شهد ملعب سانتياغو برنابيو وداعاً مؤثراً لأسطورة نادي إشبيلية وكرة القدم الإسبانية، خيسوس نافاس، الذي لعب آخر 25 دقيقة في مسيرته الاحترافية خلال المباراة التي جمعت فريقه مع ريال مدريد، وانتهت بفوز الأخير 4-2، وقبل انطلاق المباراة، احتفى عالم كرة القدم بمسيرة نافاس الاستثنائية في احتفال عاطفي حظي بتقدير الجميع.
مسيرة مليئة بالألقاب والتاريخ
يعتزل خيسوس نافاس البالغ من العمر 39 عاماً بسبب معاناته من مشاكل مزمنة في الفخذ، ليترك وراءه إرثاً ضخماً من 989 مباراة احترافية، منها 706 مع إشبيلية، وقد أضاف إلى خزانته 8 ألقاب مع النادي الأندلسي، و3 مع مانشستر سيتي، بالإضافة إلى حصيلة تاريخية مع المنتخب الإسباني تتضمن كأس العالم 2010، وبطولتي يورو 2012 و2024، ودوري الأمم الأوروبية 2023، كما يعتبر نافاس اللاعب الأكثر تتويجاً بالألقاب في تاريخ كل من إشبيلية والمنتخب الإسباني.
تكريم استثنائي في البرنابيو
قبل بداية المباراة، قدم لاعبو ريال مدريد ممر شرفي تكريماً لِخيسوس نافاس، في مشهد مؤثر، حيث تسلم القميص الموقع من قائد الفريق لوكا مودريتش وسط تصفيق حار من جماهير البرنابيو، تلك اللحظة التي شهدت تصفيقاً من لاعبي الفريقين كانت تعبيراً عن الاحترام والتقدير لمسيرة نافاس الطويلة.
في الدقيقة 65، دخل نافاس إلى أرض الملعب عندما كان إشبيلية متأخراً 4-1، ليكمل آخر 25 دقيقة في مسيرته على أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، وعلى الرغم من خسارة فريقه، كانت تلك الدقائق بمثابة وداع مؤثر لقائد إشبيلية التاريخي، وبكى نافاس بعد صافرة النهاية متأثراً بعاطفة اللحظة التي كانت بمثابة نهاية لفصل طويل وناجح من مسيرته.
تصريحات من القلب بعد الوداع
في المقابلة التي أعقبت المباراة، عبر نافاس عن مشاعره، قائلاً: “في الدقيقتين الأخيرتين، كنت عاطفياً للغاية، أنا مرتاح لأنني أعلم أنني بذلت قصارى جهدي وأسعدت الكثير من الناس، شكراً لريال مدريد والملعب وجماهيرهم على المودة المذهلة، لقد كان الأمر ساحقاً”.
وكانت مباراة نافاس الأخيرة على ملعب رامون سانشيز بيزخوان أيضاً مليئة بالذكريات، حيث لعب 70 دقيقة في آخر ظهور له على ملعبه، ليصبح مجموع مبارياته في الدوري الإسباني على هذا الملعب 265 مباراة، وهو رقم يتفوق عليه فقط راؤول غونزاليس في عدد المباريات على ملعب واحد.
احتفال رسمي في إشبيلية
وأعلن نادي إشبيلية عن إقامة حفل وداع رسمي لخيسوس نافاس في 30 كانون الأول (ديسمبر) في ملعب رامون سانشيز بيزخوان، ليكون وداعاً مناسباً لأحد أبرز الشخصيات في تاريخ النادي.
خيسوس نافاس، الذي بدأ مسيرته في أكاديمية إشبيلية، يعد من أبرز الأسماء في تاريخ النادي، وكان ظهوره الأول مع الفريق في عام 2003، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد أبرز اللاعبين في النادي الأندلسي، حيث ساهم في فوز إشبيلية بأربعة ألقاب في الدوري الأوروبي، ما جعله رمزاً حقيقياً للنادي.
بعد 14 عاماً مع إشبيلية، انتقل نافاس إلى مانشستر سيتي في 2013، حيث أضاف إلى سجل إنجازاته فوزاً بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم وكأس الرابطة مرتين، ورغم النجاح في إنكلترا، عاد نافاس في 2017 إلى إشبيلية ليظل في قلب النادي حتى اعتزاله.
الوداع الأخير
يترك خيسوس نافاس كرة القدم كأحد أكثر اللاعبين تواضعاً واجتهاداً في تاريخها، فهو ليس فقط لاعباً رائعاً فحسب، بل أيضاً رمز للولاء والشغف الذي لا يعد ولا يحصى، وباعتزاله، يختتم نافاس فصلاً غير عادياً في تاريخ كرة القدم الإسبانية، لكن إرثه سيظل حياً في قلوب عشاقه وفي جدران النادي الأندلسي.