رسالة إلى الرئيس ترامب: حلاً منصفًا للسلام في المنطقة

6

 

سيادة الرئيس ترامب،
إننا نعيش في مرحلة مفصلية من تاريخ الشرق الأوسط، حيث أصبحت القضايا السياسية والإنسانية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. في الوقت الذي تُواصل فيه الولايات المتحدة دعمها اللامتناهي لإسرائيل، ربما يجب عليكم أن تراجعوا خياراتكم وتفكروا في حل أكثر إنصافًا وواقعية، حل يضمن السلام والاستقرار للمنطقة كلها.
إذا كان حرصكم على إسرائيل بهذا القدر، فليس من المستحيل عليكم أن تجدوا حلاً يتضمن منح فرصة شعب إسرائيل في العيش في وطنهم الجديد بأماكن أخرى، مثل الولايات المتحدة، التي تمتاز بتنوعها الجغرافي والقدرة على استيعاب الملايين. فالأراضي الأمريكية واسعة، ويمكن أن تستوعب الشعب الإسرائيلي كما استوعبت العديد من الشعوب الأخرى عبر التاريخ.
ولكن في المقابل، دعونا نتذكر أنه لا يمكن أن يستمر ظلم الشعب الفلسطيني، الذي يُجبر على العيش في ظروف قاسية، وهم الذين تعرضوا لاغتصاب أراضيهم في فلسطين. هذا الشعب الذي عانى من التهجير القسري عبر عقود من الزمن، بدءًا من وعد بلفور في عام 1917 وصولاً إلى ما نشهده اليوم من مآسي في غزة، لا يمكن تجاهل معاناته إلى ما لا نهاية. إن ما يحدث في غزة الآن ليس إلا مثالًا آخر على تعميق جراح هذا الشعب الذي تم تهجيره بطرق لا إنسانية.
ومنذ عام 1948، اندلعت العديد من الحروب بين العرب وإسرائيل، ورغم كل المحاولات، لم نجد بعد حلاً منطقيًا أو عمليًا يدعم تحقيق سلام دائم في المنطقة. لا يمكننا أن نغفل عن حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التاريخية، ولا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل هذا الحق الشرعي.
سيادة الرئيس، لقد مرّت عقود طويلة من التوترات والصراعات، ودارت العديد من محاولات السلام، ولكن يبدو أن العالم بأسره، من أكبر الدول إلى أصغرها، إضافة إلى المؤسسات الأممية، عجز عن إيجاد حل عادل لهذه القضية. فهل يعقل أن يكون الجميع عاجزًا عن تحقيق الحل؟ المنطق لا يقبل هذا الوضع، ولكن ما نراه هو سياسة الكيل بمكيالين، وهي ما يؤثر على أي أفق لحل حقيقي.
إنكم اليوم، كأحد القادة العظماء في العالم، أمام فرصة تاريخية لتصحيح المسار. إذا كنت حريصًا على سلامة إسرائيل ورفاهيتها، فما عليك إلا أن تبادر بحل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين ويعيد السلام إلى المنطقة. حلاً يعترف بحقوقهم ويوقف القتل والتدمير المستمر في غزة. هذا الحل لن يُرضي فقط الفلسطينيين، بل سيكون له تأثير إيجابي في الاستقرار العالمي.
لن تظل سيادتك رئيسًا في الذاكرة من خلال دعم طرف واحد في صراع دموي، بل ستُخلد في التاريخ إذا ما سعت لدعم السلام العادل والمستدام. آن الأوان لأن تُظهر قيادة جديدة تُنهي سنوات من الألم والمعاناة، وتُعيد الأمل لملايين من الأبرياء.
إن هذا هو الوقت الأنسب لكتابة فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط، حيث يُنظر إليك ليس فقط كحامٍ للسلام، بل كمنقذ للإنسانية.

التعليقات معطلة.