خطة ترامب تفضح “رقص الإخوان” على جثة غزة

2

أظهرت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة ملامح تبدّل واضح، وتناقض لافت في مواقف تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي غيّر روايته جذرياً، قبل وبعد رد حركة حماس على الخطة.
فمع إعلان واشنطن تفاصيل المبادرة الأمريكية، سارع معلقون وناشطون محسوبون على التنظيم الإرهابي إلى مهاجمة الخطة بشدة، معتبرين أنها تضفي الشرعية على “احتلال غزة”، وتهدف إلى إضعاف “الفصائل الفلسطينية”
كما وجّهوا انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية، ولعدد من الدول العربية، التي أبدت ترحيبها بالخطة، متهمين إياها بدعم “مشروع أمريكي-إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية”.
لكن الموقف تغيّر جذرياً بعد قبول حركة حماس بالخطة، إذ بدأ الخطاب الإخواني بالحديث عن “ضربة معلم”، و”حنكة سياسية”، معتبراً أن موافقة حماس مناورة ذكية وضعت إسرائيل والولايات المتحدة في “زاوية الإحراج”.
وأظهر منشورات أن الناشطين أنفسهم، الذين هاجموا الخطة في بدايتها، عادوا ليتغنّوا بها بعد موقف حماس، وبدأوا بنشر تحليلات تصف الخطوة بأنها “تكتيك استراتيجي”، يهدف إلى إظهار المرونة السياسية، دون التنازل عن المبادئ.
كما شنّ الإخوان في البداية هجوماً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب ترحيبه بالخطة، واتهموه بأنه يصفّق لمشروع يهدف إلى إنهاء غزة والضفة والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، قبل أن يعودوا ليصفوا موقف حماس بالموقف الحكيم والعبقري، بعد قبولها بالبنود نفسها تقريباً.
أما بعض الحسابات الموالية للتنظيم الإرهابي، فذهبت في تحليلاتها إلى اعتبار بنود الخطة “استسلامية”، و”منحازة بالكامل لإسرائيل”، لكنها عادت لتقول إن حماس”ألقت الكرة في ملعب إسرائيل وأمريكا”، وأحرجتهما أمام المجتمع الدولي.
ويشير مراقبون إلى أن هذا التحول المفاجئ في خطاب الإخوان يعكس ازدواجية الخطاب السياسي للتنظيم، الذي يسعى دائماً لتكييف مواقفه بما يخدم مصالحه الدعائية، حتى وإن كان ذلك على حساب المصداقية، أو الثوابت التي يدّعي الدفاع عنها.

التعليقات معطلة.