في السنوات الأخيرة، ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان القولون لدى فئة الشباب. وقد حيّرت هذه المسألة العلماء، وحفّزتهم على البحث عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، فظهر في دراسة جديدة سبب قد يقدّم تفسيراً لانتشار الورم الخبيث في القولون  قبل الـخامسة والثلاثين، بحسب ما نشر في “نيويورك بوست” nypost أخيراً.

ورم خبيث في أمعاء شابة

لقد كشفت الدراسة الحديثة المشار إليها آنفاً عن ثلاثة عوامل خطر ترتبط بانتشار الورم الخبيث في أمعاء الشباب، وهي:
– النقص في الكالسيوم بسبب قلّة تناوله من مصادره المختلفة. ويعتبر هذا الأمر هو السبب الأساسي وعامل الخطر الأكثر أهمية في ظهور هذا النوع من السرطانات. ويرتبط نقص الكالسيوم بخُمس الوفيات التي يُحدثها سرطان القولون في أوساط الشباب من المُصابين به.
– استهلاك الكحول. ينظر إلى هذا العنصر بوصفه أهمّ عوامل الخطر المسبّبة لتلك الظاهرة.
– السمنة. ثمّة رابط واضح بين زيادة الوزن وارتفاع معدّلات الإصابة بسرطان القولون في سنوات الشباب.
وقبل أسبوعين تقريباً، رصدت دراسة علمية موثقة العلاقة بين تناول كوب حليب في اليوم وانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون، خصوصاً لدى النساء.

[انظر “النهار”، مقال بعنوان “الحليب يحمي من سرطان الأمعاء لكنّ مشروباً آخر يعاكس تلك الفائدة”]
أرقام الوفيات الشابة مقلقة ومفاجئة

اعتاد الورم الخبيث للقولون على أن يضرب الأجساد المتقدّمة في العمر، ثم صار ينتشر بين الأجيال الشابة المعاصرة. يرافق ذلك النوع من الورم الخبيث مجموعة من الأعراض التي تشمل النزيف من الشرج، وآلام البطن المبرحة، والتغيّر في عادات التغوّط، وفقدان الوزن، وفقر الدم والوهن.

في الدارسة الحديثة المشار إليها في مستهلّ المقال، أظهرت أرقامٌ، نشرتها مرجعيات علمية عالمية، أن الإصابة بسرطان القولون لدى من هم دون الـ35 سنة قد تضاعفت بين عامي 1990 و2019. وبالأرقام، ارتفعت تلك الإصابات من 21,874 إلى  41,545 إصابة. ولوحظ أن ذلك الارتفاع طاول الرجال أكثر من النساء. ووفق تلك الأرقام، ظهر ارتباط بين ارتفاع معدّلات الوفيات بسرطان القولون ضمن تلك الشريحة العمرية، مع انخفاض استهلاك الكالسيوم والحليب، وزيادة استهلاك الكحول وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.

وفي مسار متّصل وغير متوقع، تبيّن أن التدخين وقلّة ممارسة الرياضة  أثّرا بشكل أقلّ في الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان القولون. وكذلك تقصّى العلماء العلاقة بين هذا النمط من الورم الخبيث وبين كثرة استهلاك الأطعمة المصنّعة واتباع أنظمة غذائية معيّنة.