” .. أن هذا العدوان الثلاثي على سوريا, يذكّر بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وللعلم سيكون له تداعياته في هذه الدول, تماما كالشبيهة لها في عام 1956 : سقوط إيدن(رئيس وزراء بريطانيا), وعدم التجديد للرئيس الفرنسي رينيه كوتي, كما سقوط غي موليه رئيس الوزراء الفرنسي بسبب الحرب على السويس. المتابع للصحف الأميركية والبريطانية والفرنسية قُبيل وبُعيد العدوان, يلاحظ هجوما واسعاً على الرئيس ترامب ومايا تيريز وماكرون, ”
وأخبراً, قام الرئيس الأميركي بتنفيذ تهديداته بضرب سوريا بمشاركة كل من بريطانيا وفرنسا وبتأييد من الكيان الصهيوني وبعض الدول بما فيها البعض العربي للأسف!, ومثلما توقعها العديدون من المحللين, جاءت ضربة محدودة, ولا تتناسب مع ما رافقها من جعجعة, كانت تشي بشن هجوم واسع على هذا البلد العربي, لكنه لم يجرؤ على اقتراف خطيئة شنّ الحرب الشاملة, التي لم يكن ليدرك تداعياتها ومخاطرها, ولا التحكم في مسارها ولا تحديد شكل نهايتها, وذلك لاعتبارات كثيرة روسية, إيرانية, سورية, وتخوفاً من انزلاقها إلى خاصرة حليفته الإسرائيلية. كان الملفت للنظر, أن قوات الدفاع الجوي السورية منعت 71 صاروخا من تحقيق أهدافها, من خلال تدميرها في الجوّ.
بالطبع, فإن أسطوانة استعمال الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية, أسطوانة مشروخة, تذكّر بما حدث قبيل غزو العراق, ليعترف كولن باول فيما بعد, بأن الولايات المتحدة كانت تعرف تماما بخلوّ العراق من مثل هذه الأسلحة, “ولكن اخترعنا الأسباب من أجل احتلال العراق”. اليوم, يكرر التاريخ نفسه, فيما يحصل في سوريا, ولربما غدا سيحصل في مصر. نقول ذلك, لأن بن جوريون عام 1948 أعلن, وفي الجزء الثاني من خطة “دالت” التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية (الجزء الأول هو القيام بتطهير عرقي للفلسطينيين وتهجير معظمهم من وطنهم), تمثلّ في التخلص من أقوى ثلاثة جيوش عربية, هي الجيوش, المصرية, السورية والعراقية, إضافة إلى أن تعمل إسرائيل على إذكاء العديد من الصراعات المذهبية والطائفية والإثنية في كافة الدول العربية. يلتقي هذا مع خطة برنارد لويس التي رسمها في عام 1974 , وتبناها الكونجرس الأميركي عام 1978, لتفتيت الدول العربية إلى 42 (أو 52) دويلة متصارعة. من قبل, تحدثت الدول الأوروبية في مؤتمر “كامبل بنرمان”, الذي امتدت جلساته من عام 1905 – عام 1907 عن هدفها من إنشاء إسرائيل, منعاً لقيام أية وحدة عربية مستقبلا, وإنشاء دولة صديقة للغرب ومعادية لشعوب المنطقة, وإيجاد حاجز بين شطري الوطن العربي في آسيا وأفريقيا, ثم اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور, وغيرها. بالتالي يتضح الهدف الرئيسي من العدوان. ثم إن الدول التي استهدفت وتستهدف سوريا, لم تخسر المليارات من الدولارات(في معظمها بتمويل عربي) من أجل تجنيد عشرات آلاف الإرهابيين لتخريب سوريا, عزّ ويعزّ على هؤلاء, الانتصارات المتتابعة, التي حققها الجيش السوري على الإرهابيين في السنتين الأخيرتين, وأبرزها تطهير الغوطة منهم. نعم هم يريدون إطالة الصراع والمحافظة على الإرهابين.
الملفت للنظر أيضا”, أن هذا العدوان الثلاثي على سوريا, يذكّر بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وللعلم سيكون له تداعياته في هذه الدول, تماما كالشبيهة لها في عام 1956 : سقوط إيدن(رئيس وزراء بريطانيا), وعدم التجديد للرئيس الفرنسي رينيه كوتي, كما سقوط غي موليه رئيس الوزراء الفرنسي بسبب الحرب على السويس. المتابع للصحف الأميركية والبريطانية والفرنسية قُبيل وبُعيد العدوان, يلاحظ هجوما واسعاً على الرئيس ترامب ومايا تيريز وماكرون, فقد وصف المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي الرئيس دونالد ترامب بأنه كاذب محترف, ويُخضع المقربين منه لقواعد ولاء تذكر بالأسلوب الذي يعتمده زعماء المافيا، وانه مهووس بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه.أما صحيفة “الإندبندنت” فكتبت أن: الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في سوريا هي التفاوض مع الأسد. من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية, إن ترامب بقصفه سوريا بالقذائف والقنابل,”ضرب أهدافاً أكثر واستخدم قوة نيران أكثر مما فعل في الضربة العسكرية المماثلة في العام الماضي. لكن في النهاية، اختار ترامب عملية محدودة كان من الواضح أنها محسوبة لتجنب استفزاز راعيي سوريا, روسيا وإيران, ودفعهما للانتقام, وعلى ذلك قس.
نعم, لعلّ من أهم التداعيات للعدوان على سوريا,أن الدول العدوانية الثلاث, لم تستطع النيل, وأنها لم تستطع تحقيق أهدافها, الامتعاض الصهيوني من النتائج, فقد تصورت “إسرائيل” أن العدوان سيدّمر سوريا لينزاح الجيش السوري من أمامها, وأن سوريا خرجت أكثر قوة. تعزيز محور المقاومة العربية. كشفت وبالمواقف طبيعة الأنظمة المؤيدة لإسرائيل, وحقيقة الدول الصديقة, إعطاء الأمل للمقاومة الفلسطينية بالإمكانية الفعلية لتحرير كامل الأرض الفلسطينية. كشفت الأطماع العثمانية الأردوغانية في الوطن العربي . اعطت آمالاً مستقبلية للجماهير العربية بإمكنية تعزيز التضامن القومي, وأهمية العلاقة العضوية بين الخاص الوطني والعام القومي, وأنه بالتضامن يمكن إحراز النصر على أعتى القوى الاستعمارية. وأن التاريخ يكرر نفسه بشكل أكثر مهزلة (العدوان الثلاثي على مصر عام 1956) , وأن النصر للشعوب المكافحة.