دورات إعلاميَّة متخصصة لتطوير الصحافة النسويَّة

1

  عذراء جمعة – سندس عبد الوهابتفاجأت الطالبة الجامعية في كلية الإعلام مروة كمال عند دعوتها من قبل منظمة {انترنيوز} لحضور دورة خاصة عن صحافة البيانات، لأنها ما زالت طالبة، فضلا عن أن الموضوع جديد ولا تعرف عنه معلومات كافية، الا أن بعد مشاركتها وانتهاء الدورة تمكنت من جمع معلومات كافية عن الموضوع من خلال المحاضرات التي تلقتها والمناقشات التي دارت بينها وبين المتدربات معها والمدرب، ولكون الدورة تخللها الكثير من الدروس العملية، فهذا الامر يقودنا الى سؤال مهم هو، الى أي مدى تسهم الدورات الصحفية في تطوير الصحفيات العراقيات؟.تقول المديرة الاقليمية لمنظمة {انترنيوز} سوزانا فيشر في حديثها: نحن نعمل على مشاريع تركز بالدرجة الاساس على الجندر والمساواة بين الرجل والمرأة، ومساعدة المرأة في اتخاذ القرار، وأن يكون لها دور كبير في بناء المجتمع، لا سيما أن المنظمة تضم العديد من المشاريع للصحفيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان في عدد من الدول العربية، ولا تقتصر على العراق، ومنها الاردن وتونس والمغرب ولبنان، منوهة بأن اعتزازي وحبي للعراق ليس حديثا او خلال تسنمي مهام المنظمة وانما بدأ ما بعد تحرير العراق عام 2003، اذ كان لي حضور وتواجد في العراق وله مكانة خاصة من خلال عملي لسنوات عدة فيه، مشيرة الى أنها قابلت العديد من النساء في مجالات مختلفة، تميزن بالقوة والشجاعة في مسيرتهن وتحملن العديد من المصاعب وواجهن التحديات بالثبات والاصرار والعزيمة، ولهن دور كبير وفعال في بناء المجتمع وهذا ما لاحظته اثناء عملي وتواجدي في العراق، لافتة الى أنه ومن خلال منبر الصحافة اوجه شكري وحبي الى نساء العراق وتحية لهن، كونهن يستحقن أفضل المناصب القيادية خصوصا في المؤسسات الإعلامية، ويجب اعطاؤهن المجال بما يليق بهن.مشاريعواكدت أن عمل المنظمة بشكل عام في عموم الدول العربية يعتمد على إقامة المشاريع والورش التدريبية للصحفيات والصحفيين والناشطات والمدافعات عن حقوق الانسان، مبينة قبل البدء بالمشروع نعمل بحثاً معمقاً لمعرفة مدى ملاءمته وتقبله في المجتمع، خصوصا إن لكل دولة وضعاً خاصاً يختلف عن مثيلاتها، موضحة وجدنا في العراق حاجة كبيرة في مساعدة النساء بشكل عام والصحفيات بشكل خاص في المؤسسات الاعلامية بسبب عدم اعطائهن مكانة بارزة، ولا يسمح لهن بأخذ مناصب قيادية ولا يكون لهن دور مؤثر في المجتمع.ولفتت فيشر الى كيفية اختيار المشاريع وتطبيقها على مستوى الوطن العربي ومنها العراق، اذ يوجد الكثير من المشاريع على مستوى العالم اثبتت نجاحها يتم تطبيقها من خلال الدورات والورش التدريبية في مشاريع المنظمة بعد أن تتم دراسة الموضوع بشكل جيد ومعمق والبحث عنه، ومنها صحافة الموبايل و صحافة البيانات، منبهة الى أن المشاريع المستقبلية التي نسعى الى التحضير لها في الوقت الحالي والعمل عليها وتطبيقها في الفترة المقبلة تختص بمجال البيئة وربطها بالمرأة، مبينة أن الخبيرة التي تعمل في تقييم المشاريع الخاصة بالمنظمة اشادت بشكل كبير بنجاح مشروع {أصواتنا} في العراق ويعد أفضل تقييم وهذا يعد انجازاً كبيراً للمنظمة.تقديم النصائحوحددت مديرة برنامج شمال افريقيا والشرق الأوسط في منظمة {انتر نيوز} مريم البحري في حديثها لـ {الصباح} المشاريع المهمة التي عملت عليها في العراق ومنها مشروع {أصواتنا} الذي يستمر لغاية منتصف هذا العام والذي بدأ العمل فيه عام 2019 ويعد من المشاريع الناجحة والمتميزة، منوهة بأن المنظمة تم انشاؤها في العراق عام 2017 وكان لها حضور في العاصمة بغداد منذ عام 2012، ولدينا تمويل مستمر للمشاريع من جهات في اميركا واوروبا، مضيفة: إن ما يميز عملنا عن غيره انه لا يقتصر على تدريب الصحفيات والناشطات والمدافعات عن حقوق الانسان وغيرهن ويتوقف الامر بعد انتهاء الورشة او الدورة التدريبية، وانما يتم التواصل فيما بعد كأننا أسرة كبيرة ونكون علاقات صداقة وتواصل للمساعدة واعطاء المشورة والنصح، فضلا عن متابعة الأعمال التي يرغبون في تطبيقها ويكون المدرب على تواصل معهم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعمل {كروبات} متواصلة بين المشاركين والمدربين والاستفادة من الكتب والملفات والمعلومات المتطورة والمختلفة التي تغني المشارك بالنصائح والمعلومات المهمةوالمفيدة.واشارت الى أننا نسعى للعديد من المشاريع الصحفية  ومن ضمن مشاريعنا تقديم الدعم الكامل لطلاب الاعلام مع بداية قبولهم في الجامعات ومساعدتهم من خلال تزويدهم بالقواعد الصحيحة للعمل الاعلامي الميداني وتقديم النصائح لهم، مبينة أن بعد انتهاء الدورة التدريبية ندعم المشاركين بإبراز قدراتهم ومواهبهم من خلال طرح أفكارهم ومشاركتهم وإبداء الرأي وتجهيزهم بالتقنيات الحديثة والدعم المالي من أجل تنفيذ أفكارهم التي تم طرحها في الورشة بمساعدة واهتمام المدرب لحين انجار العمل والذي يعد مكسباً للمنظمة في تطوير المهارات للمشاركين واعطائهم الفرصة لإثبات وجودهم، مؤكدة أن هذا هو هدفنا الحقيقي والذي يسعدنا بتطوير وتنمية المهارات والقدرات الصحفية للصحفيات وأن يكون لهن دور كبير في المجتمع ويفسح المجال لها بمناصب مهمة، وشعارنا دائماً إعلاء وتضخيم صوتالمرأة.بيئة صعبةويرى المدرب الدولي في مجال الاعلام فرمان عبد الرحمن في حديثه لـ {الصباح} أن الصحافة بشكل عام في وقتنا الحاضر تتسم بالديناميكية والتغير المستمر وعليه اصبح التجديد والمتابعة والتعلم أموراً لا بد منها لكي يواكب الصحفي كل المتغيرات التي تحصل بسبب الثورة الرقمية والتكنولوجية في مختلف مجالات الاعلام، منوهاً بأن التدريب في الصحافة يشبه كثيرا التدريب الذي يجب أن يتلقاه المقاتل قبل أن يذهب إلى ساحات المعركة، مشيراً الى أن منظمة {انتر نيوز} للإعلام الدولية منظمة فعالة لتطوير قدرات الصحفيات العراقيات من خلال مشروع {أصواتنا} الذي يختص بالدفاع عن الصحفيات وتثقيفهن وتعريفهن بحقوقهن، منبهاً الى أن الصحافة في الغرب مهنة نسائية بامتياز ولكن مجتمعنا العربي ذكوري، تتعرض فيه الصحفيات لعراقيل شتى، فضلا عن صعوبة العمل الصحفي في العراق للصحفيات اللواتي يتعرضن لضغوطات أكثر من نواحٍ مختلفة، مبيناً تدريبه 80 صحفية وطالبة في كليات الاعلام من مختلف الجامعات العراقية من خلال اقامة اربع ورشات متخصصة عن صحافة الموبايل كوسيلة جديدة لإنتاج وبث الأعمال الصحفية، مؤكداً فرحه لوجود تلك الطاقات الشابة المتعطشة للعمل في بيئة صعبة وخطرة في بعض الأحيان، متأملاً ظهور جيل جديد في الميدان الاعلامي لا يخاف ولا يعرف التعب لذلك سيكون مستقبل حرية الرأي والصحافة  مشرقاًفي العراق في ظل الاستمرار بمشاريع تدريب الصحفيات وفقاً لمستجدات المجالالاعلامي.المجال التطبيقيوتبين المدربة الدولية في مجال الاعلام منار الزبيدي انا باعتباري صحفية ومدربة في مجال الصحافة والاعلام وانتمي الى احدى المنظمات الشريكة لمنظمة {انترنيوز}، وان التدريبات التي تم اختيارها مهمة  كونها نوعية خاصة ما يتعلق في الدعم النفسي للصحفيات اللواتي يغطين قضايا حساسة وخطرة ومن الممكن أن تؤثر فيهن مستقبلا، منوهة بأن موضوع التدريب النفسي للصحفيات والمدافعات عن حقوق الانسان مهم جدا، وفتح المجال للاستشارة النفسية مع المختصة قادنا الى تدريبات نوعية شملت المجال العملي التطبيقي في الصحافة المتنقلة لطالبات كليات الاعلام اللواتي يفتقدن الى المجال العملي مقارنة مع الدراسة النظرية، مبينة وجود نشاط نوعي آخر يشمل مختبر ابتكارات الاعلام، وهذا الامر يساعد الصحفيات العراقيات على ابتكار مشاريع اعلامية جديدة من خلال تمكن الصحفية من ممارسة عملها من دون الحاجة الى اي شخص والوقوف بوجه التحديات، مؤكدة أن الكثير من الصحفيات قدمن مشاريع صحفية في مجالات ناشئة ومتنوعة، نادراً ما تتواجد فيها النساء مثل البيئة والقضايا السياسية و {البودكاست}، فضلا عن مواضيع اخرى تخص قضايا النوع الاجتماعي والمسابقات المتنوعة، وهذا كله يمثل دعماً معنوياً لهن، مشيرة الى تطوير امكانيات الصحفيات الشابات والمبتدئات العاملات في المؤسسات الاعلامية.استقطابولفتت الزبيدي الى أن الاستمرار بهذه البرامج والوصول الى جميع الصحفيات وتأسيس قاعدة جديدة لهن، مهمة لتطوير الصحافة النسوية وديمومتها واستمرارها وتجددها لتواكب الاساليب الصحفية الدولية، موضحة أن من خلال الدورات الصحفية تمكنا من أن نلمس تحسناً كبيراً في أداء العاملات في المجال الاعلامي وتوسيع قاعدة العاملات في مجال العمل الصحفي، علاوة على زيادة مستوى الوعي في مجال الامن الرقمي والسلامة المهنية للصحفيات بشأن القوانين وقضايا التحرش وغيرها، منوهة الى عدم الاكتفاء في توسع عدد الصحفيات واستقطاب صحفيات جديدات، بل ايضا تنوع الأساليب الصحفية التي يعملن فيها ومنها كتابة {البورتريه} و}الفيتشر الصحفي}، بالاضافة الى انتاج مواد مرئية وفيديوات من خلال بث حملات المدافعة عن حقوق المرأة وحصلنا مكاسب وساعدنا كثيراً من الصحفيات لانضاج أفكارهن والبدء بمشاريع جديدة وهذا التحسن ملموس على ارض الواقع، لكنه يحتاج اكثر على المدى البعيد ولا نستطيع القول اننا وصلنا الى الاكتفاء الذاتي، لأن الاعلام هو نظام ديناميكي ومستمر ويحتاج الى المزيد من الدعم طالما هو في تطور.تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

التعليقات معطلة.