فريق راديو صوت العرب من أمريكا
فيما وصف بأنه انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستمنع دخول جميع البضائع والإمدادات والمساعدات إلى قطاع غزة بدءا من صباح اليوم الأحد، تزامنًا مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير الماضي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو أمرت الجيش بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة. فيما تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب وبأكثر من 70 موقعًا في إسرائيل للمطالبة بصفقة تعيد جميع الأسرى في غزة.
ابتزاز نتنياهو
وكانت حركة حماس قد أعلنت اليوم الأحد خطة اقترحها المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف لهدنة مؤقتة في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وطالبت الحركة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأوضحت حماس أن اعتماد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى خلافا للاتفاق محاولة مفضوحة للتنصل منه.
وأكدت الحركة أن قرار وقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق. وطالبت الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليوني إنسان بغزة.
واتهمت حماس نتنياهو بمحاولة فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرًا. وقالت إن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي “ادعاءات مضللة لا أساس لها”.
وجددت الحركة التأكيد على التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أنها أعلنت مرارًا استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد اعتبر القيادي في حماس محمود مرداوي أن موافقة إسرائيل على مقترح ويتكوف “تأكيد واضح أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها”.
وشدد على أن “الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق.. بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية والتي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها.. وهذا ما تصر عليه حركة حماس ولن تتراجع عنه”.
مقترح ويتكوف
وكان مكتب نتنياهو قد قال إن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لهدنة اقترحها ويتكوف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل)، وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.
وقال مكتب نتنياهو إنه سيتم بموجب المقترح إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أحياء وأمواتا، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
وأضاف أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.
وتقدر إسرائيل وجود 62 أسيرًا إسرائيليا بغزة (بعضهم أحياء وبعضهم أموات)، في حين لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.
وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم 19 يناير، وامتدت مرحلته الأولى 42 يومًا وانتهت أمس السبت، وهي واحدة من 3 مراحل يتضمنها الاتفاق.
وخلال المرحلة الأولى، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم 8 متوفون. فيما أطلقت إسرائيل سراح نحو 1700 أسير فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.
ويفترض أن يتم الإفراج عن باقي الرهائن الإسرائيليين خلال المرحلة الثانية من الاتفاق التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الأسرى “دفعة واحدة” خلال هذه المرحلة.
أما المرحلة الثالثة فتم تخصيصها لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.