تشهد إيران في الآونة الأخيرة تطورات بارزة كشفت مجددًا عن أزمات النظام الإيراني المتعددة داخليًا وخارجيًا، حيث يحاول قادته، وعلى رأسهم علي خامنئي، التمسك بالسلطة عبر التهرب من المسؤولية والقمع المستمر. في المقابل، تواصل المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، تعزيز نشاطها الدولي والمحلي، لتؤدي دورًا حاسمًا في فضح سياسات النظام المدمرة وتعبئة الرأي العام ضده.
في خطاب ألقاه يوم 8 آذار/مارس 2025 أمام قادة عسكريين ومدنيين بارزين، كرر خامنئي ادعاءاته أن إيران ملتزمة الاتفاقات النووية، واصفًا انتقادات أوروبا بـ”الادعاءات الباطلة”. لكن الوقائع تؤكد أن النظام يواصل تطوير برنامجه النووي سرًا، بهدف امتلاك أسلحة نووية. هذه السياسة المزدوجة أدت إلى تصعيد التوترات مع المجتمع الدولي.
في هذا السياق، أكدت رجوي أن المقاومة الإيرانية طالبت دائمًا بتفكيك المنشآت النووية بالكامل ووقف التخصيب. وفي رسالتها إلى تظاهرة أنصار المقاومة في واشنطن، شددت على أن سياسة المهادنة الغربية منحت النظام فرصة للاقتراب أكثر من عتبة إنتاج السلاح النووي.
دعم دولي واسع للمقاومة الإيرانية
في 6 آذار /مارس 2025، عُقد مؤتمر في باريس بمشاركة شخصيات عربية وإسلامية بارزة، ركز على الدور السلبي للنظام الإيراني في المنطقة وضرورة دعم المقاومة الإيرانية. المؤتمر الذي حضرته رجوي تحت شعار “رمضان، شهر الأخوة والتسامح ضد ولاية الفقيه والتطرف”، ألقى الضوء على أوضاع إيران والمنطقة.
خلال الفعالية، تم تكريم أحمد غزالي، رئيس وزراء الجزائر سابقا، بصفته أحد أبرز داعمي المقاومة. حضور شخصيات مثل المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، وغيره من السياسيين العرب، أظهر أن دعم المقاومة الإيرانية لم يعد وقفاً على الإيرانيين، بل تحول إلى تيار دولي.
تظاهرات واشنطن: رسالة واضحة للعالم
في 8 آذار، تجمع آلاف الإيرانيين المقيمين في أميركا أمام الكونغرس، ثم ساروا نحو البيت الأبيض، معبّرين عن دعمهم للمقاومة ومطالبتهم بإسقاط النظام. رافقت التظاهرة خطابات من شخصيات مثل رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، وأعضاء في الكونغرس، حاملة رسالة مفادها أن نهاية النظام الإيراني هي السبيل للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
جولياني أكد أن “السلام في الشرق الأوسط يمر عبر إسقاط نظام ولاية الفقيه”، مشددًا على أن الشعب الإيراني ومقاومته بقيادة مريم رجوي قادر على التغيير من دون تدخل خارجي.
بدوره، أشاد النائب الديموقراطي براد شرمان بدور النساء في المقاومة، مشيرًا إلى أن “منظمة مجاهدي خلق كانت أول من كشف البرنامج النووي السري للنظام في 2002”.
وقال السيناتور سام براونباك: “رياح التغيير تهب في طهران، وحان وقت سقوط هذا النظام.”
مستقبل مشرق لإيران؟
في كلمتها التي بثت عبر الإنترنت للمتظاهرين في واشنطن، جددت رجوي تأكيدها أن “النساء هن قوة التغيير”، وأن الحرية والديموقراطية لن تتحققا من دون مشاركتهن الفعالة. ودعت المجتمع الدولي إلى دعم مراكز الانتفاضة التي تقود النضال ضد النظام، مشيرة إلى أن “الانتفاضة والمقاومة المنظمة” هي الحل الوحيد لمواجهة قمع النظام وجرائمه.
مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية والضغوط الدولية، واتساع دائرة الدعم للمقاومة الإيرانية، يبدو النظام الإيراني على شفا الانهيار أكثر من أي وقت مضى. مستقبل إيران يتوقف على شعبها ومقاومتها التي تناضل من أجل الحرية والعدالة والديموقراطية.
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية