رجال دين ام رجال سياسة؟

1

حسن فليح / محلل سياسي

اعظم ما قال عبد الله القصيمي في وصفه لدجل المتدينين وما اكثرهم في بلادي ، إنهم يتصورون الله قيصرًا أو زعيمًا ضالاً، ينشرح صدرُه للنفاق وقصائد الامتداح، ويفقد بذلك وقارَه ، عندما نحاول جاهدين ان لانكتب بالسياسة وكذبها ونفاقها ونصبها وحتيالها على الشعب نجد انفسنا امام اكثر مايدفعنا لذلك هم رجال الدين والسياسة في وطن لم يبقى لديه مايضحي به ولم يبقى لديه مايجابه به وصار لايقوى على تحمل اعباء مايفعلون به ، يذكرني ذلك بقول شاعرنا الكبير المرحوم محمد مهدي الجواهري حين قال ، لم يبقَ عنديَ ما يبتزّهُ الألمُ
حسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثاتِ أسى
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضجُّ دمُ
وحينَ تطغَى على الحرَّان جمرتُهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليهِ فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُمْ
في أن تضمَّهُمُ أوطانُهم حلمُ ،
عندما يفشل رجال السياسة في العراق من انقاذ البلاد من التمزق ويتحول الى اداة للصراع، تتجه انظار الناس غريزياً الى الممثليات الاجتماعية والدينية لتحقيق هذا الهدف خصوصا بعد تلاشي الاحزاب ذات الايدلوجيات التي كانت سائدة بالحكم او المعارضين لها ، مايحدث في العراق بعد عشرون عاما من ازالة النظام الشمولي، يفرض العودة الى حيث النقطة الاولى غريزيا بالجوء للدين والعشيرة .
الاعتراض الاول سيدور حول دور رجال الدين والقبائل انفسهم في تكريس الانقسام السياسي والديني والاجتماعي، والحقيقة ان رداء الدين واسع كما هو رداء القبائل، والاصل ان العراق حدث فيه بعد العام 2003 توافق سياسي هش بني في الاساس على استثمار السياسيين للرمزية الدينية لصالح حسابات حزبية وسياسية فأن عجزهم السياسي في بلورة فكر سياسي وبلورة رؤية وطنية ومشروع بناء دولة ديمقراطية حقيقية تنعم بالسلام والامن الاهلي يسد الفراغ الايديولوجي الذي كان سائدا جعلهم يُحزبون المذاهب ويسيسون الدين في سابقة خطيرة على الدين نفسة وعلى السياسة ، على وفق المبدأ القائل إذا أردت أن تتحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني وهذا مايحصل الان بالعراق ، ومنذ بداية تشكيل العملية السياسية حول حكم الشيعة في العراق والدفاع عن السنة والى تصريحات النخب السياسية الاخيرة التي تتداول مصطلح “الفتنة الطائفية” بافراط، كان استثمار الدين يتم على الدوام لمصالح سياسية. فقد غرس السياسيون العراقيون في مجتمعنا مفهوم المكونات ، سنة وشيعة، واكراد ، وجذرو المخاوف لدى مكوناتهم الاجتماعية من خطر المكونات الاخرى !! في مقابل حصولهم على تمثيل دائم لهذه المكونات ، وعبر مفهوم المحاصصة التي انتجت لنا الفساد والمفسدين ، والتي يتجنب الجميع مغادرتها بأعتبارها أحد اهم منجزاتهم السياسية التي مزقت وحدة الشعب ودمرت البلاد ، وبدفع خارجي مقصود الغرض منه ان لايتعافى العراق ويعيد نفسة مرة اخرى في بناء ذاتة ويعزز مكانته الدولية التي يستحقها ، ولم يتوقف السياسيين عن هذا الحد المقرف والمخيب لآمال الناس بهم بل مارسوا الاخطر والاخزى من ذلك فهم اليوم يستقوون على بعضهم بهذا الطرف الدولي او ذاك على حساب العراق ومصالحه الوطنية عليا .

التعليقات معطلة.