اخبار سياسية

جهود وساطة مكثفة تركز على هدنة لمدة شهر في غزة

كاميرون يزور إسرائيل للدفع من أجل وقف إطلاق النار ومناقشة المخاوف بشأن العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين

وكالات  

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)

قالت ثلاثة مصادر إن إسرائيل وحركة “حماس” وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهراً.

وذكرت المصادر، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”، أن الخطة الإطارية تأخر طرحها بسبب وجود خلافات بين الجانبين بشأن كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة.

وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من الرهائن الإسرائيليين بدءاً من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف الأعمال القتالية والإفراج عن سجناء فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة.

وقف إطلاق نار “مستدام”

ويتوجه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى إسرائيل اليوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يتناول المخاوف بشأن العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين ويدفع من أجل وقف إطلاق نار “مستدام” في حرب غزة.

وستكون جولة كاميرون هي الثالثة له في الشرق الأوسط خلال ما يزيد قليلاً عن شهرين، وستشمل زيارات للضفة الغربية، حيث تتمركز السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، ولقطر وتركيا.

كما من المقرر أن يدعو إلى مسار للخروج من الحرب يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مع تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، ووقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل.

وفي إسرائيل، يعتزم كاميرون التنويه على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة “فعل المزيد وبسرعة أكبر لزيادة تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة بشكل كبير”، وسيتناول “المخاوف بشأن العدد الكبير من الضحايا المدنيين”، بحسب ما جاء في بيان من وزارة الخارجية.

وقال كاميرون “لا أحد يريد أن يرى هذا الصراع يطول أكثر من اللازم… من الضروري الآن هدنة فورية لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن. الوضع فظيع”.

ويعتزم كاميرون حث إسرائيل على فتح المزيد من نقاط العبور للسماح بإيصال المساعدات إلى غزة، بما في ذلك ميناء أشدود ومعبر كرم أبو سالم، وحتمية إعادة المياه والوقود والكهرباء إلى القطاع الفلسطيني.

وخلال زيارة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حيث تمارس السلطة الفلسطينية حكماً ذاتياً محدوداً، سيجتمع كاميرون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويسلط الضوء على دعم بريطانيا طويل الأمد لاتفاق سلام ينشئ دولة فلسطينية تتعايش إلى جانب إسرائيل.

ومن المقرر أن يسافر كاميرون بعد ذلك إلى قطر وتركيا في وقت لاحق من الأسبوع لإجراء مزيد من المحادثات الدبلوماسية.

غوتيريش: رفض إسرائيل حل الدولتين “غير مقبول”

من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه “غير مقبول” ومن شأنه أن يطيل امد النزاع في غزة. وقال غوتيريش في مداخلة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن ما سمعناه “الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول”.

وأضاف الأمين العام “هذا الرفض والإنكار لحق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح يشكل خطراً بالغا على السلم والأمن الدوليين”.

وشدد على أن هذا الأمر من شأنه “أن يفاقم الاستقطاب وأن يشجع المتطرفين في كل مكان”. وأبدت دول عدة أعضاء في مجلس الأمن تمسكها بـ”حل الدولتين”، لا سيما روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي ترأس الجلسة “أقول لإسرائيل التي تعرف صداقة الشعب الفرنسي، إنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية، وإن العنف ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصاً من جانب مستوطنين متطرفين، يجب أن يتوقف، وإن القانون الدولي ملزم للجميع”.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أوزرا زيا “إنها قناعة راسخة لدى الرئيس الأميركي أن (حل) الدولتين، مع ضمان أمن إسرائيل، هو السبيل الوحيد لسلام دائم”.

وترفض الحكومة الإسرائيلية البحث في “حل الدولتين”، في موقف يثير غضب المجتمع الدولي، وقد جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع الماضي التأكيد على معارضته أي “سيادة فلسطينية”.

وكان قد شدد على “وجوب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية” على غزة والضفة الغربية. وقال غوتيريش “”يجب وضع حد للاحتلال الإسرائيلي”، مجدداً الدعوة لـ”وقف إطلاق نار إنساني فوري”. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن “سكان غزة يواجهون تدميراً على مستوى وبوتيرة غير مسبوقين في التاريخ الحديث… لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن إسرائيل تقصف غزة “من دون أي اكتراث على الإطلاق لحياة المدنيين”.

وتابع “الوقت ينفد منا… وهناك خياران: انتشار النار أو وقف إطلاق النار. إن البديل عن الحرية والعدالة والسلام هو ما يحدث الآن… يجب أن نتأكد من وقف ذلك الآن ويجب أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى أبداً”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

من جهته شن السفير الإسرائيلي جلعاد إردان هجوماً على إيران، وقال “إذا استمر مجلس (الأمن) بالتركيز حصراً على المساعدات لغزة، على أهميتها، وبتجاهل جذور التهديد الخطير للشرق الأوسط والعالم أي التهديد الإيراني، فسيكون مستقبلنا الجماعي مستقبلاً شيعياً قاتماً”.

من جهته اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بإعطاء إسرائيل تفويضاً “بعقاب جماعي للفلسطينيين” من خلال عرقلتها في المجلس “كل الجهود والمبادرات الرامية إلى وضع حد للمجزرة”.

محتجون يقاطعون خطاباً انتخابياً لبايدن

قاطع محتجون مؤيدون للفلسطينيين الثلاثاء مراراً خطاباً انتخابياً للرئيس جو بايدن الساعي للفوز بولاية ثانية.

وخلال خطاب ألقاه في تجمع انتخابي في ماناساس بولاية فيرجينيا قرب واشنطن اضطر بايدن للتوقف مراراً عن الكلام بعدما قاطعته هتافات تدعو لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة “حماس” في قطاع غزة.

ورد الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 سنة على هتافات المحتجين، قائلاً “سيستمر هذا الأمر لبعض الوقت، لقد خططوا لكل هذا الأمر”، ليهتف أنصاره قائلين “أربع سنوات أخرى” و”هيا جو!”، في محاولة منهم لإعلاء صوتهم على أصوات المحتجين.

وهذه ليست المرة الأولى التي يساءل فيها بايدن علانية بشأن موقفه من الحرب المستعرة منذ ثلاثة أشهر ونصف بين إسرائيل وحركة “حماس”، وهو موضوع حساس للغاية من الناحية السياسية، ولكن لم يحدث من قبل أن قوطع أحد خطاباته بهذه الوتيرة.

وبايدن الذي يدعم إسرائيل بقوة قاطعه الثلاثاء ما مجموعه حوالى عشرة أشخاص أطلقوا هتافات من مثل “فليرحل جو الداعم للإبادة الجماعية!”.