شدّد الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني، نعيم قاسم، الجمعة، على أن حزبه غير مستعدّ لتسليم سلاحه أمام “خطر وجودي” يتهدّد لبنان، في وقت تضغط الولايات المتحدة على السلطات في البلاد لنزع سلاحه.
وجاءت تصريحات قاسم بعدما سلّمت واشنطن بواسطة مبعوثها الخاص إلى سوريا توماس براك، الذي من المقرر أن يجري زيارة للبنان الأسبوع المقبل، طلباً يقضي بالتزام رسمي من الدولة اللبنانية بنزع كامل لسلاح حزب الله، الذي خاض حرباً مدمرة مع إسرائيل، خسر فيها جزءاً كبيراً من ترسانته العسكرية، وعدداً من قيادييه.
وكان براك أعرب عن ارتياحه إلى مضمون الردّ اللبناني، الذي لم تفصح عنه الدولة اللبنانية بعد، في وقت أعاد رئيس الجمهورية جوزيف عون التأكيد على أن بيروت عازمة على “حصر السلاح” بيد الدولة، لكنه شدّد على ضرورة معالجة الملف “برويّة ومسؤولية”.
هدد بانتزاع أرواح المعارضين..رئيس حزب الكتائب يقاضي قيادياً في حزب الله – موقع 24
رفع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، بلاغاً إلى النيابة العامة التمييزية ضد نائب المسؤول عن منطقة البقاع في حزب الله، في شرق لبنان فيصل شكر، اتهمه فيه بالتحريض على القتل وإثارة النعرات الطائفية.
وقال قاسم: “مشروع نزع السلاح الآن، في هذه المرحلة، في كل الأطروحات، هو من أجل إسرائيل”.
وأضاف: “لبنان أمام تهديد وجودي، “المقاومة” أمام تهديد وجودي، وهذا أكبر خطر يُهدّد لبنان”.
وتابع قاسم “لا يوجد لدينا استسلام، لا يوجد لدينا تسليم لإسرائيل، لن تستلم إسرائيل السلاح منّا”.
ويسري في لبنان منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحوّل الى مواجهة مفتوحة اعتباراً من سبتمبر (أيلول). ورغم ذلك، تشنّ إسرائيل باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
مقتل وإصابة 3 أشخاص في غارة إسرائيلية جنوب لبنان – موقع 24
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس، سقوط قتيل وإصابة شخصين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان.
وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل “لإزالة أي تهديد” ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وتوعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب المدعوم من إيران.
ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كما نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن اسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.