أ.د. علي الهيل
إنتصرت (بيونغ يانغ) رياضياًّ و سياسياًّ على أمريكا في أولمبياد الشتاء في (سول.) فريق التزلج الكوري المشترك أذهل العالم. أبناء العم الخلصاء يلتقون و يتحدثون بلغتهم الواحدة رغم أن كوريتهم قسمها الأغراب إلى كوريتين.
الفريق الرياضي الكوري الشمالي الأنيق المتكون من فتيات رياضيات جميلات يرتدين القبعات الحمراء و اللبس الرياضي الأحمر و هم يحيون المشاركين أذهل أبناء العم في الشطر الجنوبي لكوريا و أشعل الحنين إلى العودة للأصول. (كيم يو جونغ) شقيقة الرئيس الكوري الشمالي كانت منسجمة مع ابن العم الرئيس الكوري الجنوبي (مون جِيْ إن) و لم تكن لحظات الفرح في عينيه خافية على الحضور.
مرت كلمات نائب الرئيس الأمريكي (مارك بينس) باردة و لم يلتفت إليها الكوريون الجنوبيون سوى حفنة من العملاء و الخونة أمام دعوة شقيقة الرئيس الكوري الشمالي لرئيس كوريا الجنوبية لزيارة بيونغ يانغ. إبتلعت أمريكا الإهانة فقد بدأ نائب الرئيس الأمريكي (كلأطرش في الزفة) و هو يرى و يسمع و لا يفهم أبناء العم و هم يبتبتون بلغتهم الواحدة و هو واقف بينهم كلأبله.
الآن حان وقت الإنتقام من أمريكا التي جزأت كوريا الوطن الواحد خلال سنوات الحرب الباردة و قطعت الأرحام. الآن (بيونغ يانغ) دولة نووية لا تجرؤ أمريكا على اللعب معها. الآن الكوريتان متحدتان رياضياًّ و أدركتا أن لا مناص من الحوار و الزيارات لأن أمريكا حليف من ورق لا تستطيع أن تسيطر على شارع في أوهايو حيث تم قتل شرطيين قبل يومين.
العالم يتغير. الصين و روسيا و كوريا الشمالية و سيكون معها قريباً أبناء عمها كوريا الجنوبية و ربما اليابان -يقفزون لقيادة العالم. أمريكا تتراجع عسكرياًّ و اقتصادياًّ و أخلاقياًّ. حلفاء أمريكا في شبه الجزيرة الكورية كفروا بمصداقية أمريكا التي لم تطعمهم سوى الجعجعة.