اخبار سياسية

خروج مستشفى كمال عدوان عن العمل… وسوء التغذية يفتك بأطفال غزة

نازحون فلسطينيون يتجمعون للحصول على الطعام بجوار ملاجئ مؤقتة في رفح (أ ف ب).

أعلنت وزارة الصحة في غزة مساء اليوم الأربعاء خروج مستشفى كمال عدوان آخر المستشفيات العاملة في شمال غزة عن الخدمة، نتيجة توقف مولد الكهرباء بعد نفاد الوقود.

وقالت الوزارة في بيان إنَّ سكان شمال القطاع أصبحوا الآن بلا أي خدمات صحية بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، وبذلك يفقد السكان خدمات غسيل الكلى والعناية المركزة والحضانة والباطنة والقلب والجراحة العامة ومبيت وطوارئ الاطفال. وفاة 7 أطفال…إلى ذلك، أفادت تقارير صحافية عن وفاة الطفلة الفلسطينية سحر الزبدة بسبب الجوع في منطقة شمال قطاع غزة. وبذلك يرتفع عدد وفيات الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية إلى 7. وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة عن “استشهاد طفلين في مجمع الشفاء الطبي نتيجة الجفاف وسوء التغذية”.

وأفاد عن “ارتفاع حصيلة شهداء المجاعة بين الأطفال إلى 6 شهداء نتيجة الجفاف وسوء التغذية”، مطالباً “المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لمنع الكارثة الانسانية شمال قطاع غزة”.

وشدد القدرة على أن “المجتمع الدولي أمام إختبار أخلاقي وانساني لوقف الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة”. وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أفادت بأن أربعة أطفال توفوا وسبعة آخرين في حالة حرجة، نتيجة الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.  سوء التغذية… وقبل ذلك، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان أن توقّف المستشفى عن العمل سيحرم الآلاف من حقهم في الحصول على الخدمة الطبية، لافتاً إلى توقّف إجراء العمليات الجراحية في المستشفى بشكل كامل.

وقال مدير المستشفى: “سجّلنا استشهاد العديد من المرضى نتيجة نقص الدواء والغذاء والوقود، واستشهاد 4 أطفال خلال الأيام الماضية في المستشفى بسبب سوء التغذية والجفاف”.

إلى ذلك، أفاد أمين عام اتحاد جمعيات الهلال والصليب الأحمرين بأن “المساعدات التي تدخل إلى غزة لا تلبي احتياجات أكثر من مليوني شخص”. وقال: “طفل من كل 6 أطفال بشمال غزة يعاني سوء تغذية حادّاً”. 

“مجاعة وشيكة”وأمس الثلثاء، حذّر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة “وشيكة” في شمال غزة حيث لم تتمكن أي منظمة إنسانية من تقديم المساعدات منذ 23 كانون الثاني (يناير) في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حماس”.

وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو لمجلس الأمن الدولي إنَّه “ما لم يحدث أي تغيير، فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة”، بينما لفت راميش راجاسينغهام من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تفش للمجاعة “لا يمكن تجنّبه تقريباً”. 

إلى ذلك، قال مسؤول كبير في مجال الإغاثة بالأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي الثلثاء إنَّ ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة يمثلون ربع السكان أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة. وأكد أن حدوث مجاعة على نطاق واسع “أمر شبه حتمي” ما لم يتم اتخاذ إجراء. واندلعت حرب غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بعدما نفّذت “حماس” هجوماً غير مسبوق على مستوطنات وقواعد عسكريّة إسرائيليّة أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً.

ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل “القضاء” على “حماس”، وتنفّذ منذ ذلك الوقت قصفاً مدمّراً على قطاع غزّة، وبدأت بعمليات برّية منذ 27 تشرين الأول (أكتوبر) ما تسبّب بمقتل 29954 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحكومة غزة.