لفت الكاتب في صحيفة “جيروزاليم بوست”، ميكا هالبيرن، إلى أن إيران لا تريد اتفاقاً نووياً، وهي لم ترده قط. إيران لا تريد حتى استئناف المحادثات بشأن اتفاق. ولهذا السبب، حين يتعلق الموضوع بالاتفاق قيد البحث، تماطل إيران.
هذا ليس نبأ جديداً بما أنه طوال فترة من الوقت، كان الهدف المحدد من المحادثات تمكين إيران من التباطؤ. الأطراف الوحيدة المهتمة باتفاق نووي هي تلك التي تعيش في الغرب.
إيران.. مع أو بدون اتفاق
أراد الغرب وتحديداً الولايات المتحدة محادثات نووية منذ البداية. لهذا السبب انطلقت المحادثات. بعد جميع تلك السنوات، جميع عمليات بدء ووقف المحادثات، ما يجب أن يكون واضحاً – لكنه عملياً ليس واضحاً إلى هذا الحد – هو أنه بوجود أو بعدم وجود اتفاق، ستفعل إيران ما تريد القيادة الإيرانية فعله. من خلال اتفاق، تتسلل إيران وتنفذ مناوراتها النووية الغادرة والقاتلة، تماماً كما تفعل من دون اتفاق. سواء أكاناً علناً أم سراً، سواء تحت حيلة اتفاق أو في انتهاك صارخ لاتفاق، ستفعل إيران ما تريد القيادة الإيرانية فعله.
الغرب أداة طيعة بيد إيران
طوال سنوات كانت إيران تضحك على الغرب. المشكلة في الاتفاق والمفاوضات التي أنتجها هي أنه يطبق الخطة الإيرانية لا الخطة التي تنسقها مجموعة من الدول. ولطالما نفذ الغرب ما أرادته إيران من دون إدراك. تطور إيران أسلحتها النووية بينما تتواصل المفاوضات – أو لا تتواصل. الأمر سيان. بينما هنالك بالتأكيد مفكرون ومحللون ورجال استخبارات إسرائيليون سابقون يؤكدون أن الاتفاق النووي أفضل من عدم وجود اتفاق، يعتقد هالبيرن أن التاريخ الحديث علمهم عكس ذلك.
لا آذان صاغية
بمرور الوقت، أصبح الصوت الإسرائيلي أكثر اتحاداً. كل زعيم اسرائيلي تقريباً التقى بالرئيس بايدن وجهاً لوجه خلال زيارته إسرائيل أخبره بعبارات لا لبس فيها أن المفاوضات مع إيران من دون “تهديد جدي بالتحرك العسكري” ضدها، لا فائدة منه. كان هذا الشعار الإسرائيلي. لكن نصيحة إسرائيل لم تلق آذاناً صاغية. مع ذلك، ثمة بعض الأمل. ببطء، بتردد، كان هنالك عدد من القادة الغربيين الذين أدركوا لعبة إيران وتحدثوا عنها علناً. هم يدركون أن إيران تستغل رغبة الغرب بالتفاوض.
هذا ما تعتقده الاستخبارات البريطانية
لا يزال رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية أم آي 6 ريتشارد مور يراوغ بالرغم من أنه لا يظن أن إيران تريد اتفاقاً. حين كان يتحدث في منتدى أسبن للأمن شرح مور اعتقاده بأن الاتفاق هو أفضل طريق للمضي قدماً لكنه قال: “لست مقتنعاً بأننا سنصل إلى هناك.. لا أعتقد أن المرشد الأعلى يريد إبرام اتفاق”. وحذر مور من أن “الإيرانيين لا يريدون إنهاء المحادثات أيضاً، حتى يتمكنوا من المماطلة قليلاً.. أعتقد أن الاتفاق مطروح تماماً على الطاولة. والقوى الأوروبية والإدارة الأمريكية هنا واضحة جداً حيال ذلك. ولا أعتقد أن الصينيين والروس، في هذه القضية، سيصدونه. لكن لا أعتقد أن الإيرانيين يريدونه”.
غانتس والاستعداد الإسرائيلي
كان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس حاضراً في المنتدى وتطرق إلى القضية نفسها موضحاً بشدة أن إسرائيل تملك القدرة العسكرية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأصر على أن الضربة العسكرية ستكون الملاذ الأخير. وقال غانتس للحاضرين إن إسرائيل ترى في إيران متمتعة بأسلحة نووية تهديداً لوجود إسرائيل. ولم يترك غانتس ما قد يكون مفتوحاً للتساؤل حين قال: “هل يجب أن نكون قادرين على شن عملية عسكرية لمنعها، إذا دعت الحاجة؟ الجواب هو نعم. هل نبني هذه الإمكانية؟ نعم. هل يجب استخدامها (كملاذ) أخير؟ نعم. وآمل أن نحصل على دعم الولايات المتحدة”.
ثلاث نقاط تلخص الوضع
يرى هالبيرن أن إيران لا تصغي وحسب بل ترد. أعلنت طهران أنها قادرة على صناعة قنبلة نووية. وفقاً لكمال خرازي، هو مستشار بارز للمرشد الأعلى علي خامنئي: “كنا قادرين في أيام قليلة على تخصيب اليورانيوم حتى 60% وبإمكننا بسهولة إنتاج 90% من اليورانيوم المخصب.. لدى إيران الوسائل التقنية لإنتاج قنبلة نووية لكن ما من قرار في إيران كي تبني واحدة”.
يلخص هالبيرن الوقائع بثلاث نقاط. أولاً، تمضي إيران قدماً ببرنامجها النووي. ثانياً، الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة واهمان بالتفكير عكس ذلك. ثالثاً، إسرائيل ستحتاج إلى التحرك بمفردها – وهي تستطيع ذلك.