أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة “الاتحاد للطيران” أنطونالدو نيفيس في أبوظبي أن الشركة عادت إلى الربحية وتعمل على تحسين الشفافية والحوكمة والميزانية العمومية لتكون جاهزة لطرح عام أولي إذا قرّر صندوق الثروة السيادي الذي يملكها إدراجها. وأعلنت شركة الطيران الإماراتية اليوم الأربعاء تحقيق أرباح صافية في 2022 و2023 بعد توالي الخسائر الكبيرة منذ 2016. و”الاتحاد” مملوكة لصندوق الثروة التابع لحكومة أبوظبي شركة “أيه دي كيو” التي يدرج عدداً من الكيانات التي تملكها منذ 2022 في إطار استراتيجية أوسع لتنويع موارد اقتصاد الإمارة الغنية بالنفط وتعزيز أسواق رأس المال وتحفيز الاستثمار. وذكرت “بلومبرغ” يوم الجمعة أن “أيه دي كيو”، التي استحوذت على “الاتحاد للطيران” في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 وعيّنت نيفيس رئيساً تنفيذياً، تدرس طرحاً عامّاً أولياً لشركة الطيران في وقت قريب قد يكون خلال العام الجاري.
وقال نيفيس لـ”رويترز” في مقابلة “نعمل بجد كبير حتى نكون مستعدين عندما يحين الوقت المناسب لطرح عام أولي”. وكان المسؤول التنفيذي المخضرم في قطاع الطيران يدير شركة الطيران البرازيلية “أزول” عند تنفيذ طرح عام أول لها في 2017.
وذكر نيفيس أنّه ليس سرّاً أن “أيه دي كيو” تستهدف إدراج شركات من المملوكة لها، لكن أي قرار بشأن طرح عام أولي سيكون قرار “أيه دي كيو”، وليس قرار “الاتحاد للطيران”. ورفضت “أيه دي كيو” التعليق. وأشار نيفيس إلى أنّه في مؤشر على التغيير، ستنشر “الاتحاد” تقريراً سنوياً للعام 2023 بحلول منتصف نيسان (أبريل) للمرّة الأولى سيتضمن تفاصيل عن الدعم الحكومي المرتبط بالجائحة. وأعلنت “الاتحاد”، التي تبنّت قبل عام خطّة نمو مدّتها سبع سنوات لقلب مسار سلسلة خسائرها، عن صافي ربح في 2023 بلغ 525 مليون درهم (143 مليون دولار) وصافي ربح في 2022 لم تكن قد أعلنته من قبل بلغ 92 مليون درهم.
ولفت نيفيس إلى أن “الاتحاد” تعمل على زيادة الكفاءة لتحقيق الأرباح، وهو ما يشمل إلغاء مسارات غير مربحة وإعادة طائرات موقوف تحليقها إلى الخدمة. وارتفعت أعداد الركاب 40 بالمئة على أساس سنوي في 2023 إلى 14 مليوناً، وتهدف “خطّة 2030” التي تتبنّاها “الاتحاد للطيران” إلى رفع عدد الركاب لثلاثة أمثاله ومضاعفة حجم أسطولها بحلول 2030.
ويمثّل ذلك عودة إلى النمو بعد نحو ست سنوات من التقليص في أعقاب محاولة فاشلة لمجاراة المنافستين الخليجيتين “طيران الإمارات” والخطوط الجوية القطرية غير المدرجتين في البورصة. فقد سبق وأن اشترت “الاتحاد” حصصاً في شركات طيران أجنبية من بينها “إير برلين” و”أليتاليا” و”غيت إيروايز” الهندية و”فيرجن أستراليا”، والتي أفلست جميعها. وأوضح نيفيس أن “الاتحاد” لم تعد تمتلك تلك الحصص ولا تنوي الاستثمار في شركات طيران أخرى. وأضاف أن “الاتحاد” تركّز في المقابل على ربط جنوب شرق آسيا والخليج وشبه القارة الهندية بأوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة من خلال رحلات متكرّرة بدلاً من الرحلات الطويلة للغاية. وقال “لم نعد مهووسين بأن نفعل فقط ما يفعله المنافسون وتقليدهم”.
وتشغل “الاتحاد للطيران” 80 طائرة ركاب من “بوينغ” و”إيرباص” وخمس طائرات شحن.
(الدولار = 3.6723 درهم إماراتي)