تستعد دولة الإمارات بمدنها وقراها كافة عبر جميع هيئاتها ومؤسساتها ومرافقها العامة والخاصة للاحتفاء بالذكرى الـ54 لعيدها الوطني، وذلك عبر فعاليات تعبّر عن اعتزاز شعب الإمارات بموروثه الثقافي وقيمه العربية الأصيلة، تعزيزاً وتذكيراً بجهود البناة المؤسسين، زايد وراشد، طيب الله ثراهما، وتعزيز الولاء للوطن والقيادة الرشيدة.
وابتهاجاً بالروح الوطنية والفخر بالهوية الإماراتية وبالإنجازات التي حققتها الدولة منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971، والتي كانت بداية تاريخية مفصلية مهمة في التحولات المجتمعية التي نقلت المجتمع من مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة الحديثة، دولة المؤسسات ذات الأطر والهياكل التشريعية والتنفيذية والقضائية التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الوطن والمواطن، بما ترتب على ذلك قيام دولة الاتحاد واتساع دائرة الوطن والمواطن.
حدد دستور دولة الإمارات العربية المتحدة مقومات الاتحاد وأهدافه الأساسية وطبيعة السلطات الاتحادية والحقوق والواجبات المكفولة للمواطنين، كما حدد الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي تؤسس مجتمع الدولة الحديثة، تلك المقومات التي تؤكد المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين، وأن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن ويكفل القانون كيانها ويصونها ويحميها.
لقد استطاعت دولة الاتحاد من بعد خمسة عقود مضت أن تصبح نموذجاً على المستوى العالمي من حيث التنمية الاقتصادية والقيم الثقافية والاجتماعية والاستقرار السياسي والاجتماعي.
في حين تتسم سياستها الخارجية التي وضع نهجها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالحكمة والاعتدال وارتكازها على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على إقامة علاقات مع جميع الدول، والوقوف إلى جانب المستضعفين والمحتاجين في العالم، والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين.
كما استطاعت دولة الاتحاد أن ترسخ مكانتها العالمية بين الدول المتقدمة في ريادة الفضاء بنجاحها في إطلاق أول قمر اصطناعي إماراتي «خليفة سات»، وإرسال أول رائد فضاء عربي من أبنائها إلى المحطة الدولية.
والذي دون أدنى شك يعد إنجازاً تفتخر به أجيال الحاضر والمستقبل في بلادنا ووطننا العربي أجمع، كما تصدرت «دولة الاتحاد» كل دول العالم في الهيبة والفخامة والمكانة المرموقة، بحسب قائمة «أكثر دول العالم هيبة» التي أصدرتها شبكة «يو إس نيوز أند ورلد ريبورت» الإعلامية الأمريكية.
تلك الرؤية الثاقبة التي رسمت النهج القويم الذي تسلكه دولتنا الحبيبة في ظل قيادة رشيدة حققت نجاحات لا يمكن حصرها، نجاحات تعمق ثقتنا في مسيرة هذا الوطن الغالي، وتعزز الانتماء إلى تراثه وقيمه وتقاليده الأصيلة.
فما أنجز في مختلف المجالات خلال العقود الماضية وهي فترة قصيرة لا تقاس في عمر الدول والشعوب، أسهم بما لا يدع أي مجال للشك في نماء مجتمعنا وتحصينه بالأمن والأمان، وتوفير سبل العيش الكريم والرخاء لجميع المواطنين في أرجاء وطننا العزيز، من خلال تأكيد الهوية والانتماء الوطني وتماسك المجتمع.
وفي تقرير نشر حديثاً حلت دولة الإمارات العربية بين الدول العشر الكبار الأكثر تأثيراً عالمياً في العام 2023، بحلولها في المركز الثامن عالمياً، وفقاً لتقرير «يو إس نيوز آند ورلد ريبورت».
كما استطاعت دولة الاتحاد أن تتقدم الوطن العربي في مجالات عدة، مثل العدالة الاجتماعية وإنفاذ القانون والأمن والأمان واحترام المرأة والإنسانية والعطاء والابتكار والتقدم التكنولوجي والسلام والتسامح والسعادة والمعرفة.
ونحمد الله سبحانه وتعالى على ما تحظى به دولتنا من سمعة طيبة في أنحاء العالم، بفضل سياستها الحكيمة وقادتها المخلصين، فرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لشؤون الوطن وأبنائه أسهمت بشكل جلي في نماء مجتمعنا وتحصينه بالأمن والأمان وتوفير سبل العيش الكريم والرخاء لجميع المواطنين والمقيمين على أرضه.
إن دولة الاتحاد تثبت للعالم باستمرارية إنجازاتها التي تنافس كبرى دول العالم تقدماً وحضارة، إنها دولة القمة حيث تتقدم بالمعايير العالمية وليس الإقليمية، وتسير في خط صاعد إلى الأمام دون توقف، وهو ما أكده بوضوح تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس».
هكذا كان وسيظل الثاني من ديسمبر نقطة التحول الكبيرة في حياة الأسرة الإماراتية وكل أبناء الدولة الذين ينعمون بثمرات الاتحاد، هنيئاً لنا جميعاً ولقيادة وحكومة دولتنا الحبيبة بما حققته مسيرة الاتحاد، وإلى الأمام دائماً نحو المزيد من الخير والتقدم والازدهار.. وكل عام وأنتم بخير.. قيادة وشعباً وكل من يقيم معنا على أرض دولتنا الحبيبة المعطاءة الغالية.