خطة ترامب لمراقبة إيران انطلاقاً من العراق تلاقي معارضة كبيرة

1

 

:
ترجمة: عوض خيري عن «الوول ستريت جورنال»

استنكر الرئيس العراقي، برهم صالح، والعديد من السياسيين في البلاد، خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الرامية لاستخدام القوات الأميركية في العراق لمراقبة إيران المجاورة، في الوقت الذي تحاول فيه بغداد موازنة العلاقات مع الحليفين الأكثر أهمية، واشنطن وطهران. وكان ترامب قد ذكر في مقابلة أجريت معه الأحد الماضي، على شبكة «سي بي إس نيوز»، إنه يريد الحفاظ على وجود عسكري في العراق لمراقبة إيران، «لأن إيران هي مشكلة حقيقية». وكان ترامب قد ذكر خلال زيارته لقاعدة في غرب العراق في ديسمبر الماضي، بأن «أميركا قد أنفقت ثروة طائلة» على إنشائها وينبغي أن نتمسك بها.

ورداً على تعليقات ترامب، قال صالح، الذي يعتبر صديقاً للولايات المتحدة، إن بغداد لم تتلق إذناً لمثل هذا التحرك، وحث الأميركيين على الالتزام بتعهداتهم في المساعدة على مواجهة تنظيم «داعش». وأكد صالح إنه: «من مصلحة العراق الأساسية أن تكون له علاقات جيدة مع إيران»، مخاطباً الولايات المتحدة «لا تثقلوا العراق بقضاياكم الخاصة». وفي الشهر الماضي، ناشد صالح وزير الخارجية الأميركي الزائر، مايك بومبيو، للحفاظ على القوات الأميركية في العراق.

وتجيء تصريحات ترامب وسط جدل مستفيض في العراق حول استمرار وجود الجيش الأميركي في البلاد من عدمه. ومن المرجح أن تتكثف الجهود لطرد القوات الأميركية. كما يمكن أن تقوض عبارات ترامب، وما ينتج عنها من رد فعل عنيف أي خطة أميركية لتحريك القوات المنتشرة في سورية، إلى داخل العراق. ويقول القائد السياسي وشبه العسكري، قيس الخزعلي، الذي قاتل في وقت ما القوات الأميركية بدعم إيراني ويسيطر الآن على 15 مقعداً في البرلمان، إن تصريحات ترامب كشفت أن الدافع الحقيقي للولايات المتحدة للبقاء في العراق لم يكن لتعزيز القدرات العراقية، ولكن لاستهداف الدول المجاورة.

ضغوط

ودعمت كل من الولايات المتحدة وإيران القوات العراقية التي تقاتل «داعش»، وجعلتهم هذه الظروف حلفاء بحكم الواقع، لكنهم وجدوا أنفسهم على خلاف متزايد مع تراجع عدوهم المشترك. وبعد الانسحاب من الاتفاقية النووية متعددة الأطراف لعام 2015، كثفت الولايات المتحدة جهودها للضغط على طهران، من خلال فرض العقوبات، وظلت الولايات المتحدة تضغط بشدة على العراق لتقليص علاقاته الاقتصادية مع إيران.

لكن الفصائل العراقية المعادية للولايات المتحدة، بما في ذلك ائتلاف له علاقات وثيقة مع إيران، اكتسبت نفوذاً سياسياً في انتخابات العام الماضي، وتضغط على الحكومة لطرد القوات الأميركية من العراق. وقدمت مجموعة من المشرعين الشهر الماضي، طلباً إلى رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، لإجراء تصويت على سحب القوات الأميركية من البلاد.

زيارة ترامب المفاجئة في ديسمبر الماضي إلى قاعدة عين الأسد – حيث يتمركز أكبر عدد من الجنود الأميركيين في العراق – أضافت المزيد من الزيت إلى النار، لأنه كان يُنظر إليها على أنها أزعجت المسؤولين العراقيين، لأن ترامب انتهك سيادة الدولة بعدم إخطارهم بأنه قادم إلى العراق.

وعلى الرغم من أن البرلمان العراقي وحده لا يملك سلطة طرد القوات الأميركية، إلا أن الاقتراح يضع مزيداً من الضغوط على الحكومة، في وقت تكافح فيه لإعادة بناء المناطق التي دمرها «داعش»، ومنع المسلحين من استعادة قوتهم، واحتواء الغضب العام المتزايد بسبب الخدمات السيئة والفساد.

تجنب المواجهة

ويبذل المسؤولون العراقيون قصارى جهدهم لتجنب الانجرار إلى مواجهة محتملة بين واشنطن وطهران. ولم يتعاط رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، علانية مع تصريحات ترامب الأخيرة، لكنه سبق أن أشار إلى أن مستويات القوات الأميركية آخذة في الانخفاض.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن هناك نحو 5000 جندي أميركي في العراق، لكن السياسيين المعارضين لوجودهم، يقولون إن العدد الحقيقي أعلى بكثير، ويشمل القوات المقاتلة، ما ينافي ادعاءات لولايات المتحدة بأن مهمتها هي فقط تدريب ومساعدة العراقيين. وفي حين يتنافس السياسيون الشيعة على الدعوة لمقاومة الولايات المتحدة فإن الأكراد والسنة يدعمون بشكل عام وجود القوات الأميركية باستمرار، خوفاً من أن يكرر التاريخ نفسه.

وبعد أن سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق في عام 2011، استغل المتشددون انعدام الاستقرار السياسي الذي تلا ذلك ليكتسبوا قوة، حيث بلغ عدم الاستقرار ذروته عند استيلاء «داعش» على ثلث البلاد تقريباً. وعلى الرغم من أن «داعش» لم يعد يسيطر على أي منطقة، إلا أن بقايا الجماعة عادت إلى التمرد. ويحذر الحلبوسي، من انسحاب متسرع للقوات الأميركية، مستشهداً بخبرته كمحافظ سابق لمحافظة الأنبار، عندما شهد دور المخابرات الأميركية في محاربة «داعش».

ويقول: «لاتزال قوات الأمن العراقية لا تملك مثل هذه القدرات، فكيف يمكننا التخلي عن الولايات المتحدة، من سيساعدنا في هذا الصدد؟».

– بعد الانسحاب من الاتفاقية النووية

متعددة الأطراف لعام 2015 كثفت الولايات

المتحدة جهودها للضغط على طهران، من خلال

فرض العقوبات، وظلت الولايات المتحدة

تضغط بشدة على العراق لتقليص

علاقاته الاقتصادية مع إيران.

– يبذل المسؤولون العراقيون قصارى جهدهم لتجنب الانجرار إلى مواجهة محتملة بين واشنطن وطهران.

التعليقات معطلة.