“آخر الليل: هدوء، قلق، تفكير، سرحان، دموع، ولا ضوء إلا إنارة شاشة الهاتف”.
قد لا يَعلم نواف، الذي كتب هذه الكلمات في حسابه على “تويتر”، أن تلك المشاعر المُحبطة التي تُسيطر عليه، ربما يكون سببها استخدام الهاتف في ساعة ما قبل النوم.
وفي الوقت الذي تتعدد فيه الدراسات التي تتناول مخاطر استخدام الهاتف قبل النوم على صحة الإنسان، ذهبت دراسة حديثة لتؤكد أن هذه العادة تعد من السلوكيات المدمرة لصحة الإنسان النفسية، والتي قد ترفع من احتمال الإصابة بمراض الثنائية القطبية أو الاكتئاب أو الاضطرابات العصابية.
واعتمدت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة غلاسكو الاسكتلندية، على قياس مدى الرفاهية النفسية للذين يستخدمون الهاتف قبل النوم، ووجدت أن الآثار النفسية السيئة التي تعترض كثير من الأشخاص سببها الاضطراب الذي يطرأ على عمل الساعة البيولوجية عند الإنسان، والتي تتأثر بعوامل منها استخدام الهاتف قبل النوم.
ورأى رئيس الباحثين في الجامعة دانيال سميث أن من يعانون من نوم سيء هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات والاكتئاب، لكونهم ينشغلون في أوقات متأخرة من الليل في أنشطة منها تصفح الإنترنت أو شرب الشاي، وهي التي تؤكد حجم الآثار السلبية لاستخدام الهاتف في هذا الوقت على الصحة النفسية والعقلية. وقال سميث: “إن الساعة العاشرة مساءً هي أفضل وقت لإنهاء استخدام الهاتف، إضافة إلى ممارسة الأنشطة الصباحية التي تضبط الساعة البيولوجية”.
وتداولت صحيفة “مترو” البريطانية، الدراسة الأخيرة، وقالت إن ذلك يعني أن “متابعة مواقع التواصل الاجتماعي في ساعات متأخرة ليلاً، من بين السلوكيات السلبية التي تساهم في حدوث اضطرابات النوم، وبالتالي حدوث خلل في إفراز الهرمونات، الأمر الذي قد يُوقع الإنسان عرضةً للتغيرات النفسية”.
في حين كتبت الأخصائية الاجتماعية نورا عبر حسابها على “تويتر”: “إن دراسة في جامعة مردوخ في أستراليا، فحصت تأثير استخدام الهاتف ليلاً قبل النوم على الصحة العقلية، توصلت إلى وجود صلة بين ذلك السلوك والمزاج المكتئب وانخفاض تقدير الذات وانخفاض قدرات التأقلم”.
وكان البروفيسور مارك كروبلي قد نصح في مقالٍ له في صحيفة “ذا صان” البريطانية، أن يتبع الأشخاص روتيناً جيداً قبل النوم، وهو الذي قد يحد من مشكلات التعرض لنوبات الاضطراب أو الاكتئاب، ومنها ما هو متعلق بعدم استخدام الهاتف في الساعة الأخيرة قبل الخلود إلى النوم.
جهاد عويص