مقالات

{خطاب السيد حسن نصر الله خيب امال الفلسطينيين في غزة}

حسن فليح / محلل سياسي

بعد الصمت جاءَ الخطاب المنتظر الذي طمئن الاسرائيليين وخيب امال الفلسطينيين ! ان السيد نصر الله قد أنأى بنفسه عن عملية طوفان الاقصى ودافع عن ايران بقوله لاعلم لطهران بها! وكأن عملية طوفان الاقصى جريمة نكراء لاتستحق دعم المقاومين لها وعلى الجميع التنصل عنها واعلان البراءة منها ! وقال موجهاً كلامة الى الاسرائيليين ان لبنان خط احمر وان صعدتم سنصعد وبذلك جعل من قرار الحرب وفتح الجبهة اللبنانية بيد الجيش الاسرائيلي وليس بيد المقاومة في لبنان !! وبعث باشارة مطمئنة للقوات الاسرائيلية المتحشدة على الجبهة الشمالية مفادها اننا لانرغب بالتصعيد ولا بالحرب معكم ولاعلاقة لنا بما يجري في غزة بشرط ان لاتشنو الحرب علينا ! أليس من الاجدى في مثل هكذا ظروف دقيقة ان تجتمع قيادات محور المقاومة بكل مسمياتها وتخرج ببيان مشترك يشير الى الوقف الفوري للحرب على غزة ويدعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في ايجاد حل سريع وعاجل للقضية الفلسطينية وعدم المماطلة والتسويف يضمن حقوق الفلسطينيين وكرامتهم والعيش بسلام وامان ، وبعكس ذلك سيتدخل محور المقاومة لنصرة اهلنا في غزة باستخدام كافة الوسائل العسكرية للدفاع عن شعبنا وارضنا المسلوبة وفتح جميع الجبهات لايقاف العدوان على غزة ، كما يحمل البيان اسرائيل ومن يقف خلفها عن تدهور الامن والسلام بالمنطقة ، لماذا لا يصار الى مثل هكذا موقف موحد بدلا من رمي الكراة على الاخرين والنأي بالنفس عن مايحصل في غزة ، تناسى السيد حسن نصر الله ان محور المقاومة قد تشكل لاسباب ودواعي تحرير الارض الفلسطينية والقدس الشريف ، اليست تلك الاهداف الرئيسية والمركزية المعلنة لمحور المقاومة ، ام هناك اهداف اخرى مبطنة وغير مرئية من شأنها ان تدفع الناس للتفتيش عنها والكشف عن خفاياها ، ان القراءة مابين السطور للخطاب تعني هناك اشارات ورسائل واضحة للاسرائيلين والامريكان مفادها افعلوا ماشئتم بغزة بشرط ان لا تقتربوا من لبنان وافعلوا ماشئتم بالفصائل المسلحة بالعراق وسوريا وكذلك باليمن بشرط ان لاتفتربوا من طهران ، وماتبقى متروك لحسن تصرفكم وادارتكم ! هكذا كان يعني الخطاب وهكذا فُهمت اشاراته ؟!