لا يُميّز هذا الفيروس أحداً، كباراً وصغاراً، حوامل وطواقم طبية، الكلّ معرض لخطر انتقال العدوى والإصابة بـ##كورونا. وفي ظل ارتفاع نسبة الإصابات ارتفعت الحالات الإيجابية عند النساء الحوامل في لبنان والعالم، فكيف يمكن المرأة ال#حامل حماية نفسها وتعزيز مناعتها خلال الإصابة؟
تقدم اختصاصية التغذية غاييل صليبا مجموعة من النصائح الغذائية الصحية التي تحتاجها المرأة الحامل في زمن جائحة فيروس كورونا المخيف أكثر من أي وقت مضى لتقوية المناعة لديها خلال فترة الحمل وللتخفيف من العوارض التي قد تشعر بها في حال إصابتها بكورونا. فقد بيّنت دراسات عدة أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو من حالات طبية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري يتزايد لديهن خطر الإصابة بـ COVID-19 أثناء الحمل مقارنة بغير الحوامل من نفس الفئة العمرية.
بدايةً هل يمكن للمرأة الحامل نقل COVID-19 إلى #الجنين أثناء الحمل؟
يتساءل العديد من الناس عما إذا كان الفيروس قد ينتقل مباشرة من الأم إلى الجنين. غالبية البيانات المنشورة لم تجد الفيروس في الأطفال حديثي الولادة أو المشيمة أو في السائل الأمنيوسي عند الأم، وإذا كان هناك احتمال للانتقال العمودي (انتقال العدوى من الأم إلى الجنين قبل الولادة) ، فيبدو أن هذا الحدث نادر ولكن عندما يحدث، يرتبط عمومًا بالولادات التي تحدث في غضون أسبوعين من إصابة الأم بالفيروس. وتشير الأبحاث إلى أن الإصابة بـ COVID-19 قد تزيد من خطر الولادة المبكرة وبخاصة بالنسبة للواتي يعانين من أمرض مزمنة ، لكن الأدلة في هذه المرحلة من الوباء غير حاسمة حول ما إذا كانت عدوى COVID-19 للمرأة الحامل مرتبطة بالولادة المبكرة العفوية أو ما إذا كانت الولادات المبكرة هي نتيجة لقرارات طبية اتخذت في وقت مبكر لاتخاذ مسار علاج الأم من COVID-19، وحتى الآن لم تحدد الدراسات أي عيوب خلقية للمولود مرتبطة بـ “كوفيد 19”.
هل يمكن المرأة المصابة بـ “كوفيد 19″، أن تظل قادرة على الرضاعة الطبيعية؟
حليب الأم هو أفضل مصدر للتغذية لمعظم الأطفال. وحتى الآن جميع البيانات والدراسات التي أجريت لم تحدد انتقال فيروس كورونا عبر حليب الثدي. وبسبب الفوائد العديدة للرضاعة الطبيعية بما في ذلك توفير الأجسام المضادة للوالدين الطبيعيين التي تحمي الطفل من العدوى بشكل عام، وتساعده في النمو بشكل أفضل. إذاً، نعم، ما زال بإمكان النساء المصابات بمرض 19COVID إرضاع مولودهن بالحليب البشري، شرط اتباع الاحتياطات اللازمة لتجنب انتشار الفيروس إلى المولود، لذلك يجب على الأم المصابة بـ COVID-19 غسل يديها قبل لمس الرضيع وارتداء قناع الوجه أثناء الرضاعة من الثدي. وفي حالة شفط حليب الثدي بمضخة الثدي اليدوية أو الكهربائية، على الأم غسل يديها قبل لمس أي مضخة أو أجزاء من الزجاجة واتباع التوصيات الخاصة بتنظيف المضخة بشكل صحيح بعد كل استخدام.
ما الأطعمة الصحية التي تساعد جسمك في تقوية جهاز المناعة أثناء الحمل لمقاومة فيروس كورونا؟
تقول اختصاصية التغذية غاييل صليبا إن الحمل ينقص جهاز المناعة للمرأة (لضمان عدم رفض الجنين لكونه شيئًا غريبًا في الجسم)، مما يعني أن جسمك أقل قدرة على مقاومة العدوى والأمراض بشكل عام وفيروس كورونا الحالي خصوصاً. وبسبب التغيرات التي تطرأ على جهاز المناعة، من المهم للمرأة الحامل المصابة بالفيروس أن تتبع نظاماً غذائياً سليماً يتكون من جميع العناصر الغذائية لضمان سلامة الطفل. قد يُقبل الكثير من الناس على شراء كميات كبيرة من الأطعمة في هذه الفترة اعتقاداً منهم أنها ستقوي جهاز مناعتهم، وتمنحهم حماية إضافية. في هذا السياق، تشير صليبا إلى أن شراء وتناول كميات كبيرة من الطعام، لا يعني بالضرورة حصول الجسم على ما يحتاجه من مواد وفيتامينات مهمة، مؤكدة أن النظام الغذائي السيئ يلحق الضرر بالجسم، ويتسبب في زيادة العوارض لديها ، إليكم ما جاء من النصائح الغذائية للمرأة الحامل في زمن كورونا:
تناولي وجبة خفيفة من اللوز 3-4 مرات بالأسبوع
المكسرات مليئة بالفوائد الصحية – لكن اللوز هو الخيار الذي يجب ان تختاره المرأة الحامل إذا كانت ترغب بمنع نزلات البرد أثناء اصابتها بالفيروس، وذلك وفقًا لدراسة أنجلو-الإيطالية الحديثة. يحتوي قشر اللوز على مواد كيميائية طبيعية تساعد خلايا الدم البيضاء في اكتشاف الفيروسات ومهاجمتها بأسرع وقت قبل الانتشار في الجسم، كما أن اللوز غني بالمنغنيز والريبوفلافين والنحاس، والتي تساعد في إنتاج الطاقة، إضافة إلى أن اللوز مصدر طبيعي جيد لحمض الفوليك، وهو أمر حيوي للنمو الصحي لمخ الطفل وجهازه العصبي.
احصلي على فيتامين أشعة الشمس
يساعد فيتامين “أشعة الشمس” في تقليص أعراض كورونا الشديدة من طريق تعزيز جهاز المناعة؛ وفقاً لدراسة أجريت في الدانمارك، وجد الباحثون أن فيتامين (د) يلعب دورًا رئيسيًا في العملية المعقدة حيث تصبح الخلايا التائية جاهزة ومستعدة لمهاجمة ومكافحة الفيروس وعدم تعرض المرأة للأعراض الشديدة الناتجة من Covid-19. ونظرًا إلى أن معظمنا لا يحصل على الكثير من أشعة الشمس في الشتاء، فمن المهم زيادة مستواك من طريق تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (د)، مثل تناول البيض ووجبتين من الأسماك أسبوعيًا – لكن الابتعاد عن المأكولات البحرية النيئة (مثل المحار أو السوشي النيء) وتناول مكملات فيتامين (د) بمجرد أن تعلم أنها حامل.
لا تنسي الزنك
وجدت دراسة حديثة أن النساء الحوامل المصابات بـ Covid-19 اللواتي تناولن مكملات الزنك بمجرد أن بدأت الأعراض عليهم، يتعافون بشكل أسرع من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم لا يتناولن كمية كافية من الزنك، ويستهلكن في المتوسط 9.6 ملغ من الزنك يوميًا، وهو أقل بكثير من المستويات اليومية الموصى بها في الثلث الأخير من الحمل. يساهم نقص الزنك للحامل في العدوى الجهازية وداخل الرحم، وكلاهما من الأسباب الرئيسية للولادة المبكرة للمرأة. يوجد الزنك بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، بما في ذلك بعض المحار والفاصولياء واللحوم والمكسرات ومنتوجات الخبز والحبوب والشوكولاتة الداكنة.
تناولي الأطعمة الغنية بالفيتامين “سي”
تشمل الخضراوات الداكنة والفواكه، وبخاصة الحمضيات والكيوي والفلفل الملون خصوصاً حيث أثبتت الدراسات أنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين “سي” أكثر من البرتقال، وتحتوي الجوافة على نسبة كبيرة من فيتامين “سي” على عكس المتعارف عليه، ولكن يجب التخلص من بذورها كي لا تصاب الحامل بالإمساك. يعمل فيتامين “سي” على تعزيز مناعة الجسم ضد الأمراض وبخاصة أمراض الجهاز التنفسي التي ممكن أن تشتد سوءاً أثناء إصابتك بالفيروس، فقد تعزز الأطعمة الغنية بفيتامين “سي” من قوة الأوعية الدموية وصحتها وتعتبر الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين من أهم مضادات الأكسدة لمحربة العدوى في الجسم .
أضيفي البيض ومنتوجات الألبان الى طعامك
يضطلع البيض بدور كبير في تعزيز مناعة جسم المرأة الحامل، فقد يحتوي على نسبة كبيرة من ” أوميجا3″ وهو يعزز المناعة بشكل كبير في الجسم ويمنح الجسم كمية من البروتين مناسبة للمناعة وبناء الأنسجة التالفة بشرط عدم الإفراط فيه. اما منتوجات الألبان فلها الدور الأساسي في تقوية المناعة من خلال البروبيوتيك التي تساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء وتجنب الإصابة بالإسهال والحد من العدوى لأنه يجعل الجهاز المناعي يعمل بصورة أفضل. ولا ننسى أن كليهما يحتوي على كمية عالية من الزنك الذي يدعم مناعة الجسم ضد Covid-19 ويساعد في وقاية الطفل.
أخيراً، ابتعدي عن الأطعمة الحارة وقللي من تناول الكافيين الى كوب أو كوبين فقط من القهوة أو الشاي في اليوم وتجنبي التدخين لأنه يضعف جهاز المناعة ويزيد من أعراض الكورونا الشديدة بالجسم عدا عن أن النيكوتين يمر في حليب الثدي ومن خلاله إلى طفلك.