حذرت وزارة الصحة من استمرار عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية الخاصة بفايروس الحمى النزفية، مؤكدة أن تأخر الكشف عن الإصابة يفاقم خطورتها. وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، إن “العراق يسجل أعدادا غير مسبوقة لإصابات الحمى النزفية منذ تسعينيات القرن الماضي”.
وأضاف البدر، أن “الإجراءات الوقائية ما زالت دون المستوى المطلوب”، وتحدث عن تسجيل نحو 300 إصابة بالحمى النزفية منذ بداية العام الحالي، أدت 55 منها إلى الوفاة”، مؤكداً ان “محافظة ذي قار تتصدر عدد الإصابات والوفيات”.
وأشار، إلى أن “دور وزارة الصحة بكل وضوح هو تشخيص الحالات وتقديم الرعاية الطبية بالرغم من خطورة هذا المرض ونسبة الوفيات العالية فيه، لكن نصف الاصابات او أكثر قد تماثل أصحابها إلى الشفاء وغادروا المؤسسات الصحية”.
وبين البدر، أن “من واجبات الوزارة ايضاً، التثقيف والتوعية الصحية للتنسيق مع الجهات الداعمة ممثلة بوسائل الاعلام”.
وأردف، أن “متابعة الحشرة الناقلة للفايروس (القراد)، هي من مهمة وزارة الزراعة”، وتحدث عن “لجان مشتركة مع الزراعة كون المرض هو مشترك بين الانسان والحيوان”.
وأوضح، أن “رسالة نوصلها إلى العراقيين بأن التأخر في الكشف عن الإصابات بالحمى النزفية يؤدي إلى نسب عالية من الخطورة وصولاً إلى الوفاة”.
ومضى البدر، إلى أن “استمرار عدم الاكتراث بالإجراءات الوقائية سيجعلنا أمام خطر كبير، واتساع في عدد الإصابات وصولاً إلى حالة التفشي”. وقالت عضو الفريق الاعلامي الطبي لوزارة الصحة ربى فلاح ان “فايروس الحمى النزفية متوطن في العراق منذ سبعينيات القرن الماضي، ونحن نسجل الإصابات بشكل مستمر، لكنها كانت محدودة، وفي فترة ما وصلت إلى حالة واحدة في السنة، أما هذه السنة فقد ارتفع عدد الإصابات”.
واضافت فلاح، أن “هذا الفايروس لا يقارن بفايروس كورونا، لكننا أيضا لا نقلل منه ولا نهول، فهو خطير ومعدٍ وواسع الانتشار، لذا ينبغي الالتزام بإجراءات الوقاية منه”.
وبينت أن “الفايروس ينتقل عن طريق حشرة القراد، ومن الممكن أن تكون هذه الحشرة مصابة بهذا الفايروس وتلدغ الحيوان فتنقل له المرض، بالتالي ينتقل للإنسان، لأنه مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، كما أنه يمكن انتقاله من الإنسان المصاب لشخص سليم”.
وكان مدير شعبة السيطرة على الأمراض الوبائية في ذي قار حيدر حنتوش، قد ذكر في وقت سابق ان “الموقف بشأن الحمى النزفية في المحافظة خطير للغاية، وذي قار تتصدر المحافظات العراقية سواء على صعيد عدد الإصابات أو الوفيات”.
وتابع حنتوش، أن “الإصابات بدأت بالتصاعد منذ منتصف العام الماضي، وهذا أمر يستدعي التدخل السريع من مختلف الجهات ذات العلاقة، لاسيما في محافظة ذي قار”.
وحذر، من “استمرار تفشي المرض لاسيما خلال موسم الأعياد الذي يكثر فيه نحر الاضاحي، وبالتالي ينبغي الالتزام بالإجراءات الوقائية بشكل حرفي لتلافي خطورة الموقف وبخلافه فأن الاصابات يمكن أن تخرج عن السيطرة”.
وكانت وزارة الصحة قد ذكرت في وقت سابق ان حالات الإصابة بالحمى النزفية محدودة وتحت السيطرة وتتم متابعتها مع التأكيد على الالتزام بالتوجيهات الصحية، داعية وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الى نشر التثقيف والتوعية الصحية عن المرض وطرق انتشاره والوقاية منه وعدم تناقل الاخبار والمعلومات من غير مصادرها المعنية المخولة.