بسام ابو شريف
قاطع الرئيس بوتين ” حسبما نقل الينا ” ، بنيامين نتنياهو الذي كان يحدثه عن القدس والهيكل بقوله : ” دع الأساطيرجانبا ولنبحث سياسيا ” ، الفاسد نتنياهو والفساد الصهيوني وتحكم روتشيلد وادلسون بنادي المال العالمي ، هي البحيرة التي تسبح فيها الصهيونية ، وقاربت على السيطرة على الولايات المتحدة من خلال مؤسسات حزبية تحث على مر عشرات السنين وتسلق بطيء ” للزر الأحمر ” ،الذي يجلس على طاولة رئيس البيت الأبيض ، ومع مجيء العنصري الصهيوني والمسيحي الذي ارتد لليهودية ، دونالد ترامب تصبح الصهيونية أمام طريق سالكة للتحكم بالعالم أو تدميره .
هل اختارت الصهيونية فلسطين صدفة أم تصديقا لأسطورة الهيكل ( الذي تعترف التوراة على لسان سليمان بأنه بني دون أن تسمع ضربة معول ) ، أي أنه ليس بنيانا أو حجرا ، بل هيكلا معنويا ، وهو مصالحة مع الله ….ان أخذت دينهم ومايقول .
لقد عرض الاستعمار البريطاني لقاء مال روتشيلد وانقاذه لبنك انجلترا على روتشيلد والحركة الصهيونية يوغندا ، وهي أغنى وأجمل من فلسطين وأكبر حتما ، لكن روتشيلد الذي كان يوظف وايزمن وهرتزل ويدفع لهما مرتبات شهرية رفض ذلك لماذا ؟ ، لأنه كان على علم بماتبطنه أرض فلسطين وبحيراتها وبحرها ، في العام 1968 ، وأثناء جولة لالقاء محاضرات حول فلسطين في الولايات المتحدة ، قابلت في جامعة بيركلي طلبة عرب يعملون في أبحاث لنيل شهادة الدكتوراة بمواضيع مختلفة منها الفيزياء النووية والفضاء وتكنولوجيا رسم طوبغرافية ماتحت قشرة الأرض …الخ ، واذكر من هؤلاء العباقرة عدنان شهاب الدين ويوسف سلام وموسى التلهوني ( الذي لم أتمكن من لقائه في الولايات المتحدة ، وفي الوقت ذاته ، أي العام 1968 ، كان يشغل عددا كبيرا من الطلبة العرب أماكن بحثية متقدمة سعيا لنيل الدكتوراة وأغرت الادارة ” وأرهبت ايضا ” ، عددامنهم للبقاء في الولايات المتحدة لمتابعة البحث ووضعوا تحت مجهرالأمن وحرموا من مغادرة الولايات المتحدة للحفاظ على اسرارها التكنولوجية ، وثبت انه على الأقل في حالة واحدة اغتال الأمن الأميركي عالما عربيا قرر مغادرة الولايات المتحدة رغم الانذار الأمني الأميركي . أثناء تلك الزيارة وجولة المحاضرات ، قابلت علماء في ناسامن أصل عربي ولم يولدوا على أرض الولايات المتحدة ، لكنهم جميعا كانوا يلتقون بي سرا وبشكل معقد هربا من الرفابة ، ولن أنسى ما قاله لي أحدهم في نيويورك : ” لايحق لي أن ألبس كلسات ( جرابين ) قبل أن يمر زوج الجرابين على الفحص الأمني !!!” ، في ظل هذه الاجراءات الأمنية رتبت لي مجموعة منهم طريقا معقدا لأدخل الى قسم محظور الدخول اليه في احدى الجامعات ” اعذروني لعدم ذكر الاسم ، كانت المجموعة مكونة من شاب لامع من الحجاز وآخر من العراق وثالث من فلسطين ورابع من لبنان ” ، ولم يضيع أحد منهم ثانية واحدة في الكلام ، بل توجهنا مباشرة داخل ذلك المبنى الى غرفة علقت يافطة على بابها تقول : ” محظور الدخول ” ، كانت الغرفة مليئة بالأجهزةالتي لا أعرف عنها شيئا ، اقترب ابن الجزيرة من احدى هذه الآلآت وراح يتعامل معها حتى ظهرعلى شاشة تمر بها خرائط ولون كل جزء منها بلون مختلف ، وأشار لي بأن أقترب ، قال لي : ” هذه خرائط فلسطين الباطنية ، انها تشير الى وجود بحيرات من النفط والغازتحت أرضها وبحرها ، وراح يشرح الامتدادات ونقاط الاتصال بين هذه الخزانات الجوفية الضخمة وبين فروع لها تمتد من تحت الصحراء نحو الجزيرة العربية ، وتحت البحر الأحمر نحو اليمن ، لكنه عاد ليشير الى الخزان الكبير، وقال : الثروة الكبيرة تحت أرض وبحر فلسطين ” .
ونقلت مادار معي للحكيم وللدكتور وديع حداد ، هذا هو سبب اختيار فلسطين لتكون مستعمرة استيطانية امبريالية الأهداف والممارسات : انها ثروة فلسطين ، وهذا هو سبب استعداد اسرائيل لشن حرب حول بلوك 9 اللبناني في البحر المجاور لبحر فلسطين فجنوب لبنان وشمال فلسطين أرض واحدة وشعب واحد قسمه الاستعمار، اذ مازال أهل الجنوب وأهل الجليل يذكرون أن سوق الخميس الجليلي كان يقام في بلدة مرجعيون ، وقياسا على ذلك نستطيع أن نرى الهدف من اعلان ترامب أن قواته ستبقى في العراق وسوريا ، وأين ؟؟؟ ، في العراق في المناطق الممتدة من كركوك الى الحدود السورية الاردنية عبر اقليم كردستان والموصل عبر قوات لمنع تجاوز أية قوة عراقية للحدودنحو سوريا ، وجتى لا يلتقي الجيشان العربيان السوري والعراقي . وفي سوريا أعلنت وزارة الدفاع الأميركية بأمر من ترامب أنه يمنع على الروس والسوريين الدخول الى وادي الفرات ، وقررت تشكيل جيش مرتزقة من فلول داعش والأكراد الخاضعين لها ، وذلك للسيطرة على الخزانات الضخمة للنفط والغاز في المناطق التي تمتد من الحدود العراقية الأردنية السورية وتمر بالحسكة والقامشلي ودير الزور وغيرها من بلدات وادي الفرات الذي يجوز لنا تسميته وادي النفط العربي السوري .
واذكر هنا بتصريح لدونالد ترامب الصهيوني الذي قال بالحرف : ” ستبقى قواتنا هناك في العراق وسوريا لأن لدينا فرصةلاستعادة نفط العراق ونفط دير الزور ” ، لحماية هذه المصالح وطمعا في نهب ثروات الأمة العربية حضرت الولايات المتحدة واسرائيل جيوشهما للتحرك عسكريا بحيث تستخدم كل الوسائل والمجموعات الارهابيةوالتدخل المباشرلاطالة أمد المعركة للضغط على روسيا للوصول الى ” حل وسط ” !!! ، أي الى حل يمكن أن يطلق عليه وصف ” وسط ” ، هوانتصار لمعسكر العدوان مهما طالت الحرب لابد من اخراج هذه القوات الغريبة من الأرض العربية .
وتلوح في الأفق العام جهات معينة في العراق تسير بتوجيه اميركي ، كما نلمس تصلبا غير منسجم مع الواقع لنادي الرياض السوري ، ونرى تركيا تشن حربا نحوادلب ، ونرى التآمر على لبنان يتقلب من شكل لآخر كل يوم .
لكن محصلة هذا واضحة… لقد بدأت الحرب منذ أن قرر الأميركيون البقاء في سوريا والعراق الجوازات الأميركية والأوروبية.
وسيحركون كل بؤرة تكفيرية بعمليات اجرامية واغتيالات لقيادات بارزة تمثل مقاومة مخططهم أشواطا بعيدة ، ورسمت لذلك سيناريوهات متعددة ابتداء من عملاء مدسوسين وصولا الى استخدام طائرات بدون طيار تحمل صواريخ دقيقة التهديف ، ولاشك أن نجاح اللبنانيين في توحيد موقفهم أثار سخط وغضب الأميركيين والاسرائيليين ، وهاهي الوفود الأميركية تتتابع للبحث عن ” الحل الوسط ” !!الحل الوسط هو استعمار جديد .
وتهدد لبنان وتقصف مواقع سورية وايرانية ومواقع لحزب الله في سوريا ، ويأتي بعدها ماتيس وتيلرسون يحملان للبنان ” نصف جزرة – الحل الوسط ، وكذلك بالنسبة لقصف طيرانالولايات المتحدة لمواقع الجيش السوري في دير الزور، يقصف الأميركيون ثم يخرج ماتيس ليقول ان هذا يثير ارتباكا ، فلقد قصفنا دفاعا عن أكراد سوريا الديمقراطية، وهم عملاءالبنتاغون ، وحطب معركةه للهيمنة على النفط العربي السوري ، ويطلبون من روسيا الجلوس للبحث ، ويعلنون أنهمعلى تواصل مع موسكو حول شمال شرق سوريا !؟! العصا ونصف الجزرة مرة اخرى .
وفي العراق الوضع لايقل خطورة ، فداعش تأتمربأومر الأميركيين الذين يستغلون عملياتهم الارهابية المدفوعة الأجر اميركيا لتبرير بقائهم أو تبرير قول العبادي : ” مازلنا بحاجة للطيران الأميركي ويسميه العبادي – طيران التحالف ” ، أخلا وسهلا ، هل نسي رئيس وزراء العراق ان تحرير الأرض العراقية من داعش حتى حدود سوريا كان بتضحيات الجيش العربي العراقي والحشد الشعبي وتنظيمات شعبية مسلحة دافعت عن الوطن !!؟؟ ، لا زلنا نذكركافة التصريحات أثناء الحرب ، ويرتبط هذا مع التصعيد العنصري الدموي الذي تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة ، واذا جمعت أرقام العدد الكبير من الأسرىوالجرحى والهداء منذ قرار ترامب سرقة القدس ، تستطيع أن تلمس أن هذا التصعيد ليس موسميا ، بل هي سياسة ستتابع اسرائيل تطبيقها لتهويد القدس والخليل والضفة الغربية .
لتراجع الذي قد يلمسه البعض في الموقف ا لاسرائيلي ليس تراجعا في حقيقة الأمر ، فاسرائيل تكذب وتخدع وتماطل وتضرب حيثما تشاء وأينما تشاء ، لكن ترامب يلعب معهم الآن لعبة يظنها هوانها ذكية ( رغم أن لها من العمر نصف قرن ) ، فهو يعطي الضوء الأخضر لاسرائيل لتبني الجدار.
الجبهة القتالية يجب أن تلتهب في عقر مقراتهم ، وليس في المناطق المحررة ، ان العدوان قائم فحق الجهاد وحق التصدي وحق نقل المعركة الى عقر دارهم أو عقر ما احتلوه من أرض ، انها معارك السيطرة على ثروات أمتنا وابقائها تحت نير الاستعمار العنصري .
وترامب لايكتفي بالاستعمار الجديد ووسائله ، بل يعيد الى الوجود استعمارا نبذته الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد نبذ الحلفاء استعمار البلدان والشعوب ، ومنحت الدول استقلالهاوتحول الاستعمارمن استعمار عسكري الى استعمار اقتصادي الا في حالة واحدة هي فلسطين ،
والآن يعود ترامب بعقيدة الاحتلال المباشر بعد أن فشلت أدوات الارهاب في تحقيق النهب والسلب ، ولاشك أن تصل نيران الاشتباك الى مواقعهم في بلادنا سوف يسرع من خروجهم منها ، فالسيد ترامب جاهل بشؤون المنطقة وصلابة شعوبها ، ويظن أن الأغلبية تخضع له كما يخضع ابن سلمان .