أعجزت “الجراثيم الخارقة” المضادات الحيوية كلها، لكن هناك خمسة بدائل طبيعية تستطيع مقارعتها.
وتوصَف الجراثيم الخارقة بأنها ظاهرة “مقاومة مضادات الحيوية” AntiMicrobial Resistance ، واختصاراً “إيه أم آر” AMR بمعنى أنها ميكروبات مستعصية على العلاج بواسطة المضادات الحيوية المختلفة، برغم جهود هائلة بذلت على مدار عقود طويلة لجعل تلك المضادات قادرة على مكافحة كل أنواع الجراثيم.
هناك سُبُل متنوعة لدعم الدفاعات والأسلحة الصحية والطبية في مواجهة الميكروبات المستعصية على مضادات الحيوية. ولكن، ثمة وسائل طبيعية، بعضها معروف منذ زمن طويل، يمكنها أن تشكل بدائل فاعلة عن المضادات الحيوية في مواجهة الجراثيم الخارقة.
في ما يأتي سرد عن خمس وسائل طبيعية تعمل في ذلك الإطار.
01- المركبات المستندة إلى النباتات. يتصدرها الثوم الذي اشتهر تاريخياً بقدرته في مكافحة الالتهابات التي تسببها الجراثيم المختلفة. وكذلك يُعرف عن زيت الصعتر بأنه فاعل ضد البكتيريا والتهاباتها. ويجب الحذر من استخدامه بصورة مباشرة على الجلد. ولقرون طويلة، استُخدمت الشعوب أنواعاً من العسل الذي يتكوّن في بطون النحل بالتفاعل مع النباتات، كمادة مطهرة ومضادة للبكتيريا.
02- النباتات الطبية. تتسم هذه الفئة باحتوائها مكونات مركبّة أثبتت فاعليتها ضد الجراثيم. يبرز بينها أ- زيت الأوريغانو الذي يحتوي مادة تسمّى “كارفاكول” carvacrol؛ ب – مستخلص التوت البري “كرانبيري” المشهور بصفاته المضادة للمواد المأكسدة والبكتيريا، خصوصاً الجراثيم التي تصيب الكلى والجهاز البولي؛ ج – صمغ الراتينج ، خصوصاً النوع المعروف باسم “مِرّه” Myrrh.
03- خلطات متنوعة أساسها البصل والثوم والخل والنبيذ وسائل الصفراء الذي يفرز من المرارة.
04- الوسائل الهجينة التي تجمع بين الطرق التقليدية ومضادات الحيوية الحديثة. يفيد مستخلص مصنوع من أحد أنواع اليرقات، في تعزيز عمل المضاد الحيوي “سبروفلاكسين” ciprofloxacin في مواجهة الجراثيم الخارقة.
05- ثمة مصادر أخرى متنوعة تفيد في مكافحة الجراثيم الخارقة يبرز بينها أ- صمغ “بروبوليس” المستخلص من النحل وأعشاشها. ب – الفطريات والطحالب من أنواع يعرف المتخصصون أنها تفيد في محاربة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
خلال العقود الثلاثة الأخيرة، تصاعد ميل في الطب الحديث للاستفادة من الطب التقليدي المتوارث لدى شعوب مختلفة. وتخوض الهند تجربة رائدة في ذلك المجال، إذ تقبَّل ممارسو الطب التقليدي فيها أن يجري تقييم أدويتهم وأساليبهم بواسطة تقنيات الطب الحديث ومقاربته. ويتولى تحالف من جامعات هندية بدعم من أكاديميات أميركية موثوقة، النهوض بأمر ذلك التقييم والتنسيق. والأرجح أن تطاول هذه المقاربة ظاهرة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. وقد لا تتأخر النتائج في الظهور.