لم اسمع صوت الكاميرا لكنني عرفت انهم يلتقطون الصور كان ابي العظيم واحد الجنود الدوليين يحملون جدتي لينقلوها الى المروحية كنت امحو ظل ابي العظيم وارسم ظلي مكانه اقلعت الهليكوبتر باتجاه المدينة
بعد مرور عدة سنوات سمعت من احدى بنات العم في جلسة عائلية اجتمع فيها الاقرباء والاحبة عن صورة في مجلة اجنبية يملكها اخاها الذي هاجر منذ زمن بعيد الى تركيا محتوى الصورة
رجل ملتحي اسمر البشرة يحمل سيدة مسنة على وجهه علامات التعب والارهاق ابي العظيم وجدتي احدهم طالب الصورة لكن الصورة لم تصل منذ ذلك الوقت لم تغب عن ذاكرتي مرت سنوات ذات يوم قمت بزيارة الاخت الصغرى لابنة العم سيدة موناليزية ذات قيمة وقامة بحضور زوجها طلبت منها ان تتصل بأخيها كي يرسل المجلة او نسخة منها قالت حسنا في اقرب فرصة سأتصل به
زوجها السيد النبيل قال لي لو عرفنا اسم المجلة سأكتب رسالة لهم باللغة الانكليزية وانت بدورك ارسلها لهم من خلال البريد الالكتروني لم تصل بعد من الصدف المدهشة في معرض اربيل الدولي للكتاب
كنت بحاجة لبعض التبغ خرجت من بناية المعرض وتوجهت للساحة
بالنسبة لي الكتب والسجائر معا فدماغي لا يقبل سلكا واحد للشحن يجب ان يكون سلكان كي تتم المهمة بنجاح
رأيت رجلا قادما شعره ابيض هناك بعض التجاعيد على وجهه
وجدت صورة شخصية له ذات مرة في مكان ما
توجهت نحوه القيت السلام عليه قلت له انا اعرفك لكن انت لا تعرفني
قال من انت قلت انا ايفان ابن علي بابا
قبلنا بعضنا احتضنا بعضنا تكلمنا عن الكتب والعمل وفوضى الاشياء وانتهى اللقاء
انا توجهت يسارا
وهو غاب في الزحام في طريق العودة من اربيل تذكرت الصورة
قلت لنفسي نسيت ان تحدثه بخصوص الصورة عدت لنقطة الفراغ ومعي سلة من الفراغات رغم هذا
انا مستمر في عملية البحث عن الصورة حتى الرمق الاخير
تحية اجلال وتقدير لذاك المصور المجهول الذي رسم وجه ابي العظيم
ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب