تساعد القيلولة لدقائق معدودة في اليوم على استعادة الطاقة والنشاط. لكن لا يقتصر دور القيلولة على ذلك، بل تلعب دوراً إيجابياً أيضاً في الحفاظ على وظائف الدماغ. هذا ما أكّدته دراسة جديدة بحسب ما نُشر في
كيف تؤثر القيلولة على الدماغ؟
قد نشعر في كثير من الأحيان بالتعب خلال النهار، وبرغبة بالقيام بقيلولة للشعور بتحسّن واستعادة النشاط. قد تكون هذه من العادات التي يلجأ إليها من هم أصغر سناً، إلاّ أنّها في غاية الأهمية في مختلف المراحل العمرية، ولا بدّ من التمسّك بها حتى في سن متقدّمة. فمن ضمن كافة الفوائد الصحية للقيلولة، لها أثر إيجابي على الدماغ. فبحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة لندن، يساعد الاعتياد على القيلولة في الحفاظ على صحة الدماغ والحدّ من المشكلات التي تحصل فيه مع التقدّم بالسن.
تناول الباحثون بيانات لـ 378932 شخصاً، واعتمدت تقنية تسمح بفحص 97 مستخلصاً من الحمض النووي، لتحديد احتمال اعتياد الأشخاص على اللجوء إلى القليلولة بانتظام. بفضل هذه التقنية، استطاع الباحثون أن يحدّدوا الأشخاص المعدّون جينياً للجوء إلى القيلولة، فيما قاموا في الوقت نفسه بفحص صحي لديهم. ولدى مقارنة من هم معدّون جينياً للجوء إلى القيلولة خلال النهار، وأولئك الذين ليسوا كذلك، تبيّن للباحثين أنّ من كانوا يلجأون إلى القيلولة تمتعوا بحجم أكبر للدماغ، وبالتالي يتميّزون بدماغ أصغر سناً بمعدل 2,6 إلى 6,5 سنوات أقل. لكن لم يجد الباحثون فرقاً من حيث الأداء، بين من يلجأون إلى القيلولة وأولئك الذين لا يفعلون، من حيث ردّة الفعل والمعالجة البصرية. في كل الحالات، تؤكّد هذه النتائج على فوائد القيلولة التي يمكن اللجوء إليها خلال النهار، بوجود علاقة بينها وبين الحجم الأكبر للدماغ. إنطلاقاً من ذلك، قد تكون للقيلولة أهمية في الحماية من الضمور الذي يحصل في الدماغ مع التقدّم بالسن، عبر التعويض عن النقص في النوم. أي أنّها يمكن أن تحمي من الخرف. فالقيلولة لها أثر إيجابي على الصحة عند اللجوء إليها بمعدل نصف ساعة في اليوم. ومثل هذه الدراسات يمكن ان يساعد في مواجهة الجدل الحاصل حول القيلولة والمخاطر المحتملة لها، التي يشير إليها البعض.