حتى لا تصعب الأمور

3

فرح سالم

نأمل أن ينجح المدرب الروماني كوزمين في إدارة مباراتَي منتخبنا الوطني أمام شقيقه العراقي في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، وأن يتعامل بذكاء مع المواجهتين، لاسيما مباراة الذهاب التي سترسم بشكل كبير ملامح الفريق الذي سيحصل على الورقة المؤهلة إلى الملحق العالمي.

تكمن صعوبة مواجهة العراق في أن مباراة الإياب خارج أرضنا، لذا يتوجب على كوزمين محاولة حسم الأمور من مباراة الذهاب عبر الفوز بنتيجة مريحة، لكن في الوقت ذاته من المهم جداً ألّا نركز فقط على الهجوم ونفقد التوازن، لأن أي نتيجة أخرى غير الفوز بنتيجة مريحة، يمكن أن تزيد من الصعوبات على «الأبيض».

وأعتقد أن الجهاز الفني لمنتخبنا يعلم قوة المنتخب العراقي في الدفاع، وكذلك في التحولات السريعة، وأيضاً التفوق البدني، لكن في الوقت نفسه فإن منتخب العراق لا يعيش أفضل حالاته الفنية، وعانى تذبذب النتائج في الفترة الأخيرة بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من نيل التأهل المباشر إلى كأس العالم.

ويبدو أن الجهاز الإداري لـ«الأبيض» استفاد من الدرس الأخير في قطر، لأن الأجواء حالياً حول اللاعبين أكثر هدوءاً من التصفيات الأخيرة، إذ كان التركيز شبه مفقود بعدما لمسنا في التصريحات ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ثقة زائدة لدى الفريق، وهو ما قاد إلى فقدان التأهل في المباراة الأخيرة، ونأمل أن يستمر هذا التركيز والهدوء إلى مباراة الإياب.

ومن المهم جداً أن يستفيد المنتخب من الدعم الجماهيري، كون مدرجات استاد محمد بن زايد ستكون كاملة العدد بعد نفاد التذاكر، خصوصاً أن الجماهير الإماراتية متفائلة للغاية بهذا الفريق الذي يملك الأدوات والعناصر التي بمقدورها صناعة الفرحة وخطف بطاقة التأهل، والآمال المعقودة على الفريق كبيرة للغاية، لذا يتوجب الاستفادة من هذا الدعم المعنوي المهم، والتعامل مع المباراة بذكاء وبتركيز تام للغاية، لأن منتخب العراق ليس بالفريق السهل إطلاقاً، ويمكن أن يُصعب اللقاء في أي لحظة، لذلك فإن المنتخب أمام اختبار صعب، وننتظر من اللاعبين وكوزمين تعويض الجماهير عمّا حدث في المباراة الماضية، وفتح صفحة جديدة، والقتال على ورقة التأهل إلى آخر رمق.

*نقلاً عن الإمارات اليوم الإماراتية

التعليقات معطلة.