مقالات

حروب النفط والموانئ والجزر حقيقة الصراع وغياب الدولة اليمنية!

د. فضل الصباحي
يقول الخبراء بأن الحروب الأكثر دموية في التاريخ كانت بسبب البترول بحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة فإن العالم سوف يواجه عجزاً كبيراً في الإنتاج بحلول عام 2020 لن يقل عن 19 مليون برميل.
مأرب تلك المدينة اليمنية التي قامت عليها أعظم الحضارات البشرية، لا شك بأن فيها من الثروات المخبوءة ما يثير الكثير من التساؤلات حول تكديس عشرات الآلاف من المقاتلين معظمهم ينتمون إلى حزب الإصلاح وجماعات الإسلام المتشدد؟ يَقُول المراقبون للأحداث في اليمن بأن مأرب (تحولت من واحة زراعية عظيمة إلى بركان من البارود يمكن أن ينفجر في أي وقت) التقارير الروسية تقول بأن في مارب والجوف حقول نفطية بكميات كبيرة تم إكتشافها في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح طيب الله ثراه، وذكر ذَلِك الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي قال” بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي عندما زار روسيا اخبروه بأن في اليمن حقول نفطية كبيرة تم إغلاقها بسب صراعات إقليمية ودولية على ثروات اليمن” وذكرت تقارير أمريكية وبريطانية، وفرنسية تُفيد بأن في اليمن مخزون نفطي كبيــــــر يقع في الأراضي اليمنية على الحدود مع السعودية، وفِي آحد خطابات الرئيس الأمريكي ترامب قال “بأن الحرب في اليمن على البترول” في كلمة مهمة تحدث فيها أنور عشقي السياسي السعودي المعروف “بأن في الربع الخالي حقل نفطي واعد سوف يلزم دول مجلس التعاون الخليجي، واليمن بالتوحد لحمايته، وحماية مكتسباته ، وهذا الإتحاد يجب أن يكون على شاكلة الدستور الأمريكي الذي وحد أمريكا ومنحها الديمقراطية ” وتقول بعض الدراسات التي لم تظهر بشكل واضح حتى الأن رغم كل التصريحات من الروس والأمريكان حول نفط اليمن تؤكد تلك الدراسات بأن في اليمن أكبر إحتياطي نفطي في العالم يصل إلى 34% من الإحتياطي العالمي.
جزيرة سقطرة تلك الجوهرة الأجمل في العالم الصراع عليها من عهد الرئيس صالح القوى الدولية المهيمنة على العالم تريدها قاعدة عسكرية لتحقيق المزيد من السيطرة، وصالح حينها أرادها منطقة سياحية وإستثمارية لكل من يقدر(جمالها ومكانتها العالمية) ليستفيد من خيراتها أبناء سقطرة واليمن
جزيرة “سقطرة”، الواقعة على بعد 380 كم جنوب سواحل اليمن، وهي أرخبيل من الجزر مصنف من قبل اليونسكو كموقع للتراث النباتي العالمي!
نظراً للأهمية الكبرى لموقع جزيرة سقطرة بإعتبارها المفتاح الإستراتيجي للسيطرة على المحيط الهندي سعت كلاً من أمريكا و روسيا للسيطرة على هذا الموقع المهم عالمياً وفِي نظر الأمريكان يعتبر السيطرة على المحيط الهندي هو المفتاح الرئيسي للسيطرة على (البحار السبعة الكبرى في العالم) .
مدينة (عدن)لؤلؤة العرب التي كانت تملك ثاني ميناء على مستوى العالم!
الرابضة على بركان عمره ملايين السنين كثر الحديث حولها؛ من يملك الخبرة، والتجارب الناجحة في إدارة الموانئ، والإستثمار ، والسياحة عليه أن يمد يده لأبناء عدن لكي يتعاون الجميع من أجل تشغيل الميناء، وتطويره، وتوفير الخدمات، وإحداث تغيير ملحوض في حياة الناس، لكي يعود لعدن وجهها المشرق، ومكانتها العالميــــــــة التي عُرفت به من قبل.
ذكر أنور عشقي بأن ميناء عدن وجسر النور من ضمن الخطط المستقبلية العالمية حيث قال” سوف يتم بناء جسر يربط بين القرن الأفريقي، والجزيرة العربية هو جسر النور الذي يربط بين مدينة النور في جبوتي وبين مدينة النور في اليمن في المنطقة القريبة من باب المندب، وتحقيق وحدة مجلس التعاون وتحقيق السلام في اليمن وإحيا الميناء الحر في عدن لأن ذلك سوف يحقق التوازن الديمقرافي في العمالة في الخليج” هنا يتضح لنا بأن الصراع على النفط والبحار والموانئ ، والجزر والمنافذ البحرية صراع دولي بين الكبار قبل أن يكون إقليمي محدود المصالح على سبيل المثال جسر النور الذي يربط بين اليمن وجيبوتي صاحب المشروع المعلن الشيخ طارق بن لادن وميزانية المشروع تفوق مئتان مليار دولار والشركاء معه من كبار رجال الإقتصاد، والمال والسياسة في أمريكا (هذا المشروع الكبير سوف يؤفر ملايين من فرص العمل ويسهم في رفع المستوي الإقتصادي في اليمن بشكل كبيــــــر ) ويحرك التجارة بين القارتين الأسيوية والأفريقية ولكنه توقف بشكل مفاجئ في عهد صالح ‏لأسباب كثيرة منها موضوع السيادة اليمنية على المدينة والقانون الخاص في المدينة الذي لا يحتكم إلى القانون اليمني، وهذا الموضوع دار حوله نقاشات كثيرة في مجلس النواب اليمني وبين الخبراء الإقتصادين، والقانونيين في اليمن.
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ التاريخ والحضارة، منبع العلوم والتجارة قبلة العلماء والزهاد خرج منها رسل السلام الذين أوصلو الإسلام إلى مختلف دول العالم من خلال أخلاقهم ، وقيمهم، وحسن تعاملهم مع الأخرين!
يتطلع اليمنيون بأن يكون لأبناء حضرموت دور مهم، وفعال تجاه إخوانهم في عموم اليمن!
السعودية لديها مصالح في ﻣﺪ ﺃﻧﺒﻮﺏ ﻧﻔﻄﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، وهذا موضوع يتم التشاور حوله من منطلق المصالح المتبادلة، المشتركة بين اليمن والسعودية، وإذا تم التفاهم عليه؛ فإن السعودية سوف تحقق مكاسب إستراتيجية، وﺃﺭﺑﺎﺡ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ؛ في المقابل يجب أن تحصل اليمن على ( نفس المكاسب الإستراتيجية، والمالية)، ولن يتم ذلك إلى بوجود دولة يمنية قوية قادرة على تبادل المصالح لا أن تفرض عليها في مراحل ضعفها.
أخيراً : يأمل اليمنيون بأن لا تصل الأحداث إلى ما قاله رئيسها الراحل علي عبد الله صالح “سوف يتم تقسيم اليمن إلى أربعة اشطار في حال إستمرت الفوضى، والحروب” اليمن ينزف وبحاجة ضرورية إلى وقف الحرب الخارجية والداخلية إن تبادل المصالح مع جميع القوى الإقليمية، والدولية سوف يحقق (الأمن والسلام والتطور) ولكن فرضها على اليمنين لن يخلف سو (الدمار والفوضى التي لا تنتهي) حان الوقت لكي يتعاون الجميع من أجل وقف الحرب، وبناء الدولة اليمنية بمشاركة جميع القوى السياسية
وتجاوز مخلفات الحرب ومداواة الجراح وإعادة الإعمار بعدها الشعب يحدد الصورة الكاملة للدولة اليمنية التي ترضي الجميع.