{حزب الله يحاول الهدنة مع الشيطان الاكبر}

1

حسن فليح /محلل سياسي

في بيان غريب لكتائب حزب الله يحاول التأسيس لهدنة مع “المحتل”بطريقة لاتنسجم مع خطابة المعهود ، وأن الموقف الجديد للحزب بتعليق عملياته العسكرية يسجل خطوة غير مسبوقة في ضل احتدام المعارك في غزة واليمن والجنوب اللبناني الامر الذي يدعونا الى التسائل اذ نقول ونستشهد بمقولة الامام علي علية السلام لعبد الله ابن الزبير عندما نقض البيعة للامام فقال له عرفتي بالحجاز وأنكرتني بالعراق فما عدا مما بدا !! هكذا مواقف نتمناها ان تنحصر بأطارها الوطني وخارج التاثير الخارجي، العراق اليوم تحت الخطر الشديد ويجب ان ترعىٰ فيه المصلحة الوطنية التي تتماشى مع الواقع السياسي والامني والدولي ويجب ان نقرأ الاحداث من حولنا بطريقة تتناسب مع تلك المخاطر ، بموضوعية وحكمة سياسية بعيدة عن المواقف اللحظية عديمة الجذور التي تثير الشكوك بعدم مصداقيتها، وكثيرا ماتنصدم بمعطيات داخلية وخارجية لم يتم التهيؤ لها مُسبقا وفق نظرة استراتيجية بعيدة المدى وفق الثوابت الوطنية تلزم الجميع على التمسك بها كي تحضى باحترام الاصدقاء والاعداء واحترام الشعب لها والوقوف معها ، عمر السلاح لم يبني دولة ولم يُسعد شعب ، وعادتاً مايكون السلاح المهدد الاول للسلم المجتمعي ويثير المشاكل امام الحكومة والدولة وكذلك يثير شغف التدخل الدولي والاقليمي، ان الشعوب التي بنت حاضرها ومستقبلها اعتمدت العلم سلاحا والتعليم طريقا ، السلاح وحدة لايفي بالغرض في حماية البلدان ، بدون تنمية مستدامة وامن حقيقي ووحدة مجتمعية ووطنية رصينة ، ان الظروف الحالية ومخاطرها تستدعي عقد مؤتمر وطني يضم كافة الاحزاب المشاركة بالحكومة والبعيدة عنها لمناقشة التحديات وتشخيص اسباب الفشل والسبل الكفيلة للنجاح والخروج برؤية وطنية موحدة تضع البلاد على اعتاب مرحلة جديدة تُجنبه المخاطر المحتملة التي اقل مايقال عنها كارثية ، امريكا لم تأتي للعراق للنزهة العراق بالنسبة لها يشكل مركز الشرق الاوسط والسيطرة عليه معناها المسك بالشرق الاوسط برمته ، وهي على استعداد ان تخوض حرب شاملة من اجل العراق وعدم الافلات من قبضتها ، علينا ان نتعامل مع تلك الحقيقية المرة التي لم يكن العراقيين سببا فيها وانما سياسات متهورة قام بها النظام السابق غير محسوبة النتائج ادت الى مانحن عليه الان ، لسنا اقوى من روسيا ولسنا اقوى من الصين في مواجهة التحديات الامريكية ونراهم كيف يتعاملون بحكمة وبحذر منقطع النظير بكل خطواتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية، درس الماضي كان كبيرا وعميقا وعلينا ان نتعظ منه قبل فوات الآوان .

التعليقات معطلة.