قبل ثلاث سنوات انتقل بطل الـ”كيك بوكسينغ” اللبناني الدولي خالد قصاص إلى الإمارات العربية المتحدة، تاركاً موطنه عنوةً، حاله كحال مئات الشباب اللبناني الذي يغادر مكرهاً بحثاً عن فرص في الخارج.
خالد، الذي يبلغ اليوم من العمر 29 سنة، ساهم بشكل كبير في مجال الرياضة داخل الإمارات، حيث نشر لعبة “قوة الرمي”، وهي من فنون القتال التي أسسها والده البطل العربي المعروف وليد قصاص في العام 1983، وأنشأ لها اتحاداً دولياً في العام 2007 هو الاول من نوعه عربياً، لكن هذه اللعبة لا تزال مغمورة ويسعى ابنه خالد لنشرها في منطقة الخليج.
في حديث مع “النهار العربي” شرح خالد قصاص كيفية مساهمته في نشر هذا النوع من فنون القتال داخل الإمارات، قائلاً: “في السابق، كانت رياضة الجوجيتسو التي أصلها من البرازيل، تعدّ من أكثر الرياضات انتشاراً في الخليج عموماً والإمارات خصوصاً… ولكن منذ سنتين تقريباً باتت لعبة قوة الرمي منتشرة، ويُقبل عليها أبناء وبنات من المواطنين، ولديهم الشغف لتعلّم أصولها. هذه اللعبة مشتقة من فنون القتال العربي، وتختلف تماماً عن بقية الألعاب السائدة مثل تاي بوكسينغ والكيك بوكسينغ والكاراتيه وغيرها، فهذه رياضات مستوردة إما من الصين واليابان والبرازيل ورومانيا ودول أخرى”.
ما هي “قوة الرمي”؟
يقول خالد، إنّ اللعبة “تجمع بين اللكمات والركلات وإخلال التوازن، والرمي، والتثبيت، أي أنّها تجمع كافة الفنون القتالية في أسلوب قتالي واحد ومميز. ومن مميزاتها قوانينها التي تحرص على حماية اللاعبين. وضع لها والدي القوانين الحديثة لتتواكب مع التطور لهذه الفنون، وما يميزها أنّ لها ملابس خاصة، وتحية، ودرجات للترقية، وأساليب رياضية، وقوانين خاصة بها مستنبطة من الحضارة والتراث العربيين”.
ويضيف: “تمسّك الوالد بعدم ترجمة اﻻسم أسوةً ببقية الشعوب التي أوجدت لها رياضات مماثلة، مثل الكاراتيه، وهي كلمة من مقطعين يابانيين يعنيان اليد المجرّدة من السلاح. وكذلك الكونغ فو تسمية صينية، والتايكواندو كورية، والكيك بوكسينغ أميركية. وفكرتنا أنا والوالد أن تبقى قوة الرمي باللغة العربية، ويمكن ان نكتبها باللاتيني على أن تبقى لفظتها عربية مثالاً قوة الرمي KOWAT ALRAMI، وذلك لنشر ثقافتنا ولغتنا كما تفعل بقية شعوب العالم”.
اليوم يشترك في الاتحاد الدولي لقوة الرمي نحو 55 دولة، وأقام المؤسس وليد قصاص 16 بطولة عالمية شارك فيها أبطال من لبنان. ودور خالد اليوم متابعة المسيرة لنشر اللعبة بشكل واسع في منطقة الخليج، ووفق كلامه: “لا شيء مستحيلاً، اليوم جيل من الفتيان والفتيات الإماراتيين باتوا يقبلون على تعلّمها، والعدد يزداد يومياً حتى وصل للمقيمين من جنسيات عربية وأجنبية. وحالياً أدير مركزاً رياضياً كبيراً في الشارقة، أدرّب فيه هذه اللعبة. كذلك أذهب عدة أيام إلى دبي لتدريب عدد كبير من الطلاب، اليوم 80 بالمئة من طلابي هم مواطنون وأدربهم لتحضيرهم لاحقاً للمشاركة في بطولات دولية كفريق إماراتي”.
أثناء حديثه كان خالد يشدّد بين فكرة وأخرى على أنّ همّه نشر اسم لبنان وعَلَمه في كل العالم بسبب هذه الرياضة، وبدأ من الإمارات لينطلق إلى دول الخليج والعالم، لأنّه يريد أن يُقال يوماً ما “رياضة من أصل لبناني عربي”.
تجدر الإشارة إلى انّ خالد قصاص شارك في أول بطولة في مجال فنون القتال العام 2003، وفي العام 2012 شارك في بطولات عالمية، وفي العام 2016 حصل على بطولة العالم في الولايات المتحدة وحصل على لقب بطل العالم في “الكيك بوكسينغ” على مدار 6 سنوات متتالية، حيث شارك في بطولات في اليونان وتونس وعدد من الدول الأوروبية. ووفق كلامه، فإنّ عدد البطولات التي شارك فيها وصلت إلى 40 بطولة.