المصدر: النهار العربي
رندة تقي الدين
جان-إيف لودريان.
تجمع مصادر فرنسية متابعة لمهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لوددريان على القول إن جولته في لبنان التي انتهت يوم الجمعة الماضية أظهرت دينامية جديدة من حيث البحث عن حل للانتخابات الرئاسية. فرغم استمرار الخلاف بين الفرقاء يبدو أن لودريان يعول على الاستمرار في السعي لايجاد حل لمسألة الانتخابات لانه يدرك خطورة المزيد من التدهور في لبنان مع حلول الخريف دون رئيس. زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان تزامنت مع زيارة وفد صندوق النقد الدولي الذي التقاه. وكان تقييم وفد الصندوق متطابق مع التقييم الفرنسي أن لبنان اجرى بعض الإصلاحات الصغيرة ولكن الإصلاحات الأساسية المطلوبة لم تنفذ. وترى المصادرأن وفد الصندوق والموفد الفرنسي اعترفوا بأن موسم الصيف في لبنان كان أفضل مما متوقع، ولكن هذا لا يكفي لانه عندما ينتهي الموسم السياحي ستستمر الازمة في التفاقم طالما ليس هناك إصلاحات. فلودريان الذي عاد الى فرنسا ليضع المسؤولين في صورة ما استطلعه في لقاءاته سيكمل مهمته حتى النهاية. ولن يوقفها عندما يتولى مهمته في العلا السعودية، إذ أكد لجميع من التقاهم ان مهمته في العلا لن تحول دون الاستمرار في مهمته في لبنان لان هنالك فريق عمل كبيراً في العلا. وهو سيعود الى لبنان حتى استكمال مهمته آملا الا تطول اكثر من الخريف. وتعول المصادر على اجتماع الخماسية في نيويورك حول لبنان وموقفها إزاء ما استطلعه لودريان في بيروت، علماً أن الاجتماع سيكون على مستوى المدراء في الخارجية وستحضره آن غريو السفيرة السابقة في لبنان التي أصبحت الآن مديرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية. وستكون وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في نيويورك حيث تمثل فرنسا في الجمعية العمومية. ولن يحضر ماكرون الى نيويورك لانه يستقبل ملك بريطانيا شارل الثالث والملكة كاميلا اللذين يقومان الأربعاء بزيارة دولة الى فرنسا. ووصفت المصادر استقبال السفير السعودي وليد بخاري للودريان مع النواب السنة في دارته في اليرزة بأنه مهم و مؤشر أن السعودية عكس ما يتردد في بعض الأوساط مهتمة بالملف اللبناني، وانها تبذل جهوداً وتنسق مع فرنسا. واضافت المصادر ان لودريان أراد في بداية جولته زيارة ممثلي المؤسسات من رئيس البرلمان نبيه بري الى الرئيس نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الاعمال الى قائد الجيش ليظهر الأهمية التي توليها فرنسا الى المؤسسات في لبنان. الى ذلك، رغب في الاستماع من قائد الجيش العماد جوزف عون عن الأوضاع الأمنية السائدة في لبنان وما جرى من أحداث سابقة في البلد وأيضاً عما يجري في مخيم عين الحلوة. فخلاصة من يتابعون مهمة لودريان، أنه كما طلب منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يترك لبنان قبل أن يجد حلاً لهذا الفراغ الرئاسي والدول الخمس تدعمه. أما بالنسبة لاسماء المرشحين وحول من سيكون الاسم الثالث الذي سيعمل عليه لودريان يمتنع المسوؤلون عن الخوض في ذلك لأنه شأن لبناني، ولأن ذلك سيكون نتيجة النقاش الذي يجريه عندما يزور البلد مجدداً، وتكون اللجنة الخماسية اجتمعت في نيويورك. ولكن المصادر أبدت بعض التفاؤل في تحركه علماً ان المسوؤلين الفرنسيين لهم خبرة في صعوبة المراهنة على النجاح في لبنان، ولكن نظراً لتأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان فرنسا لن تترك لبنان ينهار كلياً وقناعته أنه في النهاية قد تنجح في ملء الفراغ الرئاسي بدعم من شركائها الخمسة. وقد يتمكن لودريان من إقناع الأفرقاء اللبنانيين من انتخاب مرشح تسوية. وتقول المصادر إن جميع الذين التقاهم الرئيس مدركين للخطر المهدد للفراغ اذا طالت الأمور وقائد الجيش ذهب الى التقاعد ورئيس محكمة التمييز في 2024 وغيرها من مؤسسات لا يمكن ان تبقى فارغة . لذا ترى المصادر المتابعة لزيارة لودريان أن الدينامية التي انطلقت في جولته الأخيرة قد تصل الى نتيجة. أما على صعيد المرشح الرئاسي الاوفر حظاً في المرحلة الراهنة فتمتنع المصادر الفرنسية عن التعليق على أي اسم، في حين ان مواقف عدد من دول الخماسية في طليعتهم قطر والسعودية ومصر والولايات المتحدة فهي تؤيد وصول قائد الجيش العماد جوزف عون الى الرئاسة. ولا يخوض الجانب الفرنسي في الأسماء ولكن العماد عون يحظى باحترام في الدوائر المسوؤلة في باريس. الا ان باريس ما زالت تعتبر ان سيناريو ترشيح سليمان فرنجية ما زال مطروحاً في حال جرى اتفاق بين حزب الله ورئيس التيار جبران باسيل. اما السعودية فهي ليست لديها شيء ضد المرشح سليمان فرنجية ولكنها تؤكد انها وفية لحلفائها في لبنان الذين لا يريدون فرنجية لذا ترى ضرورة الانتقال الى مرشح آخر.
وعلم “النهار العربي” من مصادر فرنسية مطلعة أن قطر والسعودية تدعمان التحرك الفرنسي في لبنان، وقطر تقدم مساعدات للجيش اللبناني ولليونسكو والمدارس اللبنانية.