تشكل دوالي أوردة الساقين varicose veins  حالة طبية معروفة وشائعة وواسعة الانتشار، وغالباً ما تُنسب إلى عوامل كالتقدم في العمر والحمل والسمنة وغيرها.

وقد تظهر تلك الدوالي على هيئة أوردة زرقاء ترتسم بأشكال كبيرة ومتعرجة على الساقين. وكذلك قد لا يزيد أمرها عن مجرد مشكلة تجميلية بسيطة، وفق ما يعتقده كثيرون. ولكن، قد تضحي دوالي السابقين مصدراً للآلام وترافقها أعراض شديدة، وفق تقرير ورد في صحيفة “هفنغتون بوست”  Huffington Post.

واستطراداً، قد تصبح هذه الحالة الطبية خطيرة إذا تركت من دون علاج، وربما تؤدي إلى مضاعفات خطرة مثل جلطات الدم أو تقرحات الجلد فتستدعي تدخلاً طبياً.

ما أعراض دوالي الساقين؟

في بعض الأحيان قد تكون الدوالي غير ظاهرة. وحينئذ، تبرز بعض الأعراض على الساقين وتدل على ضرر أساسي لحِقَ بالأوردة على غرار:
– الثقل
– التورم
– الألم
– ظاهرة تململ الساقين
وكذلك قد تفضي هذه الأنواع من مشاكل الأوردة  إلى تقلصات ليلية في الساقين مع مكابدة الإرهاق، ما يؤثر على النوم ونوعية الحياة.
وتختلف الدوالي عن الحالة المسمّاة “أوردة العنكبوت”  Spider veins التي تمتاز بحجمها الصغير فتكون رفيعة تشبه الشبكة، وغالباً ما تظهر على سطح الجلد.
وفي العادة، تمثّل “أوردة العنكبوت” مشكلة تجميلية، لكنها قد تأتي أحياناً كإنذار مبكر عن تضرر الأوردة، خصوصاً إذا رافقتها آلام في القدم.

ما هي أسباب دوالي الساقين؟

يتعلق ظهور الدوالي لدى الفرد بعدم عمل الصمامات الموجودة في الأوردة مما يزيد الضغط  داخلها، مع ملاحظة أنها أوعية رقيقة لا تملك الصلابة والمرونة التي تتمتع بها الشرايين. وتحت تأثير ذلك الضغط الزائدة، يحدث تمدد  وتضخّم في الأوردة.
وتدريجاً، تضعف الصمّامات الداخلية للأوردة بتأثير استمرار الضغط الداخلي. ويشرع الدم في التدفق إلى الخلف، بدل استمراره في السير صعوداً من الساقين إلى القلب. ويتجمع في مجموعة من الأوردة التي تتزايد وتنتفخ وتتلوى وتتشابك وتتخذ الشكل المعروف لدوالي الساقين.

وتوضيحاً، ثمة عوامل كثيرة تساهم في أن يؤدي الضغط الزائد داخل أوردة الساقين إلى ظهور تجمعاتها على هيئة الدوالي المتشابكة. وتشمل تلك العوامل:
– الوراثة
– الجنس. ويشير ذلك إلى أن النساء أكثر عرضة لمعاناة هذه الحالة.
– التغيرات الهرمونية الناجمة عن الدورة الشهرية، وسائل منع الحمل، وعلاجات التلقيح الصناعي، والحمل وانقطاع الطمث وغيرها.
– الحمل. إذ قد تظهر الدوالي خلال الأشهر الثلاثة الأولى منه.

– التقدم في العمر
– طريقة العمل أي الجلوس أو الوقوف لأوقات متواصلة
– الوزن الزائد في الجسم أو السمنة
– السفر الجوي المتكرر
– التدخين
– الإصابة السابقة في الساق كالكسور أو الأجسام المعدنية أو الشظايا وغيرها

وتكراراً، إن دوالي الساقين ليست في ذاتها مرضاً يهدد الحياة أو أطراف الجسد، ولكن يمكن قد تؤدي إلى حدوث جلطات دموية لدى كثير من الناس.

ما هي سُبُل الوقاية من ظهور دوالي الساقين؟

لا يمكن تغيير الجينات أو إيقاف الشيخوخة، ولكن يوجد طرق للحفاظ على صحة الأوردة من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي ونشط من خلال:

– المشي
– السباحة
– اليوغا
– أخذ فترات راحة للتمدد أو التحرك بعد أوقات طويلة من الجلوس أو الوقوف
– رفع الساقين أثناء الاسترخاء
– الامتناع عن التدخين
– الحفاظ على وزن صحي
– ارتداء الجوارب الضاغطة يساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل التورم

كيف تعالج دوالي الساقين؟

يجري تقييم المرضى عبر الفحص البدني والموجات فوق الصوتية، ما يسمح للأطباء بإلقاء نظرة على الأوردة العميقة والسطحية ومعرفة أي منها قد يسبب الدوالي.
إن اتخاذ كل التدابير الوقائية يساعد في تأخير انتشار الدوالي أو تقليلها مع مرور الوقت. ولكن يوجد عدد من خيارات العلاج التي تشمل:

– الإجراءات الجراحية البسيطة التي تساعد على إغلاق الأوردة التالفة، ما يؤدي إلى تدفق الدم عبر الأوردة الأكثر صحة.
– استئصال الأوردة عبر جراحة ليست بالكبيرة، لكنها تقتصر على إزالة الأوردة الظاهرة تحت سطح الجلد مباشرة
– العلاج بالليزر   
– العلاج بالاستئصال الحراري. ويشمل وضع مصدر للحرارة داخل الأوردة الكبيرة وإزالة شبكاتها من الداخل إلى الخارج. وقد تستلزم هذه العملية إجراء تخدير موضعي.
– الاستئصال بموجات الراديو المركزة

–  حقن مواد طبية تعمل على إغلاق الأوردة

وأخيراً، إن علاج الأوردة لا يطبق على من يعانون آلامها، بل ربما يُجرى لأسباب تجميلية أيضاً.