دبلوماسي سابق: روسيا تواجه فوضى داخلية

1

قال دبلوماسي روسي استقال بسبب الغزو الذي شنه الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا وضع روسيا على طريق الفوضى الذي قد يطيح بزعيم الكرملين أو يشعل حرباً أهلية أو حتى يفكك البلاد في نهاية المطاف.

واستقال بوريس بونداريف، المستشار في بعثة روسيا الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، في مايو (أيار) لأنه شعر بأن الحرب أظهرت مدى القمع الذي وصل إليه بلده.

وفي مقال من 6500 كلمة انتقد فيها روسيا في عهد بوتين، قال بونداريف إن الدولة ابتليت بمن وصفهم بأنهم “مؤيدون” متملقون، مما أعطى بوتين فرصة اتخاذ قرارات كبيرة في بيئة لا يسمع فيها سوى نفسه.

وأضاف بونداريف، الذي عمل في وزارة الخارجية من 2002 إلى 2022، في مقال بمجلة فورين أفيرز “إذا طُرد بوتين من منصبه، فسيكون مستقبل روسيا غامضاً للغاية. من المحتمل أن يحاول خليفته الاستمرار في الحرب، خاصة أن مستشاري بوتين الرئيسيين ينحدرون من الأجهزة الأمنية. لكن لا أحد في روسيا يتحكم في منصبه، لذلك من المحتمل أن تدخل البلاد فترة من الاضطراب السياسي. وقد تنزلق حتى إلى فوضى”.

ولم ترد وزارة الخارجية حتى الآن على طلب للتعليق على مقال بونداريف. ورفض الكرملين مثل هذه الآراء ووصفها بأنها معيبة بشدة وقال إن شعبية بوتين تم إثباتها مرارا من خلال صناديق الاقتراع.

وقال بوتين يوم الجمعة إنه ليس نادماً على “العملية العسكرية الخاصة” التي وصفها بأنها معركة وجود مع الغرب العدواني والمتغطرس والذي يتهمه بالسعي وراء تدمير روسيا وتقسيمها.

لكن بعد ما يقرب من ثمانية أشهر على بدء الحرب التي أدت إلى أكبر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، لم تتحقق حتى أهداف روسيا الأساسية.

انهيار روسيا؟

بونداريف، الذي يصور نفسه على أنه “دبلوماسي في المنفى” نزل من “القطار المجنون”، هو ابن خبير اقتصادي في وزارة التجارة الخارجية ومعلمة للغة الإنجليزية في معهد الدولة للعلاقات الخارجية في موسكو.

ويوضح بالتفصيل كيف تتم مكافأة الدبلوماسيين الذين يرسلون برقيات إلى موسكو يختلقون فيها أموراً تدعم الدعاية الروسية.

وقال بونداريف “الدبلوماسيون الذين يختلقون هذه الأمور يلقون استحسان رؤسائهم وتزدهر حياتهم المهنية”.

وأضاف “لقد أرادت موسكو أن يتم إخبارها بما تأمل أن يكون حقيقياً – وليس ما كان يحدث بالفعل. لقد تلقى السفراء في كل مكان الرسالة، وتنافسوا على إرسال أكبر عدد من البرقيات”.

وأشار إلى أن أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا سيمنح بوتين الوقت الذي يحتاجه.

وأوضح “أي وقف لإطلاق النار سيعطي روسيا فرصة لإعادة التسلح قبل الهجوم مرة أخرى. هناك شيء واحد فقط يمكن أن يوقف بوتين حقاً، وهو الهزيمة الشاملة”.

لكن بونداريف حذر أولئك الذين يحلمون بانفجار روسيا داخليا قائلاً إنه يجب عليهم التفكير في العواقب.

وقال: “قد يتحد الروس خلف زعيم أكثر عدوانية من بوتين، مما يؤدي إلى حرب أهلية، أو عدوان خارجي أكبر، أو كليهما”.

وأشار بونداريف إلى أن الإهانات التي عانى منها الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 يجب أن تكون درساً للغرب.

التعليقات معطلة.