جاسيندا .. من لم يتوضأ بعطر إنسانيتك لن تكتب له عبادة !!

2

 
 
 
عراق الأمير
 
بكلمات قليلة بسيطة حزينة الأنفاس مثل ( السلام عليكم ) ، ( أنتم منا ونحن منكم ) ، ( هذه ليست نيوزيليندا ، لقد تم جلب هذا العمل الإرهابي الى شواطئنا وأمطر علينا ) رَدَت رئيسة الوزراء على مذبحة المسجدين ، وطارت الى مدينة كرايست ومعها كل قادة الأحزاب النيوزيلندية ، ووقفت بجانب المسلمين واحتضنت أهالي الضحايا ، وأبدت لهم الإحترام والتعاطف الحقيقي ، فأبهرت العالم .
 
لَبست الحجاب وافتتحت البرلمان بالقرآن ، وجعلت الأذان يسافر في كل مكان ، وأوقفت الشعب حدادا على الضحايا ، وعبأت العالم حزنا عليهم ، ونشرت ثقافة الإعتذار الصادق والصميمي .
 
بجانب عواطفها الرقيقة وسلوكها الشفاف تصرفت بحزم أمرأة حديدية ، وتحدثت بلغة القائد الذي يجمع الشعب ويضمد الجراح ، فركزت على اللاعدالة والغضب والحزن الذي يشعر به الجميع ، فوحدت البلد وطنيا ومعنويا .
 
لم تدخل في حسابات شخصية وسياسية آنية أو مستقبلية ، بل تجاوزت كل ذلك لتنتصر للقيم الإنسانية والأخلاق ، ولتقول لأبناء وطنها إن ما حدث لا يمثل شعبها ولا بلدها ولا البشرية ، بل هي حرب أزلية بين الخير والشر .
 
فعلت كل ذلك وتمكنت من دون تهديد ومن دون إعلان حالة طوارىء ، وفقط من خلال كلمات وفعل شعبها ما أرادت ، لأنها أصبحت رئيسة وحاكمة بإرادة واختيار حر نزيه من شعبها .
 
خلال أسبوع واحد استطاعت ان تحفر اسمها بشكل غائر في سجل القادة العظماء وفي سجلات التاريخ النظيفة والشريفة .
 
إنها ” جاسيندا آردرن ” رئيسة وزراء نيوزيليندا ، سيدة شابة ذات ثمانٍ وثلاثين ربيعا ، إستلهمت التاريخ والجغرافيا فانتصرت ، واستوعبت عقول وقلوب ووجدان العالم فأبهرت ، وحولت الأزمة المأساة الى مبادىء عالمية للعيش المشترك فأبدعت .
 
جاسيندا يا جانسيدا ، يا حفيدة أرض السحابة البيضاء الطويلة ( الأسم القديم لنيوزيليندا ) ، عالمنا اليوم بحاجة لنبلكِ وعطر إنسانيتكِ .

التعليقات معطلة.