درجال يعترض – حسين الذكر
اتصلت بي احدى القنوات للتعبير عن حزني اثناء مشهد التشيع ونحن نودع نجم عراقي جديد في عداد ( مقاتل كورونا ومذبح الجائحة ) .. وقد قلت باسى : ( في وقت ينهمر الدمع العراقي عامة ونعيش لوعة نزف الدم غصة بعد غصة من علي هادي الى احمد راضي .. وها نحن نشد الرحال لنواري الثرى لوجه باسم وصوت هادر لطالما ادخل السرور في قلوب العراقيين .. فما زال دم هادي وراضي اخضر وما زالت الصدمة غير مفهومة ولم نعي حقيقة ان الموت غيب عنا اعز احبائنا .. بعد ان وحدتنا الفرحة الرياضية من قبل تحت وقع الرصاص والدم وتمزيق الجسد العراقي بسنوات خلت ، واذا بابطال اسيا 2007 يصنعون المفاجئة وينورون صفائح التاريخ بمجد بلغ حد الاعجاز في التعبير ورص الصفوف ووحدت الكلمة برغم كل ماساة الواقع الدامي آنذاك .. اليوم كما في توديع (هادي وراضي) .. نعيش وحدت الكلمة في حزن عام ونحن نواري الثرى نجم ورمز رياضي سبق له ان وحد المواقف الجماهيرية بمحطاته الكروية المتعددة ..
مع ان نفسي لم تستقر وعيني لم تغمض في ليل وحشة الكابتن شاكر الا اني سارعت لكتابة بوست نعيت فيه نجمنا الكبير متسائلا عن حقيقة ما سميته بمقتل النجوم .. مستغربا ما يحدث من تفرد لموتهم فيما لم نسمع مثله باي دولة أخرى .. ومع اننا نعيش وجع مرارة المؤامرات التي تحيق بنا لذا طرحت سؤال عما يحدث وهل هو (امر دبر بليل) .. في جملة لا اتهم ولا استهدف بها احد سوى الاستفسار واستنهاض كل الملفات والعيون لغرض تحري الحقيقة . فلا يمكن ان تكون كورونا قد ولدت لموت العراقيين فقط ..
بعد دقائق من نشر بوستي اتصل بي الوزير الكابتن ( عدنان درجال ) مستفسرا عن مقاصدي في ( امر دبر بليل ) وطالب التوضيح او إمكانية الغاء الجملة المثيرة للشك اذ انها تحمل عدة وجوه للتفسير .. وبعد اخذ وعطاء في الموضوع وأمور أخرى .. على عجالة سمح بها وقته المضغوط في عراق مضغوط .. احسست بدموع وحزن الكابتن على رحيل اخوته وزملائه من صناع المجد فقد بدى متاثر حد الصدمة بوفاة ناظم شاكر .. كما احسست بمرارة كلماته وهو يعاني وسط بيئة عراقية صعبة ورياضية اصعب سيما وهناك الكثير من الملفات الضاغطة وبعضها اصبح يستهدف مباشرة لكل ملف وخطوة إصلاحية رياضية او شبابية بل وتعدى الامر الى استهداف شخصي للوزير درجال بشكل غير مبرر لم تسلم منه حتى الهيئة التطبيعية التي تشكلت بقرار دولي لغرض الإصلاح بعد ان بلغت بيئتنا وبيتنا الكروي ما بلغته ..
اثناء محنة التشيع اتصل بي الكابتن أنور جسام حزينا باكيا وهو يودع ابناءه اللاعبين الواحد تلو الاخر وقد بدى منكسرا على ما يحدث.. مطالبا كتابة عمود عن ضرورة تفعيل قانون الرواد الذي يحمل الكثير من الإيجابيات المعطلة التي لم يعمل بها حتى الان .. اذ اقتصرت تطبيقاته على المنح الشهرية وان كانت بشكل متقطع .. فيما تم التغاضي عن تطبيق وتفعيل مادة علاج الرياضيين داخل وخارج العراق التي يمكن ان ينجينا من ويلات ما تعرضنا له .. وما زالت فيه دموعنا نازفة على من فقدناهم وهم في رضوان الله ورحمته ..