كتب / سامي جواد كاظم…
الحديث عن دكستر فيلكنز الصحفي في مجلة نيويوركر الامريكية ليس له من الاهمية على اقل تقدير بالنسبة لي ولكنه اهميته تكمن في منجه لقب الخبير الصحفي وعند قراءة ما يكتب فاغلب كتاباته قلا لي سياسي واعتقد انه كذا وقد اثبتت المخابرات الامريكية كذا ، وان القائد الفلاني قتل الجنود الامريكيين وهكذا ، واخر ما كتبه على اعتبار انها حقائق لما جرى للحريري على يد جلاوزة ابن سلمان وفي نفس الوقت كتب عن ما الاتفاق السعودي الامريكي الاماراتي ليلة زيارة ترامب للسعودية باستهداف قطر .
ولست بصدد تصديق او تكذيب ما يكتب هذا الذي منح لقب خبير ، ولكن لماذا وسائل الاعلام العربية تاخذ كتاباته على محمل الجد مع العلم لم تثبت الاحداث السياسية صحة أي خبر او تقرير او تحليل له وجاء هذا الاستنتاج ليس من متابعة كتاباته بل من ابهامية معلوماته ، وهو يحاول بطريقة او اخرى ان يحدد ميوله السياسي لان غايته يجب ان تبقى مجهولة حسب ما يعتقد هو ولكن من وجهة نظرنا هي واضحة تتجسد في دعم الخطوات التي يقوم بها ابن سلمان لاعداده لمؤامرة كبرى في المنطقة ومن الطبيعي المستهدف ايران ومن يتبعها سياسيا او عسكريا ، ولان السعودية الفاشلة امام اليمن لايمكنها ان تصمد عشر دقائق امام ايران اذا ما اعلنت الحرب ، ولكن الخوف ليس على السعودية بل على المنطقة التي ستلهب الاقتصاد العالمي ، وهنا تكمن دلالات زيارة ابن سلمان لامريكا ولقاءاته المكوكية بشخصيات مخضرمة سياسيا واقتصاديا امريكيا ، والمسالة كيف ينفذ المؤامرة فانه رهن الاشارة ولكن هل سيتقنها جيدا كما اتقنها غبي العراق عندما خدع بالكويت ؟ هذه المرة ايران الخصم الذي لم تفلح مؤامرة السعودية والكويت وامريكا والكيان الصهيوني والملك المقبور الاردني في احتواء ايران الهشة في وضعها السياسي والتي توا اخرجت عميل امريكا من ايران ( بهلوي) ، فهل ستفلح بعد الاتفاق النووي؟.
اعود لديكنز الذي كشف عن اهانة سعودية لسعد الحريري في هذا الوقت الذي تحتدم الدعايات الانتخابية اللبنانية والاسوء مافي الامر تناول الصحافة العربية ترجمة هذا المقال السيء الذي يحكي اهانة السعودية للحريري، وهو نفسه في مقال اخر يكشف عن مؤامرة امريكا والسعودية ضد قطر ، ليترك المسرح السياسي الشرق اوسطي متلاطم في امواجه ولا احد يعلم اين سترسو سفينة السلام وكيف سيكون سيناريو المؤامرة ؟
وهو الذي اعد تقريرا مفصلا عن قاسم سليماني رفيقه الراحل “حسن شاطري”.وكل ما ذكر من معلومات في تقريره تعود الى مجاهيل ولكن غايته تضخيم الخطر الايراني على السعودية حتى تدفع اكثر .
بالنتيجة ما يقوم به ابن سلمان من تهورات تخص الشان السعودي فانها شان سعودي خاص ولكنها عندما تكون الممهدة لانتكاسة خطيرة كما فعل طاغية العراق بالعراقيين ومن ثم اقحمهم في محرقة الحرب مع ايران ، ولكن هذه المرة كما هو معروف ان الحرب ستكون عسكرية تجارية ، لان منطق ترامب ادفع حتى احميك وهذا ما قاله في اخر تصريح بخصوص انسحاب القوات الامريكية من سوريا ، فاذا كان يتحدث عن الثمن فانه قبض اول دفعة من سلمان وابنه في زيارته التامرية وقبض 500 مليار دولار ، ذهب نصفها للاعصار الذي ضرب امريكا ، فعاود ابن سلمان الزيارة لتعويض خسائر ترامب .
النتيجة فان المنطقة مقبلة على حرب اقتصادية صرفة تمهد لاعمال عسكرية ان لم تتراجع بعض الدول الساندة لسياسة ابن سلمان منها تحديدا مصر والكيان الصهيوني الذي بات صديقا للسعودية وبشكل علني ولا يحتاج الامر الى فضح اسرار فعشقي اكد ذلك اكثر من مرة .
العراق الذي اصبح طاولة رزمت عليها اوراق ايران بينما اوراق السعودية بعثرت فكيف السبيل الى رزمها واعادتها لوضعها على الطاولة ؟
سوف لايتوقف ترامب من اتخاذ قراراته واطلاق تصريحاته الواحد تلو الاخر ضد ايران والنتيجة فانه لايشعر بالحياء عندما يخذل البيت الابيض بتصرفاته الغبية ولكن هكذا هي السياسة الامريكية انها سياسة الاختبار تنظر الى الفوضى لتنتقي ما ينفعها حتى ولو كان على حساب رفس ترامب فقد قامت بنفس الدور سابقا مع رؤوساء امريكا سابقا ( نيكسون ، كارتر) .
لماذا العرب يعولون على ما تكتبه الصحافة الامريكية ومنهم هذا الذي يدعى خبير ديكنز الذي توقع كارثة بخصوص سد الموصل ولم يحصل توقعه ،
ان ما يكتبه هذا الرجل هو ليس صحيح ولكنه تهيئة ارض مضطربة اعلاميا لما سيكون عليه الوضع مستقبلا النتيجة فشل كل ما تفكر به امريكا والسعودية والصهيونية وهذا امر حتمي ولكن المشكلة ان شعوب المنطقة ستدفع الثمن ان لم يتراجع بعض حكام المؤامرة عن دورهم المنوط بهم .