عندما يكون المريض المتعرض لإصابة في الدماغ غير مستجيب، عادة ما يلجأ الأطباء إلى بعض الاختبارات الأساسية لمعرفة ما إذا كان واعياً بعض الشيء، بحسب مقال نشر في “ان بي سي نيوز”. ومن ضمن هذه الاختبارات: مناداة اسمه، أو التصفيق بالقرب من أذنه أو إدخال قطعة قطن في أنفه. ويُعتقد أن أولئك الذين لا يستيقظون غالباً ما يكونون قد فقدوا وعيهم. لكن دراسة حديثة أشارت إلى أن ربع المرضى المصابين في الدماغ الذين لا يستجيبون جسدياً للأوامر، في الواقع يستجيبون عقلياً. ونُشرت النتائج هذا الأسبوع في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية. وشملت الدراسة 353 مريضاً يعانون من إصابة في الدماغ. وتنوعت مصادر هذه الإصابات من الحوادث إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ومن بين هؤلاء المرضى، تم تشخيص 241 مريضاً على أنهم في غيبوبة أو في حالة إنباتية (خاملة) أو لديهم الحد الأدنى من الوعي فقط. وأعطى الباحثون للمرضى أوامر شفهية، مثل الطلب منهم أن يتخيلوا أنفسهم يسبحون أو أن يفتحوا ويغلقوا أيديهم. بالنسبة لـ60 مريضاً من أصل 241 مريضاً، كان هناك دليل على أنه لا يزال بإمكانهم أداء تلك المهام في رؤوسهم وهذا ما يعرف بـ”الوعي الخفي”. وتشير النتائج إلى أن الوعي الخفي أكثر شيوعا مما كان يُعتقد. وقالت كارولين شناكرز، المديرة المساعدة لمعهد كاسا كولينا للأبحاث، التي تدرس الظاهرة نفسها ولكنها لم تشارك في الدراسة: “إنها نتيجة مذهلة ومخيفة في آن”. وتابعت: “الفكرة مقلقة للأطباء بأن الكثير من المرضى يمكن أن يكونوا قادرين على الاستجابة لبيئتهم على الأقل، ولكن لا يتم إعطاؤهم الأدوات المناسبة للقيام بذلك”. ووفق “ان بي سي نيوز”: “تقدم النتائج أملاً في توفير علاجات معينة للمرضى في المستقبل. أما في الوقت الحالي، فالخيارات محدودة”.
التعليقات معطلة.