حقائق صادمة… هكذا نشيخ وهكذا نتجنب تداعيات الشيخوخة!

1

الشيخوخة ليست فقدان الشباب، وإنّما مرحلة جديدة للفرصة والقوة

الشيخوخة ليست فقدان الشباب، وإنّما مرحلة جديدة للفرصة والقوة

لا يُخفى على أحد أن جسم الإنسان يتعرّض للتلف الطبيعي مع تقدّمنا في العمر، لكن المفاجأة هي أن هذه العملية ليست تدريجية، كما كنا نفترض. في تطور مهمّ في فهمنا عملية الشيخوخة، قام مايكل سنايدر، العالم ورئيس قسم علم الوراثة في كلية الطب في جامعة ستانفورد، وفريقه في الجامعة نفسها، بإجراء دراسة حديثة نشرها موقع earth.com، تكشف عن بعض الحقائق المذهلة حول الشيخوخة، وتحديداً متى وكيف تبدأ أجسامنا في ”الانهيار“. توفّر هذه الدراسة رؤى غير مسبوقة عن العمليات البيولوجية المعقّدة التي تساهم في الشيخوخة، ما يفتح الأبواب أمام إمكانيات جديدة للتدخّل في هذه العملية.  

All images are placed on separate layers. They can be removed or altered if you need to. Some gradients were used. No transparencies.

تفاصيل الدراسةتركّزت دراسة سنايدر على البيولوجيا الجزيئية للشيخوخة، إذ قام بتحليل مجموعة واسعة من البيانات البيومترية لأكثر من 100 مشارك على مدى سنوات، واستخدم الفريق تقنيات متقدّمة مثل التسلسل الجيني وتحليل البروتينات، لرصد التغيّرات التي تطرأ على الجسد مع تقدّم العمر. إحدى النتائج الرئيسية للدراسة هي أن الشيخوخة “ليست عملية واحدة، بل سلسلة من العمليات البيولوجية المتداخلة تختلف من شخص إلى آخر”.  ومثير للاهتمام أنهم اكتشفوا أن 81% من هذه الجزيئات لا تتبع نمطًا زمنيًا متوقعًا كما قد يتوقع المرء، بل تشهد أجسامنا فترتين من التغيّر السريع مع تقدّمنا في العمر. وتحدث تحولات جزيئية وميكروبية حادة في سن 44 وفي سن 60 عامًا بالتحديد، وهو اكتشاف قد يغيّر فهمنا كيفية تقدّم أجسامنا في العمر. أظهرت الجزيئات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، تغيّرات كبيرة في كلتا هاتين الفترتين العمريتين. علاوة على ذلك، تغيّرت الجزيئات المرتبطة بوظيفتنا المناعية – آلية الدفاع الحيوية للجسم ضدّ الأمراض – بشكل كبير لدى الأفراد الذين يدخلون أوائل الستينات من العمر. بصمة الشيخوخة الفرديةتمكّن فريق سنايدر من تحديد ما يسمّى “بصمة الشيخوخة” لكل فرد، وهي مجموعة فريدة من التغيّرات البيولوجية التي تعكس كيفية تقدّم عمر الشخص. هذه البصمة يمكن استخدامها لتطوير خطط علاجية مخصصة لكل فرد، ما يعزز الصحة العامة ويؤخّر عملية الشيخوخة. وعلى مدى سنوات، تمّ تحليل العينات البيولوجية للمشاركين كل بضعة أشهر، ما سمح للعلماء بتتبع 135,000 تغيّر مذهل مرتبط بالعمر في جزيئات مختلفة، واكتشف الفريق آلاف الجزيئات والميكروبات التي تخضع لتحولات، بزيادة في وفرتها أو نقصان. العوامل المؤثرةيلقي سنايدر الضوء على احتمال أن تساهم أنماط حياتنا في التغيرات المرتبطة بالعمر. مثلاً، قد تتعثر عملية التمثيل الغذائي للكحول بسبب زيادة استهلاك الكحول التي تحدث غالباً في منتصف الأربعينات، يمكن أن يؤدي هذا التحول في السلوك إلى سلسلة من التغيّرات الفسيولوجية.  إلى جانب بيئتنا وخيارات نمط حياتنا، تؤثر جيناتنا بشكل كبير في كيفية تقدّمنا في العمر. فلكل شخص مخطط جيني فريد من نوعه يمكن أن يجعله أكثر عرضة لمشاكل صحية معينة مع تقدّمه في العمر، ويمكن أن تؤثر بعض الاختلافات الجينية في كفاءة أجسامنا في تكسير المواد والتعامل مع الإجهاد وحتى الشفاء من الإصابات. أول اكتشافأما في الجانب الآخر من العالم، وفي اختراق علمي غير مسبوق، حقق علماء من ملبورن اكتشافًا ثوريًا حول دور الغدة الزعترية (Thymus) في إبطاء آثار الشيخوخة. هذا الاكتشاف، الذي يعدّ الأول من نوعه عالميًا، يفتح آفاقًا جديدة لفهم عملية الشيخوخة، ويقدّم إمكانيات مبتكرة لعلاج الأمراض المرتبطة بتقدّم العمر. ووجد باحثون من معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية، أن النسيج الندبي يعمل كخلل ويضعف وظيفة عضو الغدة الزعترية الذي يحارب الأمراض، علمًا أن هذه الغدة هي عضو فوق القلب مسؤول عن إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تسمّى الخلايا التائية.  

تفاصيل الاكتشافتُعتبر الغدة الزعترية من أهم الغدد في جهاز المناعة البشري، إذ تلعب دورًا محوريًا في تطوير الخلايا التائية التي تعدّ جزءًا أساسيًا من الجهاز المناعي. ومع تقدّم العمر، تتقلّص الغدة الزعترية تدريجيًا، ما يؤدي إلى ضعف القدرة المناعية وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض. تكون الغدة كبيرة عند الأطفال. لكن بعد البلوغ، تبدأ في التقلص والضعف، ما يصعب عليها مقاومة الأمراض. وبحلول سن 65 عاماً، تكون هذه الغدة قد تقاعدت تقريباً، ولم تعد تعمل بشكل صحيح. واكتشف الباحثون أن تجديد الغدة الزعترية يمكن أن يساعد في تعزيز الجهاز المناعي. توصل فريق العلماء بقيادة البروفيسور ديفيد سينكلير إلى أن إعادة تنشيط الغدة الزعترية يمكن أن يبطئ عملية الشيخوخة. وبناءً على هذا الاكتشاف، يعمل العلماء حاليًا على تطوير علاجات طبية جديدة يمكن أن تحفّز الغدة الزعترية لدى البشر، وبالتالي تأخير بعض الآثار السلبية المرتبطة بالشيخوخة. هذه العلاجات قد تكون مفتاحًا لتحسين نوعية الحياة لدى كبار السن، وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل السرطان والأمراض القلبية والتدهور المعرفي. ومع اكتشافات جديدة مثل دور الغدة الزعترية والعوامل الجينية، يبدو أن مستقبل مكافحة الشيخوخة قد يحمل إمكانيات مذهلة ستغيّر مفاهيمنا عن التقدّم في العمر.

التعليقات معطلة.