قسم الصحه

خطة طوارئ صحية لمواجهة خطر اتساع رقعة الحرب في لبنان

وزير الصحة

وزير الصحة

فيما يبدو أن احتمال توسّع رقعة الحرب يسيطر في الأشهر الأخيرة في لبنان، خصوصاً في الأسبوعين الأخيرين مع اشتداد حدّة المعارك في الجنوب في مواجهة إسرائيل، تستعد البلاد لهذا الاحتمال عبر اتخاذ إجراءات طوارئ صحية وإقامة مراكز لإيواء النازحين ومساعدات غذائية. وفي سبيل الإعلان عن خطة الطوارئ الصحية، عقد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض لقاءً إعلاميًا، أطلع فيه الرأي العام على استعدادات الوزارة في حال تطور العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وفي حال توسعه إلى مناطق لبنانية إضافية. وفي إطار الخطة، وضعت الوزارة برامج بناء القدرات والتدريب والتجهيز للطوارئ ومركز التنسيق وإدارة شؤون النازحين من الأهالي، وخطة الإستجابة لمراكز الرعاية الأولية. هذا، على الرغم من الإمكانات الضئيلة المتوافرة. وإذ دعا الأبيض إلى وقف نار فوري وتجنيب المدنيين العزل والأبرياء والأطفال والنساء ويلات الحروب، أوضح أن وزارة الصحة العامة قامت منذ بدء العدوان، بإطلاق خطة طوارئ بهدف تهيئة القطاع الصحي في مجالات خمسة هي:
-إطلاق غرفة طوارئ صحية مهمّتها التنسيق بين مختلف الجهات الصحية الفاعلة من مستشفيات ومستودعات أدوية ومستلزمات وعاملين صحيين وفرق إسعاف، إضافة إلى جمع المعلومات والترصد واحتساب الموارد، سواءً كانت موارد بشرية أم أدوية ومعدات. -إعداد الكوادر البشرية في المؤسسات الصحية على أسس استقبال ومعالجة جرحى الحروب، والتأكّد من وجود خطط طوارئ في المستشفيات، خصوصًا في ضوء استخدام أسلحة جديدة يتقدّمها الفوسفور المحرّم دوليًا. -الإعداد اللوجستي عبر استقدام مستلزمات خاصة بالحروب وتوزيعها في المناطق، وبخاصة تلك المستهدفة، والتأكّد من وجود مخزون استراتيجي بدءًا من الأمصال والأكسجين والطاقة. -التنسيق بين الأجهزة والفرق الإسعافية العاملة المعنية بنقل المرضى والإستجابة للطوارئ، وإنشاء مركز متخصص في وزارة الصحة العامة مجهز بوسائل اتصالات متعددة. -وضع خطة خاصة لمعالجة آثار النزوح، وخصوصًا مع احتمالات تزايد الأعداد وتأمين علاجات وأدوية غسيل الكلى والسرطان والأمراض المزمنة من خلال الفرق والوحدات النقّالة.

وأشار وزير الصحة العامة إلى الرسالة التي تمّ توجيهها خلال مشاركة الوزارة في اجتماع منظمة الصحة العالمية في جنيف، والتي أكّدت فيها على ضرورة احترام الشرائع الدولية واتفاقية جنيف التي تحمي العاملين الصحيين والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف. وأسف لعدم ردع العدو عن ممارساته العدوانية تجاه هذه الجهات، رغم أن ذلك محرّم دوليًا. وتوجّه الوزير الدكتور فراس الأبيض إلى العالم قائلا: “بعد سقوط هذا العدد الكبير من الأبرياء، ولا سيما النساء والأطفال، ألم يحن الأوان بعد ليقول العالم كفى؟ أما آن للضمير والأخلاق أن تستيقظ؟ وحتى في عالم المصالح، أين تكمن المصلحة في أن تذهب المنطقة إلى صراع كبير يزيد الإحتقان والتوتر الدوليين ويضرّ بالإقتصاد العالمي بدرجة أكبر بكثير من تراجع هذا الإقتصاد حاليًا”. وختم قائلا: “أعان الله لبنان، وأهل لبنان، على تجاوز هذه المحن، وأؤكّد للبنانيين أن القطاع الصحي بإذن الله صامد وقادر على مواجهة هذه الأزمة كما صمد في كل الأزمات السابقة”.  وأوضح الوزير، أن ما لا يمكن التحضير له هو نوعية الإعتداءات، حيث تفوق الإعتداءات على غزة ما يمكن أن يتصوره العقل من همجية ووحشية. وتابع، أن نظامنا الصحي بدأ يتعافى من الأزمة التي مرّ فيها في السنوات الأخيرة، ويستطيع التصرّف بشكل جيد، مذكّرًا بأن النظام الصحي والإستشفائي في لبنان استقبل ليلة انفجار مرفأ بيروت 6 آلاف جريح، مثبتًا أنه يقدّم اللازم في أصعب الظروف.  من جهتها، أوضحت مديرة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة الدكتورة ندى غصن، أنه في الوزارة نظامين للتتبع والترصد. الأول نظام معلومات غرفة الطوارئ الصحية الذي يتابع يوميًا أعداد الضحايا بالتواصل مع المستشفيات وخدمات نقل الجرحى والضحايا، كما يتابع القدرة العلاجية من حيث الإبلاغ عن الأسرّة المتاحة ونقل الضحايا وتقييم المستشفيات، كما الاحتياجات من الأدوية والمستلزمات وتغطيتها من قبل الشركاء. ويتمّ توفير هذه المعلومات لغرفة الطوارئ الصحية بشكل يومي من خلال منصة إلكترونية لجمع البيانات ومتابعة المؤشرات اليومية. أما النظام الثاني، فهو نظام معلومات للنازحين اللبنانيين وترصد أمراضهم الإنتقالية من خلال الإبلاغ من المستشفيات والمراكز الصحية والمختبرات. كما يمكن لأي شخص أن يبلغ عن مرضه على الرقم الساخن 1787، وكذلك من البلديات والجمعيات غير الحكومية ومن خلال أي أخبار يتمّ بثها عبر “السوشيال ميديا”.  برامج بناء القدرات والتدريب كما تحدثت مسؤولة غرفة الطوارئ في وزارة الصحة العامة وحيدة غلاييني عن البرامج التي يتمّ تنفيذها في مركز عمليات الطوارئ، مشيرةً إلى برنامج التدريب على الإستجابة والاستعداد للطوارئ، ولا سيما التعامل مع الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً، وقد شمل التدريب 125 مستشفى وحوالى 3092 شخصًا بهدف تعزيز قدرات الإستجابة الطارئة في المستشفيات. وهذا التدريب مهّد لبرنامج ثانٍ يتعلق بإدارة حوادث الطوارئ داخل المستشفيات في حال ارتفع عدد الإصابات بشكل كبير جداً. وقد شمل هذا التدريب 118 مستشفى، بهدف وضع خطط لإدارة حوادث الكوارث الجماعية بما يتناسب مع بنيتها التحتية ومواردها. ولفتت مسؤولة غرفة الطوارئ إلى برنامج تدريب على الصحة النفسية للكادر التمريضي والأطباء، بما شمل 1800 ممرضة و160 طبيبًا و58 مستشفى، لتزويدهم بالمهارات الأساسية للتعامل مع الأزمات العافية واستراتيجيات الرعاية الذاتية في المناطق ذات الضغط العالي مثل أقسام الطوارئ والعناية المركزة. وتابعت غلاييني لافتة إلى برنامج تدريب إضافي على خدمات الطوارئ المتنقلة، بما في ذلك الصليب الأحمر اللبناني ووحدات الإطفاء وغيرهم. وأضافت أن خطط المستقبل تتمحور حول تدريب عملي على حالات الأمراض المنتشرة في سيناريوهات النزاع مثل العناية بالحروق وإدارة الصدمات، فضلاً عن مواصلة التدقيق باستعداد المستشفيات لإدارة حالات الوفيات الجماعية وتفعيل مراكز الحوادث والقيادة.  التجهيز للطوارئ بدوره، لفت رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة والمسؤول اللوجستي في غرفة عمليات الوزارة هشام فواز، إلى أن الوزير الأبيض أعطى منذ الدقيقة الأولى لبدء العدوان تعليماته بتوزيع أكثر من 50 طنًا من الأدوية والمستلزمات الموجودة في مستودعات وزارة الصحة العامة على 22 مستشفى حكوميًا وخاصًا من مستشفيات الجنوب الأكثر عرضةً للخطر ومستشفيات بعلبك الهرمل. أضاف، أنه منذ بضعة أيام تمّ توزيع 10 Trauma Kits من منظمة الصحة العالمية، وهي عبارة عن أطنان من الأدوية والمستلزمات المخصصة لمعالجة جرحى الحروب من ضمن معايير عالمية موحّدة. كذلك تمّ توزيع أدوية ومستلزمات وأكياس دم مقدّمة من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة Anera على عدد من المستشفيات، علمًا بأن هناك كميات موضبة في مستودعات آمنة للحاجة القصوى. وذكّر فواز بأن تغطية الجرحى تتمّ بتعليمات من الوزير الأبيض بنسبة مئة في المئة.  في مركز التنسيق ثم تحدث قاسم شعلان مدير وحدة إدارة المخاطر والكوارث في الصليب الأحمر اللبناني، عن المركز المشترك لدعم نشاط الهيئات الإسعافية، بما يحقق التنسيق والربط عبر الأجهزة اللاسلكية بين الجهات المعنية، لحسن الإستجابة وجعلها أكثر فعالية.  كما تحدثت لين سبليني من دائرة الرعاية الصحية الأولية، عن متابعة حركة النزوح واستهلاك الخدمات الصحية من قبل النازحين، ووضع آلية لتسهيل نقل الملف الطبي للنازحين الذين يعانون من أمراض مزمنة من مركز إلى آخر.وأكّدت وضع معايير لتصنيف مراكز الرعاية إلى مجموعات منخفضة ومتوسطة وعالية الخطورة، وتركيب برادات تعمل على الطاقة الشمسية في جميع المراكز بالشراكة مع منظمة يونيسف، وتحديد 13 مركز توزيع إحتياطي للدواء واللقاحات في المناطق كافة، ووضع خطة لاستمرارية عمل نظام المعلوماتية للمراكز في حال انقطاع الانترنت.