الدفعة الأولى تضم 50 حالة حرجة و53 مرافقاً
استقبلت مصر، السبت، أول دفعة من المرضى والجرحى الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة عبر معبر رفح البري، الذي أعيد فتح جانبه الفلسطيني للمرة الأولى منذ احتلته إسرائيل في مايو (أيار) الماضي.
وبحسب مصدر في محافظة شمال سيناء، فإن الدفعة الأولى «ضمت 50 جريحاً ومريضاً من ذوي الحاجات الماسة للعلاج وأغلبهم من الأطفال»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رافقهم 53 من ذويهم وأقاربهم لرعايتهم وقت خضوعهم للعلاج بالمستشفيات المصرية».
وأشار المصدر إلى أن «لجنة طبية مصرية كانت تنتظر المرضى والجرحى في الجانب المصري من معبر رفح، وقدمت لهم الاحتياجات الفورية اللازمة، فضلاً عن تحديد أولويات وأماكن توزيعهم على المستشفيات، سواء بشمال سيناء أو بمحافظات أخرى حسب الضرورة العلاجية».
ونوه المصدر بأن سلطات الحجر الصحي بمعبر رفح كذلك فحصت المرافقين لتحديد ما إذا كان «أي منهم في احتياج لعلاج، أو تدخلات طبية من جراء التأثيرات الناتجة عن نقص الغذاء بسبب الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة الأشهر الماضية».
وقال محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، في تصريحات صحافية، إن المحافظة رفعت درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات العريش والشيخ زويد وبئر العبد، لاستقبال المرضى والمصابين الفلسطينيين، وتجهيز مستشفيات المحافظات الحدودية مع شمال سيناء والقريبة منها كمحافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، مع إمكانية نقل بعض الحالات إلى المركز الطبي العالمي بالقاهرة.
من جانبه، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، محمد زقوت، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية، أن عدد المرضى والجرحى المغادرين للعلاج بالخارج «قليل»، مقارنة مع الأعداد الذين هم بحاجة ماسة للسفر، موضحاً أن «نحو 6 آلاف حالة جاهزة للسفر، بينما يحتاج نحو 12 ألف حالة مرضية للعلاج بشكل عاجل».
ولم يشهد السبت -وهو اليوم الثالث عشر لهدنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»- دخول مساعدات من الجانب المصري، حيث إن، السبت، إجازة في إسرائيل، ولا يحضر الموظفون المدنيون للمعابر.
وبحسب المصدر نفسه في «شمال سيناء»، فإن الإحصاءات تشير إلى دخول نحو 4 آلاف شاحنة مساعدات من مصر إلى غزة منذ بدء الهدنة وحتى الآن، فضلاً عن المساعدات التي تدخل من معبرين في شمال القطاع بمعرفة الأمم المتحدة.
ورغم فتح معبر رفح في جانبه الفلسطيني أمام إجلاء المرضى والجرحى؛ فإن المصدر أوضح أنه «لم تصِلْ أي تعليمات جديدة بخصوص دخول المساعدات من المعبر، وحتى الآن المقرر دخولها كما هي من معبر رفح المصري وصولاً إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم، حيث تخضع للتفتيش ثم تدخل قطاع غزة».
وتأتي خطوة إعادة فتح معبر رفح في جانبه الفلسطيني أمام عبور المرضى والجرحى، بعد مفاوضات متعثرة مع إسرائيل، التي كانت تصر على وجود ممثلين دائمين لها فيه، وهو ما رفضته مصر، وأصرت على عودة الوضع لما كان عليه، وفقاً لاتفاقية المعابر والحدود الموقعة عام 2005 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي تقضي بأن يكون المعبر تحت إدارة الأخيرة مع مراقبة أوروبية.
وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الجمعة، عن استئناف التكتل الأوروبي لمهمته المدنية لمراقبة معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بمصر، والذي يُعدُّ نقطة العبور الرئيسية للقطاع الفلسطيني.
وأشارت كالاس إلى وجود توافق واسع بين وزراء خارجية الدول الأعضاء على الدور المحوري، الذي يمكن أن تلعبه بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي في دعم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي تدير قطاع غزة.
وذكرت كالاس عبر منصة «إكس»، أن البعثة الأوروبية بدأت نشر فرقها المدنية عند معبر رفح بناءً على طلب الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف دعم الموظفين الفلسطينيين العاملين على الحدود والسماح بنقل أفراد من القطاع، مثل الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية خارج غزة.
ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين فلسطينيين وقيادات في حركة «حماس»، أن إدارة المعبر انتقلت الآن إلى أعضاء من السلطة الفلسطينية بالتعاون مع المراقبين الأوروبيين.