاً، والأجدر بنا أن نتنبّه له، وأن نتعرّف إشاراته. وقد نشر موقع “دوكتيسيمو” Doctissimo المتخصص في الصحة تقريراً عن كيفية التعرف على التعب المرضي، مع التشديد على ثلاث علامات قد تدلّنا عليه.
انتبه لعلامات ثلاث مقلقة!
هناك 3 علامات يمكن أن تدلّ على معاناة التعب المرضي، تشمل:
1- الاستمرارية في الزمن. قد يدوم التعب المرضي 6 أشهر أو أكثر من دون الشعور بتحسّن لدى أخذ استراحة، على عكس الحالة الطبيعية، ممّا يشكّل عائقاً في نمط الحياة وتحدياً بالنسبة إلى كثيرين، بما في ذلك التشتت الذهني، وضعف القدرة على التركيز في أداء المهمات اليومية. بالطبع، ليس من الحكمة انتظار ستة أشهر للتنبه إلى التعب المرضي. بالأحرى، يكفي استمرار التعب بشكل متواصل لأكثر من ستة أسابيع كي نتنبه إلى أنه ليس طبيعياً. وحتى بالنسبة إلى من يعانون اضطرابات في النوم، فقد ينسبون إليها ما يصيبهم من التعب، في الوقت الذي يجب عدم التسليم بتلك الفكرة، والسعي تالياً إلى حلّ مشكلة النوم أيضاً، لأن النوم من أساسيات حُسن الصحة.
2-عدم الشعور بتحسن بعد أخذ استراحة. حينما يستمرّ التعب بعد أخذ استراحة ملائمة، يتوجّب حينها التفكير في عدم كونه طبيعياً. مثلاً، قد نربط تعبنا الزائد بقلة النوم، ونلجأ إلى زيادة ساعاته. لكن، إذا استيقظنا متعبين، ومن دون شعور بالراحة، فالأجدى أن نتبنه إلى وضعنا الصحي. واستكمالاً، يعتبر النعاس الزائد خلال النهار، والمترافق مع صعوبة الحفاظ على النشاط واليقظة، من العلامات اللافتة التي لا بدّ من التنبه لها.
3- اضطراب الأنشطة اليومية. في أحيان كثيرة، يؤدي التعب المرضي إلى حدوث اضطراب في نمط الحياة والأنشطة اليومية والمهنية. تترافق هذه الحالة مع تراجع في مستويات الإنتاجية في العمل وأماكن الدراسة وغيرها. وقد تترافق تلك الحالة مع أعراض أخرى يجب عدم إهمالها، مثل أوجاع العضلات والمفاصل والرأس، وحدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، ومعاناة بسبب نحول زائد. في تلك الأحوال، لا بدّ من البحث عن سبب يُفسّر تلك الأوضاع. وقد يظهر أنها متأتية من اكتئاب أو حتى من أورام خبيثة.
استكمالاً، يميل الأطباء إلى تصنيف أسباب التعب المزمن ضمن فئتين:
-أمراض عضوية صرفة تؤثر في جهاز المناعة كالسرطان والالتهابات المزمنة والتصلّب المتعدد والأمراض المرتبطة بالمناعة الذاتية.
-الأمراض المرتبطة بالحالة النفسية كالاكتئاب واضطرابات النوم والأكل وغيرها.
بشكل عام، ينصح الأطباء مَن يعاني بسبب التعب بالتركيز أولاً على نمط حياته، الذي قد يحتوي على مسبّبات للتعب. مثلاً، يجب التحقق من انتظام نومه، ومدى النشاط الجسدي خلال النهار. وبعدها، من المستطاع إدخال التعديلات اللازمة وتصحيح إيقاع النشاط اليومي. وإذا لم يُجدِ ذلك، فيُفضّل استشارة طبيب.