“حماس”: ما سمعناه من الوسطاء يؤكد انتهاء الحرب وملتزمون بالاتفاق

3

واشنطن تكثف الجهود الدبلوماسية وتستعد للضغط من أجل بدء المرحلة الثانية من خطة غزة
وكالات
صورة جوية تظهر خياماً تؤوي نازحين فلسطينيين في المنطقة المتضررة من الحرب المحيطة بميناء مدينة غزة (أ ف ب)
ملخص
التقى مبعوثان أميركيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار جهود تهدف إلى حمل إسرائيل وحركة “حماس” على إعادة خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى مسارها، بعد تفجر للعنف في مطلع الأسبوع هدد بعرقلة الهدنة المستمرة منذ أسبوع.
قال القيادي في حركة “حماس” ورئيس وفدها التفاوضي خليل الحية إن “العبارة الدولية التي سمعناها وتقول إن الحرب في غزة انتهت ورددها الرئيس الأميركي مراراً تؤكد لنا كل الضمانات التي سمعناها من الوسطاء ومن الرئيس ترمب”.
وأضاف الحية في تصريحات صحافية أن الحركة جادة في استخراج وتسليم كل جثامين الرهائن الإسرائيليين، مشيراً إلى الصعوبات اللوجيستية المتعلقة بالعملية. وتابع “نجد صعوبة بالغة في استخراج الجثامين ونواصل محاولاتنا”، مؤكداً عزم الحركة على تنفيذ اتفاق غزة بصورة كاملة.
وشدد على التزام “حماس” باتفاق وقف إطلاق النار وما تم التوافق عليه مع الفصائل الفلسطينية، “لأننا نرى فيه كل الخير بإنهاء الحرب، ليعود شعبنا مطمئناً ويعيش حياة طبيعية كباقي شعوب العالم”. وأضاف “نأمل في زيادة المساعدات للوفاء باحتياجات أهالي القطاع خاصة مستلزمات الإيواء وعلاج المرضى والمصابين”.
في وقت سابق قالت حركة “حماس” إنها تتواصل بصورة مستمرة مع الوسطاء في شأن استمرار “خروقات” إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن هناك “تواصلاً مستمراً” مع الجانب الأميركي في شأن التجاوزات التي تتعمد إسرائيل القيام بها.
وذكر المتحدث باسم حركة “حماس” حازم قاسم في بيان صحافي أن “الحركة التزمت بكل تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة، وبخاصة في المرحلة الأولى من خلال تسليم كل الأسرى الأحياء دفعة واحدة”.
وتابع “نعمل بصورة يومية على استكمال تسليم كل جثامين الأسرى الإسرائيليين”، مشيراً إلى وجود تحديات كبيرة في عملية التسليم بسبب الدمار الكبير. ودعا قاسم “كل الأطراف التي تريد استمرار الهدوء في هذه المنطقة الضغط على الاحتلال لضمان تنفيذ التزاماته”، لافتاً إلى أن إسرائيل تستغل ملف المساعدات “لابتزاز الموقف السياسي”.
الجهود الدبلوماسية
التقى مبعوثان أميركيان أمس الإثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار جهود تهدف إلى حمل إسرائيل وحركة “حماس” على إعادة خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى مسارها بعد تفجر للعنف في مطلع الأسبوع هدد بعرقلة الهدنة المستمرة منذ أسبوع.
وأعادت إسرائيل و”حماس” الالتزام بخطة وقف إطلاق النار بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ اندلاع العنف الأحد. وأسفر هجوم فلسطيني خلال أعمال العنف عن مقتل جنديين، مما أدى إلى قصف إسرائيلي أودى بحياة 28 شخصاً في الأقل بغزة.
فلسطينيون يجمعون منشورات ألقتها طائرة إسرائيلية من دون طيار تحذر الناس من الاقتراب من الخط الأصفر في خان يونس (أ ب)
لكن مع الهزات التي تواجه المراحل الأولى من وقف إطلاق النار بسبب نوبات العنف المتكررة فمن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على مواصلة الضغط على الجانبين والحفاظ على الزخم لإنهاء الصراع.
وتعكس التطورات التي وقعت في الآونة الأخيرة العقبات التي تعترض الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره وإحلال سلام دائم بعد حرب استمرت عامين في غزة. ولا تزال مسائل رئيسة متعلقة بنزع سلاح “حماس” وانسحاب مزيد من القوات الإسرائيلية وحكم غزة من دون حل.
اقرأ المزيد
عن أوجه التشابه بين إعادة إعمار غزة وناغازاكي
المفقودون في غزة… ربما الموت أسهل من البحث عنهم
هل نسفت خطة ترمب أحلام المستوطنين في احتلال غزة؟
منظمات إنسانية تحذر: شمال غزة ما زال يعاني نقصا حادا في المساعدات
المرحلة الثانية
قال ترمب أمس الإثنين إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات كثيرة للحفاظ على وقف إطلاق النار. ويواصل الرئيس الأميركي الضغط على كل من “حماس” وإسرائيل في مسعى للحفاظ على أبرز إنجاز دبلوماسي له في العام الأول من ولايته الثانية.
وأضاف للصحافيين أن الوضع المتعلق بـ”حماس” سيُعالج سريعاً، لكنه أوضح أنه لم يطلب من إسرائيل “التحرك والتعامل معه”. وذكر أنه رغم انتهاك الحركة للاتفاق، فإنه لا يعتقد أن قيادتها هي المسؤولة عن ذلك لكنها تواجه “بعض التمرد” في صفوفها.
023959186798032883.jpg
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يستقل الطائرة في طريقه إلى إسرائيل (أ ف ب)
وهدد الرئيس الأميركي بأنه إذا لم يصوب قادة “حماس” أوضاعهم، “فسنقضي عليهم إذا اضطررنا إلى ذلك”، لكنه شدد على أن مثل هذه الإجراءات لن تشمل قوات أميركية على الأرض.
ومن المتوقع أن يدفع المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترمب، تجاه تعزيز الهدنة وبدء المحادثات في شأن المرحلة التالية الأصعب من الخطة المؤلفة من 20 نقطة خلال زيارتهما التي بدأت أمس الإثنين.
ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إسرائيل اليوم الثلاثاء. وقال نتنياهو إنه سيبحث مع فانس التحديات والفرص في المنطقة.
وتبرز الجهود الدبلوماسية الأميركية رفيعة المستوى في المنطقة، إلى جانب محادثات مزمعة أيضاً مع “حماس” في مصر، أهمية تثبيت وقف إطلاق النار لترمب الذي أعلن الأسبوع الماضي “الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد”.
وقالت السلطات الصحية في القطاع أمس الإثنين إن نيران الدبابات الإسرائيلية قتلت ثلاثة قرب “الخط الأصفر”. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على مسلحين عبروا الخط.
383220111753496.jpg
دبابات إسرائيلية تتحرك على طول الحدود بين إسرائيل وغزة في 20 أكتوبر 2025 (أ ب)​​​​​​​
وعبر سكان في مدينة غزة عن شعورهم بالارتباك في ما يتعلق بمكان امتداد الخط، إذ تتوفر خرائط إلكترونية، لكن من دون وضع علامات واضحة على الأرض في معظم المسار.
“حماس” تسلم جثة رهينة آخر
قالت مصادر أميركية وإسرائيلية إن زيارة ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل كانت مقررة قبل تجدد أعمال العنف الأحد. وتهدف الزيارة إلى مناقشة البدء في تنفيذ المرحلة التالية من خطة ترمب المعقدة لوقف إطلاق النار.
لكن من غير المرجح أن تعلن إسرائيل عن أي تقدم في المحادثات قبل أن تتسلم عدداً إضافياً من رفات الرهائن. وقال مكتب نتنياهو إن الصليب الأحمر تسلم جثة رهينة آخر من “حماس” أمس الإثنين ونقلها إلى الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء أن الجثة التي أعادتها حركة “حماس” أمس عائدة لضابط الصف تال حاييمي الذي قتل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، “في ختام عملية التحقق التي أجراها المعهد الوطني للطب الشرعي… أبلغ ممثلون عن الجيش عائلة الرهينة تال حاييمي” بالتعرف على جثته.
وترى إسرائيل أن “حماس” قادرة على تسليم ما يصل إلى خمس جثث على الفور. وقد يصعب استعادة جثث أخرى، من بين 15 جثة لا تزال بالقطاع، بسبب الدمار.
وذكرت حركة “حماس” في بيان أن مصر ستستضيف محادثات في القاهرة مع خليل الحية رئيس الحركة في غزة لمناقشة سبل متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع إن وفد الحركة سيناقش سبل الدفع قدماً بتشكيل هيئة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة من دون أن يكون هناك تمثيل لـ”حماس” بها.
وترفض “حماس” وفصائل متحالفة معها أي إدارة أجنبية لقطاع غزة كما هو وارد في خطة ترمب المؤلفة من 20 نقطة. وترفض الحركة حتى الآن دعوات إلقاء السلاح، مما قد يعقد تنفيذ الاتفاق.

التعليقات معطلة.